|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 22899
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 17
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
مزمزه بالفراولة
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 28-09-2008 الساعة : 04:36 PM
حسين بن محمود
ماذا أقول وماذا يكتب قلمي!!
أأسطر لوعتي بدمي!!
وهل يكتب أمثالنا عن أمثاله!!
تكاد الكلمات تخونني والعبرات تخنقني ويدي تردّني وأنا أكتب هذه المجازفات!!
لا أرى من الحروف إلا ظلها، فدموعي قد أعمت بصري!!
كم كنا نرفع رؤوسنا إذ علمنا أن أمثال هذا الرجل لا يزالون في أمتنا!!
كم كان يُشعرنا – وهو الشيخ المقعد الكبير – بأننا أقزام أقزام أقزام..
قعَدَت الأمة وقام.. وتحرّك والناس نيام.. غفلتْ الأمة فعلاها بدرّة العزيمة والهمة لتصحو بعدها أجيال تبدد الظلام وتعكّر صفو أمانيّ اللئام..
لئن عُرف الجهاد بكل عام فإنك طول دهرك في جهاد
ليست لي سلوة في مُصابي إلا ربي المعين { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }.
إن عباد الله لا يزعزعهم عن إيمانهم أو عن بعض لوازمه فقد رئيس ولو عظم. ولا بد من الاستعداد في كل أمر من أمور الدين بعدة أناس من أهل الكفاءة فيه، إذا فقد أحدهم قام به غيره.
ولا بد أن يكون قصد عموم المؤمنين إقامة دين الله والجهاد عنه بحسب الإمكان. لا يكون لهم قصد في رئيس دون رئيس. فبهذه الحال يستتب لهم أمرهم وتستقيم أمورهم.
إن النفوس جميعها معلقة بآجالها، بإذن الله تعالى وقدره وقضائه، فمن حتم عليه بالقدر أن يموت مات ولو بغير سبب. ومن أراد الله بقاءه ووقع من الأسباب كل سبب لم يضره ذلك قبل بلوغ أجله، وذلك أن الله قضاه وقدّره وكتبه إلى أجل مسمى {إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون}.
فالحمد لله الذي قدّر وكان قدره كله خيراً.. الحمد له أولاً وآخراً..
رحمك الله يا حبيبي أحمد.. لقد شابهت نبينا في الإسم وفي كثير من الرسم.. عشت وقد أشعلت في الأرض لهيباً، وأبيتَ إلا أن تخرج من الأرض بدوي صارخ يشهد بجلالك وعظم قدرك، فلله درك.. {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}.
اللهم لك الحمد ولك الشكر على أن أحييته حياة السعداء بإقامته الجهاد في سبيلك، وأمتّه ميتة الشهداء باحتضانه صواريخ أعداء دينك في سبيلك، فلك الحمد أولاً وآخراً ولك المنّة..
كذا يكون موت العظماء.. فلا نامت أعين الجبناء..
محرمة أكفال خيلى على القنا ودامية لباتها ونحورها
حرام على أرماحنا طعن مدبر وتغرق منها في الصدور صدورها
ما كان لعلماء أمة محمد أن يموتوا غير هذه الميتة في هذا الزمان..
لما بلغ عبد الله ابن الزبير مقتل أخيه مصعب، خطب في الناس، فقال : إن يُقتل فقد قُتل أبوه وأخوه وعمه.. إنا والله لا نموت حتفاً ولكن نموت قعصاً بأطراف الرماح وموتاً تحت ظلال السيوف. وإن يقتل مصعب فإن في آل الزبير خلفاً منه ..
مات قبله عزام بدويّ أصم آذان الطغام، واليوم أحمد بصواريخ أشعلت فجر الظلام.. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
أقول: إن يُقتل الشيخ أحمد ففي فلسطين مليون أحمد:
ما مات منا سيد حتف أنفه ولا طل منا حيث كان قتيل
تسيل على حد الظبات نفوسنا وليس على غير السيوف تسيل
الآن تخرج الفئران من جحورها ليساوموا على أرض فلسطين ومسرى النبي الأمين، كيف لا وإخوانهم من قبلهم سوّلت لهم أنفسهم الخروج عن دينهم لما بلغهم مقتل قائدهم..
جاء في تفسير الطبري عن الضحاك في قوله تعالى {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل... الآية}: (ناس من أهل الارتياب والمرض والنفاق، قالوا يوم فر الناس عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، وشج فوق حاجبه، وكسرت رباعيته: قتل محمد، فالحقوا بدينكم الأول! فذلك قوله {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} انتهى...
قال الطبري رحمه الله: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}، يقول: ارتددتم كفارا بعد إيمانكم.
وعن السدي قال:... فشا في الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل، فقال بعض أصحاب الصخرة: ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي، فنأخذ لنا أمنة من أبي سفيان!! يا قوم إن محمدا قد قتل، فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم!!) [تفسير الطبري].
هكذا القلوب المريضة، تستسلم عند أول صدمة، وتطلب السلامة عند أول اختبار!!
قل للجبان إذا تأخر سرجه هل أنت من شرك المنية ناجي
لكن المؤمن الحق هو الذي يتبع المنهج الحق والدين الحق ويعبد الرب الحق جل في علاه، فلا يقنط ولا يرتد ولا ينقلب على عقبيه ولا يثنيه خطب عن المضيّ في طريقه المستقيم..
قال ابن أبي نجيح عن أبيه: أن رجلا من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال له: يا فلان أشعرت أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل؟ فقال الأنصاري: إن كان محمد قد قتل فقد بلّغ فقاتلوا عن دينكم فنزل { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } [رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة].
قال الطبري رحمه الله: في قوله تعالى ر ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}، أي الذين قاموا بطاعته وقاتلوا عن دينه واتبعوا رسوله حيا وميتا [تفسير الطبري].
قال الزهري رحمه الله: حدثني أبو سلمة عن ابن عباس أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس - بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم - وقال: اجلس يا عمر..
قال أبو بكر: أما بعد من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تعالى { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل - إلى قوله - وسيجزي الله الشاكرين }، قال: فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها عليهم أبو بكر، فتلاها منه الناس كلهم فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها. وأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعرقت حتى ما تقلني رجلاي وحتى هويت إلى الأرض [والخبر صحيح: ورد في كتب الحديث والسِّير].
إنه لخطب جليل، ومصاب عظيم، بل هي أعظم مصيبة حلت بالأمة الإسلامية: موت رسول الله خير البرية، الذي قال: (إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب) [قال الألباني: صحيح
بمجموع طرقه، انظر السلسلة الصحيحة 1106]..
حتى الفاروق عمر لم يتمالك نفسه، لكن إيمان أبا بكر لو وزن بإيمان الأمة لرجح، كيف لا وهو الصديق الذي صدَق الله في جميع أمره فثبته الله في أحلك المواقف وأشدها في تاريخ الأمة..
وكذلك الثابتين على الحق العارفين باستقامة الدرب العابدين بحقٍ الربَّ، لا تهزّهم الحوادث ولا تُميلهم الأهوال لصدق إيمانهم وقوة توكلهم على الله..
قال علي رضي الله عنه في قوله {وسيجزي الله الشاكرين}: (الثابتين على دينهم أبا بكر وأصحابه)، وكان علي رضي الله عنه يقول: (كان أبو بكر أمين الشاكرين وأمين أحباء الله، وكان أشكرهم وأحبهم إلى الله) [تفسير الطبري].
جاء في تفسير ابن كثير عن ابن عباس: أن عليا رضي الله عنه كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({ أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم }، والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت...) [ابن كثير].
وعن قتادة، في قوله تعالى {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} إلى قوله {وسيجزي الله الشاكرين}: (ذاكم يوم أحد حين أصابهم القرح والقتل، ثم تنازعوا نبي الله صلى الله عليه وسلم بقية ذلك، فقال أناس: لو كان نبيا ما قتل. وقال أناس من علية أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم: قاتلوا على ما قاتل عليه محمد نبيكم، حتى يفتح الله لكم، أو تلحقوا به) [الطبري].
فالعقيدة الحقة تكون دائماً في علية القوم، لا أقول علية النسب والجاه، ولكن: علْية العقيدة والصدق مع الله..
يا أهل فلسطين؛ يا إخوان أنس بن النضر.. أتدرون ما أنس ابن النضر!!
قال القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بني عبد النجار: (انتهى أنس بن النضر - عم أنس بن مالك - إلى عمر وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار، وقد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: قد قتل محمد رسول الله. قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله! واستقبل القوم فقاتل حتى قتل).
وفي رواية أنه قال: (يا قوم إن كان محمد قد قتل، فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد صلى الله عليه وسلم! اللهم إنى أعتذر إليك مما يقول هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء. ثم شد بسيفه فقاتل حتى قتل) تفسير الطبري.
سيف عليه نجاد سيف مثله في حده للمفسدين صلاح
فالثبات الثبات.. قاتلوا على ما قاتل عليه الشيخ رحمه الله، فإنها ميتة واحدة وحياتان.. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ}.
يا أهل فلسطين:
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }.
يا جيش فلسطين:
جيش كظهر اليم تنفحه الصبا يعب عبوباً من قنا وقنابل
فتنزل أولاه وليس بنازل وترحل أخراه وليس براحل
معترك ضنك تعاطت كماته كؤوس دماء من كلى ومفاصل
يديرونها راحاً مني الروح بينهم ببيض رقاق أو بسمر ذوابل
وتسمعهم أم المنية وسطها غناء صليل البيض تحت المناصل
يا إخوان المآذن:
إليكم حديث بلال..
كان عبد الرحمن بن عوف يقود أمية بن خلف وابنه بعد معركة بدر، فقال: فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي - وكان أمية هو الذي يعذب بلالًا بمكة - فقال بلال: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا.
قلت (ابن عوف): أي بلال، أسيري.
قال: لا نجوت إن نجا.
قلت: أتسمع يابن السوداء.
قال: لا نجوت إن نجا. ثم صرخ بأعلى صوته: يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا.
قال (ابن عوف): فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل الْمَسَكَة، وأنا أذب عنه، قال: فأخلف رجل السيف، فضرب رجل ابنه فوقع، وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط، فقلت: انج بنفسك، ولا نجاء بك، فوالله ما أغني عنك شيئًا. قال: فَهَبَرُوهُمَا بأسيافهم حتى فرغوا منهما.. [والقصة في الصحيح].
إن نداء المؤذن لا يكون من فوق المآذن بقدر ما يكون في الوغى، فهو عندها أشد وأنكى.. فمن لنا بنداء بلال يا حماة بيت المقدس!!
يا أهل فلسطين:
لن يرضى المسلمون منكم بأقل من رأس الكفر شارون.. أحيطوا به إحاطة السوار على المعصم، وتناوشوه تناوش إخوان بلال لأمية بن خلف..
يا أهل فلسطين: "لا نجوتم إن نجا"..
يا أهل فلسطين: رأس الكفر شارون، "لا نجوتم إن نجا"..
رحم الله شيخنا ياسين، وجعله في عليين.. إنا والله لفراقك يا شيخنا لمحزونون..
لقد عاش بهمته فوق الناس، واليوم يسرح تحت العرش وفوق الناس - نسأل الله له ذلك، ولا نزكيه على الله -
(إن أرواح الشهداء في جوف طير خضر، لها قناديل معلّقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل...) [مسلم].
اللهم تقبل شيخ المجاهدين عبيْدُك أحمد ياسين في عليّين، واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين..
اللهم إننا نشهد بأنه جاهد في سبيلك وحرض على الجهاد في زمن عز فيه المجاهد فيك، اللهم تقبل شهادتنا فيه، واجعله من الشهداء على خلقك يوم نلقاك..
اللهم تقبله في الشهداء..
اللهم تقبله في الشهداء..
اللهم تقبله في الشهداء يا أكرم الأكرمين.. وألحقنا به في الصالحين..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
|
|
|
|
|