|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 22479
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 1,407
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
اهل السنة لم يكتفوا بتشبيه الشيعة باليهود .. بل النبي ..!!!!
بتاريخ : 01-10-2008 الساعة : 12:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمينوالصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين : المعروف أنّ بني أُمية بعد اغتصابهم للخلافة وجعلها ملكاً عضوضاً ، قاموا بوضع أحاديث تسيء لأهل البيت (عليهم السلام) ، وتنال من شخصيّتهم ، وتزوير مناسباتهم ، وما جاء في صيام عاشوراء هو أمر مستهجن لمن أنصف وتأمّل وفكّر .
وأذكر بعض الأحاديث التي تمسّك بها أهل السنّة على وجوب صيام العاشر من المحرّم .
عن عائشة : إنّ قريشاً كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ، ثمّ أمر رسول الله بصيامه حتّى فرض رمضان ، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله ) : « من شاء فليصمه ، ومن شاء أفطر » (1) .
وعن الربيع : أرسل النبيّ (ص) غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : « مَن أصبح مفطراً فليتمّ بقية يومه ، ومن أصبح صائماً فليصم » (2) .
وعن ابن عباس : قدم النبيّ (ص) المدينة ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : « ما هذا » ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم فصامه موسى ، قال : « فأنا أحقّ بموسى منكم » ، فصامه وأمر بصيامه (3) .
وعن أبي موسى : كان يوم عاشوراء تعدّه اليهود عيداً ، قال النبيّ (ص): « فصوموه أنتم » (4) .
وعن ابن عباس : ما رأيت النبيّ (ص) يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره ، إلاّ هذا اليوم يوم عاشوراء ، وهذا الشهر يعني شهر رمضان (5) .
أقول : المستفاد من رواية عائشة : أنّ أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء فصامه النبيّ (ص وآله) ، ثمّ أمر الناس بصومه حين قدم المدينة ، ثمّ فرض صوم رمضان ونسخ وجوبه وبقي مستحبّاً ، ولكن المستفاد من خبر ابن عباس ، وأبي موسى : أنّ النبيّ لم يكن متلفتاً إلى صوم عاشوراء ، وإنّما علم به بعد قدومه المدينة من اليهود ، فأمر به لأحقّيّته من اليهود بموسى (ع) .
فالأحاديث بين ما يسند صومه وصوم المسلمين بأمره (ص وآله) إلى تقليد أهل الجاهلية ، وبين ما يسنده إلى تقليد اليهود ، وهذا مع الأسف حينما يؤخذ على علاّته يثير الاستغراب والعجب ، وهل أنّ النبيّ (ص وآله) يأخذ دينه من اليهود ؟ وهل أنّ النبيّ هو المشرّع ؟ أم الله المشرّع ؟ هذا فضلاً عن أنّ اليهود لا يصومون يوم عاشوراء ، ولم يسبق لهم أن صاموه .
وهنا تناقض آخر نقل في كتاب مسلم عن عبد الله بن عباس ، وإليك نصّه : « حين صام رسول الله (ص وآله) يوم عاشوراء وأمر بصيامه ، قالوا : يا رسول الله إنّه يوم تعظّمه اليهود والنصارى ، فقال رسول الله (ص) : « فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع » قال : فلم يأت العام المقبل حتّى توفّى رسول الله (ص) » (6) .
فترى الحديث يقول : أنّ النبيّ لم يكن عالماً بأنّ اليهود والنصارى يعظّمون يوم عاشوراء ، فلمّا علم به عزم على ترك صومه ، وقصد صوم اليوم التاسع ، لكنّه توفّي قبل حلول العام المقبل ، وفي هذا الحديث أُمور أُخر ، منها : أنّ أمره بصوم يوم عاشوراء كان باقياً إلى قبل سنة من موته لا أنّه نسخه وجوب صوم رمضان .
وأنّ النبيّ لم يصم اليوم التاسع أصلاً ، لكن هنا حديثاً آخر يقول : أنّه (ص وآله) كان يصوم اليوم التاسع ! وإليك نصّه : « عن ابن عباس : إذا رأيت هلال المحرّم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائماً ، قلت : هكذا كان رسول الله (ص) يصومه ؟ قال : نعم » (7) .
وأقول : أيعقل أن يقلّد النبيّ (ص وآله) اليهود ، ويصوم عاشوراء ويأمر أصحابه بصيامه ، وهو اليوم الذي صامه اليهود حسب الادعاء ، بينما ينهانا عن اتباع سنن أهل الكتاب !
إذ روي عن النبيّ (ص وآله) أنّه قال : « لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً براً ، وذراعاً ذراعاً حتّى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم » ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : « فمن » ؟ (8) .
وقال أبو هريرة : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ، ويفسّرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله (ص) : « لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم ، وقولوا آمنا بالله ، وما أُنزل إلينا » (9) .
وقال ابن عباس : « كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء ، وكتابكم الذي أُنزل على رسول الله (ص) أحدث تقرؤنه محضاً لم يشب ، وقد حدّثكم أنّ أهل الكتاب بدّلوا كتاب الله وغيّروه ، وكتبوا بأيديهم الكتاب ، وقالوا هو من عند الله ، ليشتروا به ثمناً قليلاً إلاّ ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ، لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أُنزل عليكم » (10) .
فكيف رسول الله (ص وآله) يتبع اليهود ؟ وهو الذي ينهانا عن أتباعهم ، وأنّ اليهود لم تصم عاشوراء ، لأنّ تواريخها لا توافق هذا اليوم ، لما لهم حساب غير ثابت بسبب إضافة شهر إلى الشهور الإثني عشر كُلّ مدّة من الزمان حتّى تتوافق أعيادهم بالربيع أو الشتاء .
ولعلّ القرآن يشير إلى ذلك في قوله تعالى : > إِنَّعِدَّةَالشُّهُورِعِندَ اللهِ اثْنَاعَشَرَشَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَاأَرْبَعَةٌحُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّأَنفُسَكُمْ < (11) .
ثمّ يقول تعالى في آية أُخرى : > إِنَّمَاالنَّسِيءُزِيَادَةٌفِي الْكُفْرِيُضَلُّبِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًالِّيُوَاطِؤُواْعِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللهُزُيِّنَلَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ < (12) .
وبالتالي على فرض أنّ اليهود صامت عاشوراء ، فهذا يستدعي التلاعب بسنّتهم ممّا يجعلهم يضيفون أو يزيدون ليوافقوا عاشوراء ، وهذا النسيء أشار إليه القرآن ووصفه بالكفر > إِنَّمَاالنَّسِيءُزِيَادَةٌفِي الْكُفْرِ < ، حيث النسيء بمعنى الزيادة ، وهذا يستدعي فيما إذا قلّدهم المسلمون أن يوافقون اليهود ويقرّوهم على النسيء ، وهو ليس كفراً فقط بل زيادة بالكفر .
أقول : المتأمّل في هذه الروايات المتعارضة المتضاربة يفهم أنّها موضوعة مجعولة من قبل بني أُمية ، ويزيد في وضوح كذبها أنّه لا أثر لهذا الصوم في ما نقل عن آثار أهل الجاهلية ، وهؤلاء اليهود والنصارى لا يعرفون يوم عاشوراء ولا صومه وهم ببابك ! لعن الله الكاذبين المفترين على رسول الله (ص وآله) وعلى سنّته .
ــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري 2 / 226 ، السنن الكبرى للنسائي 6 / 295 .
(2) صحيح البخاري 2 / 242 ، صحيح مسلم 3 / 152 .
(3) صحيح البخاري 2 / 251 .
(4) نفس المصدر السابق .
(5) نفس المصدر السابق .
(6) صحيح مسلم 3 / 151 .
(7) نفس المصدر السابق .
(8) صحيح البخاري 8 / 151 .
(9) المصدر السابق 5 / 150 .
(10) صحيح البخاري 8 / 160 .
(11) التوبة : 36 .
(12) التوبة : 37 .
|
|
|
|
|