ماذا بعد الانتخابات؟الجزء الثالث/ ماذا فعل ساستنا العراقيون بعد الانتخابات!!
بتاريخ : 17-05-2010 الساعة : 09:07 PM
ماذا بعد الانتخابات؟الجزء الثالث/ ماذا فعل ساستنا العراقيون بعد الانتخابات!!
بعد إن تناولنا أهم ماكان يجري على ساحتنا السياسية العراقية بعد الانتخابات نستكمل تحديد أهم المؤشرات التي برزت في العراق ونتيجة الركض المحموم على كرسي رئيس الوزراء وكراسي الحكم وقد استعرضنا المؤشر الأول حول عدم وجود برنامج سياسي لكافة القوى والأحزاب وفي مقالتنا نستعرض المؤشرات البقية التي طفت على الواقع الغير ثابت وغير المفهوم من قبل الكل .
المؤشر الثاني : لوحظ إن سباق الماراثون على كرسي رئيس الوزراء وكراسي الحكم لوحظ إن ساستنا ومع الأسف الشديد أنهم لا يقبلون بأقل من رئيس الوزراء لأنه ما دام قد تولى هذه المنصب فيجب إن لا يتنازل عن هذه الكرسي المهم لأنه لو تولى منصب أخر واقل يعتبر هذا تصغير له ولأمره مع العلم نسوا كل المفاهيم الراقية في إنهم خدام لشعبهم وأنهم يخدمون شعبهم في أي موقع ومهما كان صغيراً لأنه هذا ما بشرت به كل الشرائع الدينية والسماوية في إن كبير القوم خادمهم حتى الوضعية في كون رجل الحكم هو خادم الشعب ويكفينا حسباً فيما كان يقوم سيدي ومولاي أمير المؤمنين(ع) وأئمتنا المعصومين(عليهم سلام الله أجمعين) في حمل جراب الطحين والغذاء على ظهورهم وتوزيعها على المسلمين وفقرائهم بالذات ويفتخرون بذلك ويجعلون سراً وكانت هذه إحدى السمات المميزة لأئمتنا المعصومين وحتى نلاحظ في التجارب الديمقراطية العالمية نجد سياسييهم يعملون على خدمة شعبهم وينزلون إلى أدنى مستوى من الشعب ويجعلونه دعاية لهم في خدمة شعبهم ولكن ساستنا وعلى العكس أنه يبقى يظل متمسك بأنه لا يقبل بأقل من المنصب الذي تولاه سواءً رئيس الوزراء أو أي كرسي حكم أخر ولأسوق لكم على كيف الحكم نحن في العراق وفي الثلاثينات ففي أحدى الوزارات كلف جميل المدفعي بتشكيل الوزارة وكان وزير خارجيته في تلك الوزارة نوري السعيد باشا وفي إحدى جلسات البرلمان تكلم نوري باشا بدون أذن من رئيس وزرائه المدفعي مما جعل المدفعي يغضب عليه ويوبخه وينهره بعدم الكلام إلا بأذنه فسكت نوري باشا وأمتثل للأمر وبعد انتهاء الجلسة أرادوا بعض المتصيدين بالماء العكر من إن كيف يوبخك المدفعي وإن كنت رئيساً للوزراء لعدة مرات وتعتبر رجل بريطانيا الأول والتي تعتمد في كل الأمور.
فتدرون ماذا أجابهم؟ قال لهم(رحمه الله): أني وزير عند المدفعي ومن حقه إن يحاسبني على تجاوزي ولو يريد إن يعنيني سفير في أحدى الدول لامتثلت لأمره لأنه رئيس الوزراء.
فهكذا كانت الدولة تسير في ثلاثينات القرن الماضي، أما اليوم ماذا نلاحظ أنه غابت كل هذه المفاهيم ونحن في القرن الواحد وعشرين والمفروض إن نتقدم لا إن نتراجع وكما يقال المثل (مثل......).فكرسي الحكم ليس دائم لأحد وهو ليس ورثه احد من أبوه وإلا ما الفرق بين قادتنا والصنم صدام الذي كان متمسك بكرسيه مهما كانت الظروف وليضعوا هذه المقولة التي غابت عنهم بالتأكيد(لو دامت لغيرك لما أتت إليك).
المؤشر الثالث : هو ما يفعله قادتنا السياسيين في محاولة ونتيجة الأزمة الموجودة في العراق هو محاولة تدويل القضية والذهاب إلى دول الجوار أو الجامعة العربية ومحاولة حتى الضغط بتدويل قضية أزمة الحكم وبالتالي إرجاع العراق إلى الحماية الدولية وبالتالي أبقاء البند السابع من الأمم المتحدة والتي يناضل العراق وحكومته من أجل إلغائها وهذا كله في سبيل كرسي الحكم والذي بالذات مافعلته القائمة العراقية ورئيسها علاوي الذي ونائبه الهاشمي كان قبل فترة في سباق محموم من اجل عمل هذا الأمر الخطير وحتى بعد إعلان نتائج الانتخابات لا حظنا الجري السريع والركض من قبل كل الكتل وحتى رئيس جمهوريتنا ورئيس إقليم كردستان بالذهاب إلى السعودية ودول الجوار ومصر وحتى إيران.
وهذا ماذا يدلل يدل على إن العراق أمر ساسته وتشكيل الحكومة بيد هذه الدول ويجب إن تمر موافقة هذه الدول على تشكيل الحكومة وإلا بماذا يفسر هذا الأمر؟.
ولكن فليعلم قادتنا إن تشكيل الحكومة هو من داخل رحم شعبنا العراقي الصابر المجاهد ومن خلال قربهم والتصاقهم بشعبهم ومعاناة شعبهم في ظل هذه الظروف الحرجة وهو يعطي مؤشر بان قادتنا هم بعيدين كل البعد عن شعبهم وعن طموحاته لأنهم لو كانوا قريبين منه لاستطاعوا تشكيل الحكومة في وقت قصير ولا حاجة لأخذ المباركات من دول الجوار أو السعي الحميم لإدخال العراق تحت الحماية الدولية وهو يدلل على ضعف سياسيينا وفشلهم في كسب ثقة ومحبة الشعب وهذا يدلل على قلة وطنيتهم وعدم جعل الوطن فوق كل الأعتبارات.
وصدقوني إن أي حكومة يراد إن تشكل خارج البلد سوف يكتب لها الفشل والسقوط والبقاء داخل حدود المنطقة الخضراء(سيئة الصيت)ويتنقلون في حماياتهم وسيارتهم المصفحة التي سوف لن تحميهم وهذا ما قال وتفضل به آية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام الله ظله الشريف) لنوري المالكي في أحدى المقابلات مع سماحته((إن المنطقة الخضراء لن تحميكم وأخرجوا منها وتعايشوا مع شعبكم)).
المؤشر الرابع : يلاحظ إن كل عملية مهمة تخص البلد كتشكيل الحكومة أو أقرار قانون مهم لمصلحة البلد والشعب تستلزم عندنا الكثير من الوقت والجهد واللعب بأعصاب وأحاسيس الشعب وكله يدخل في مجال المناورات وعقد الصفقات المشبوهة وخلف الكواليس ولو على حساب مصالحة وطموحات شعبنا الذي تجاوز كل المخاطر في سبيل تنصيب هؤلاء القادة لكي يكونوا أمينين على مقدرات البلد وشعبه.
ولو لاحظنا أنه في السودان انتهت الانتخابات وتشكلت الحكومة عندهم وحتى في هاييتي بالرغم من الزلازل المدمر الذي حدث عندهم فقد تم بناء البنى التحتية لديهم واستكملت وأخذ الشعب يسترد عافيته وإحساسه بالأمان وحتى اندونيسيا قد بنت كل ما خلفه إعصار تسونامي وهم يستعدون حتى للوقاية من تسونامي ثاني. أما في بلدنا والذي كان يعتبر في مصاف دول العالم الثالث من حيث التخطيط والاقتصاد فيستلزم عند حصول بعض الأزمات السياسية أو القرارات والقوانين المهمة صدور التصريحات المتتالية من قبل السياسيين والتي الواحد يناقض الأخر ثم عقد اللقاءات وخروج القادة وهم يتصافحون والابتسامات على وجوههم وهم يصرحون بأن المباحثات كانت مهمة وتوصلت إلى نقاط ايجابية ومهمة ولكن في الحقيقة لم يتوصلوا إلى أي شيء يذكر بدليل خروج وبعد فترة قصيرة تصريحات من أعضاء الكتل بأن الأمر يستلزم الكثير من التباحث والنقاش للوصول إلى النتيجة المطلوبة.
وهذا يفسر بأن قادتنا لا يضعوا مصلحة البلد هي العليا والتي نؤكد عليها باستمرار ولكن وكما يبدو من خلال مسيرة الأحداث أنهم واضعين مصالحهم الخاصة من ناحية كرسي الحكم وكل مصالحهم الضيقة والنفعية فوق مصلحة الوطن والشعب وغلا بماذا يفسر تأخر تشكيل الحكومة بهذا الشكل وهذا تصريح أحد نواب الكتلة الصدرية الذي يصرح ويقول أنه تشكيل الحكومة يتأخر ولحد شهر أيلول لمتطلبات تشكيل الحكومة يعني من الشهر الرابع إلى الشهر التاسع والله اعلم قد يتأخر بعد هذا التاريخ يتطلب على الأقل ستة أشهر فهل شاهدتم مثل هذه المدة الطويلة التي تتطلبها لتشكيل حكومة في أي بلد من العالم وخصوصاً في التجارب الديمقراطية العالمية والتي يتمثل بها قادتنا السياسيون المتدينون منهم والعلمانيون؟سؤال أوجهه إلى قادتنا السياسيون (حفظهم الله) والذين أصبحوا كما في الصنم بتمسكهم بالكرسي وإغراءاته الشيطانية ومصالحهم بعيداً عن الالتفات لهموم وطموحات شعبنا العراقي الصابر الجريح وليذهب البلد والشعب إلى الجحيم والذي تدلل كل الحوادث والمجريات بمسير البلد نحو الهاوية وإلى ما لاتحمد عقباه والذي لانتمناه نحن وجميع الشعب العراقي.
المؤشر الخامس : وهذا المؤشر الذي أردت إن أجعله أخيراً هو مؤشر خطيراً ويخص مذهبنا حيث لاحظنا ومن خلال تصارع قادتنا السياسيون الشيعة ومن خلال الانتخابات ولحد الآن جعل هناك اختلال في المعادلة الشيعية وأصبحت ليس هناك أغلبية شيعية في العراق واختلت هذه المعادلة التي كانت موجودة بعد سقوط الصنم بدليل فوز قائمة علاوي السنية والعلمانية بمقاعد أكثر من باقي الكتل الشيعية والتي من المفترض فوز قوائمنا بها حيث الطبيعة الديموغرافية للعراق وكل الآراء والاتجاهات السياسية تدلل إن نسبة الشيعة في العراق تصل لنحو (65%) في أسوا الأحوال وهذا يدلل إن قيادة البلد يجب إن تكون بيد الشيعة ولكن نتساءل بدورنا هل حصل ذلك؟ كلا حيث تفرق وتشرذم قيادتنا الشيعية وكذلك التشرذم والفرقة وصل إلى أدنى مستوى في التسلسل الشيعي واستغلال كل القوى المناوئة في الداخل والخارج والتي لا تريد للحكم الشيعي إن يستمر في البلد أدى إلى حصول هذه المعادلة المختلة الحاصلة الآن وهذا بسبب ضعفنا وتفرقنا وتشرذمنا بين أبناء المذهب الواحد والذي كان خير رواد له قادتنا السياسيين من مذهبنا الذين وبصراحة نقول أنهم لا يعرفون طريقة إدارة الحكم في البلاد والتي كانت خير نقاط سلبية نفذ منها أعداءنا في الداخل والخارج ومع الأسف الشديد وتغليب مصالحهم الشخصية الضيقة على مصلحة المذهب والوطن ككل .
وهاهم سياسيونا يدعون كلهم أنهم أبناء المرجعية المخلصين لها ولكن بالكلام فقط فمرجعيتنا ومن خلال توجيهاتها الرشيدة تحث وعلى لسان وكلائها ومعتمديها في خطب الجمعة على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة وإشراك كل القوى السياسية وعدم حصول فراغ امني ودستوري وفي كل مقابلاتهم مع آية الله العظمى السيد السيستاني على التأكيد على هذا الأمر.
ولكن ماذا يحصل في الواقع كل أفعال قادتنا هي على الضد من توجيهات مرجعيتنا الرشيدة بل وتعمل على الضد منها فتشكيل الحكومة مازال يراوح في مكانه وهذا يعني المزيد من معاناة الشعب وعدم تحقيق طموحاته ومزيد من سوء الخدمات وتوقف كل القرارات والقوانين المهمة التي تصب في صالح المواطن ولنأخذ مثال بسيط على ذلك هو توقف التعيينات في كل مرافق الدولة وزيادة جيوش العاطلين بحجة عدم تشكيل الحكومة والانتظار لحين تشكيلها والفراغ الأمني الدستوري بكل مخاطره الدومية والعنف المتزايد نتيجة ذلك وهذا القرار ينطبق على كل القرارات والمسائل التي تخص حاجة المواطن العراقي البسيط.
قيا قادتنا السياسيين من مذهبنا أعملوا بجد على خدمة مذهبكم وأبناءه ولا تجعلوا مصالح الحكم ومصالح أحزابكم الضيقة فوق المصلحة العليا والتي بعملكم في تصارعكم ومصالحكم ومع الأسف الشديد أدى إلى اختلال معادلة الأغلبية الشيعية التي كنا نتمنى إن تكون معادلة قائمة للأبد وجعلتم من يمثلون(20%)ومعهم علمانيوهم إن تكون لهم الأغلبية وهذا مغاير للحقيقة بكل إشكالها ولا تركضوا إلى دول الجوار أياً كانت وتأخذوا منها الأذن أو الأوامر لكي يتم العمل في تشكيل الحكومة وحسب أراء الخارج وكما قلنا ونردد باستمرار ولادة حكومتنا تكون من داخل رحم شعبنا وإذا كنتم تريدون مصلحة المذهب فكونوا مع أبناء مذهبكم الذين سوف لن يبخلوا عليكم بأصواتهم ودعمهم لكم في كل الأحوال ويكونا لكم الحارس الأمين والقوي لكم من المطبات وأعملوا في إخلاص وجد وكونوا أبناء المرجعية المخلصين كما تدعون لأنكم إذا تمسكتم بتوجيهات مرجعيتنا الرشيدة سوف يكون الخلاص والحلول لكل مشاكل شعبنا ومعاناته التي يعيشها الآن.
للاسف الشديد يغلب على الكثيرين من القادة السياسية تقديم المصلحة الفردية او الحزبية على مصالح الشعب ,
وما هذا الكلام حول خدمة الشعب والسهر على مصالحهم وانهم جزء من الشعب الا هواء في شبك ..
والانكى من ذلك كله ان المحسوبين علينا يرددون اسم امير المؤمنين عليه السلام على السنتهم !!
فباي شيء ساروا على نهج علي عليه السلام ؟؟
لناتي الى عيشهم الذي يعيشونه كمثال بسيط , فلا مقارنة بين عيش علي عليه السلام وعيشهم ,
لا بملبسهم ولا بماكلهم ولا بتصرفهم مع الشعب !!!
دائما هناك فرق بينهم وبين الناس , في حين كان لا يميز بين علي ولي الله وحجته , وبين خادمه قنبر , بل كان قنبرا يلبس الجديد والامير عليه السلام يلبس الثوب السمل !!
وغير ذلك كثير ...
نعم الحل هو في تغليب المصلحة العامة على الخاصة , وكما قال السيد احمد الصافي في خطبة الجمعة , انهم يقولون اننا نغلب المصلحة العامة على الشخصية , الا ان افعالهم لا تدل على ذلك !!!
بل تغليب مصلحة الكذهب على مصالحهم وتناحرهم , فاليوم اذا فلت المقود من ايديهم , فلن تتكرر الفرصة مرة اخرى ,
وسيكون الدعم الطائفي الاعرابي لقتل المشروع الشيعي , في الحكم ... وهذه فرصتهم الذهبية في تشرذم قادتنا في ابهى صور اللهث خلف كرسي رئاسة الوزراء ..
اما قولهم بانهم يخدمون الشعب من اي موقع , فهذه فرية لم تعد تنطلي على الصغار , فهم يعرفون جيدا انك اذا اردت ان تبقى في المقدمة وفي مقعد الحكم طويلا , عليك برئاسة الوزراء !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل لنا فرجهم الشريف بحق محمد وآل محمد
وألعن اعداهم من آل امية الى آل عبوس الى ابد الآبدين بحق محمد وآل محمد
آمين يارب العالمين
لك كل الشكر والتقدير يا اخي العزيز
على هذا الموضوع وان شاء الله مواضيع اكثر وأشوق
وشكرأ