|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 05:20 AM
وأمّا الاستاذ المحقق احمد ابو زيد العاملي
فقد ذكر في كتابه
(الشهيد الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق)
ج1 ص155
وفي احداث العام 1367 هـ .ش = 1948 م
وكان عمر الشهيد الصدر 13 سنة:
تأليف (فدك في التاريخ)
يُحتمل أنّه في شهر رمضان المبارك من هذه السنة (آب/ 1946 م)، اغتنم السيّد الصدر العطلة الدراسيّة في الحوزة وألّف كتاب (فدك في التاريخ) الذي عالج فيه مشكلةً تاريخيّة من أعقد مشكلات التاريخ، وهي مشكلة (فدك).
وقد قصد السيّد الصدر يومئذٍ من تأليف هذا الكتاب التأريخ لتلك المرحلة من عمره، وقد سُئل فيما بعد عن سبب تأليف الكتاب فأجاب: «لقد ألّفتُ هذا الكتاب في مرحلة الصبا، وكنتُ أودُّ أن يبقى لي من تلك المرحلة من العمر كتابٌ، فكان كتاب فدك في التاريخ» [بهجة الراغبين في مؤلفات الشيخ محمد رضا شمس الدين، اعداد رضا حدرج، دار المحجة البيضاء، بيروت 2003، 2: 708، والناقل هو السيّد نورالدين الإشكوري].
ولم يقدّر لهذا الكتاب أن يبصر النور سوى سنة 1374 هـ.
وهنا يشير الاستاذ المحقق العاملي في الهامش (3) قائلا:
(3) لا بأس بالتطرّق إلى بعض الأمور المتعلّقة بكتاب (فدك في التاريخ) :
1 - تحديد سنة كتابة الكتاب
(أ) ذكر لي السيّد نور الدين الإشكوري بتاريخ 15/ شعبان/ 1424 هـ أنّ أستاذه ألّف كتاب (فدك في التاريخ) وهو في الحادية عشرة من عمره.
وإذا علمتَ أنّ السيّد الصدر يبلغ الحادية عشرة في 25/ ذي القعدة/ 1364 هـ، وأنّه هاجر إلى النجف سنة 1365 هـ، علمتَ أنّه ألّفه سنة 1365 هـ.
(ب) نقل الشيخ علي كوراني عن السيّد الصدر قوله: «كنتُ في أوّل شبابي أحضر مجالس التعزية في حسينيّة آل ياسين في الكاظميّة (وهم أخواله)، وكتبتُ موضوعاً في أيّام وفاة الزهراء عن فدك وألقيته في المجلس، فأعجبوا به وشجّعوني على تكميله في كتاب .. فأكملته باسم فدك في التاريخ، فطبعوه!» [انظر مسائل في البناء الفكري، الشيخ علي الكوراني : 33؛ مقابلة (2) مع الشيخ علي كوراني (أرشيف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر)].
(ج) ذكر السيّد محمّد الحسيني بادئ الأمر أنّ السيّد الصدر كان في السابعة عشرة من عمره عندما صنّف (فدك) (الإمام الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر .. دراسة في سيرته ومنهجه، دار الفرات، بيروت1989، ص: 149)، أي سنة 1369 أو 1370 هـ، وهو ما ذكره السيّد كاظم الحائري (مقدّمة مباحث الأصول: 64) وغيرُه (Une grande figure de l'islamisme en Irak, Pierre Martin: 121) ، إلّا أنّ السيّد الحسيني عدل عن ذلك فيما بعد وقال: إنّ سنّه كانت أقلّ من ذلك (الإمام الصدر.. سيرة ذاتيّة، دار الاسلام، لندن 1996ص: 73).
(د) نقل لي السيّد عبد الهادي الشاهرودي بتاريخ 27/ 11/ 2004 م عن السيّد الصدر أنّه كان في الثامنة عشرة من عمره عندما كتب (فدك في التاريخ) و (غاية الفكر). وبواسطة المال العائد من وراء مبيع (فدك) طبع (غاية الفكر)، وقد ذكر هذه السن 18 عاماً بالنسبة إلى (فدك) الأستاذ صائب عبد الحميد (معجم مؤرّخي الشيعة 2: 114).
(هـ) وقد قرن بعضُهم بين تصنيف السيّد الصدر (فدك) وبين دراسته كتابَ (الأسفار). (الشهيد الصدر رائد الثورة الإسلاميّة في العراق، غالب حسن (ابوعمار)، ايران 1401، ص: 8)؛ وحيث إنّهم قد بنوا على أنّ دراسته الكتابَ الأخيرَ كانت حدود سنة 1369 هـ، فيكون تصنيف (فدك) كذلك.
(و) وذكر بعضُهم أنّ السيّد الصدر ألّف (فدك) في فترة تأليفه (غاية الفكر) ودراسته (الأسفار) وحضوره مجلسَ الشيخ الرميثي، فيكون ذلك عام (1371 هـ) مثلًا.
والنتيجة: أنّ هناك اتّجاهين حول المسألة:
الاتّجاه الأوّل: يمثّله السيّد نور الدين الإشكوري معتقداً أنّ السيّد الصدر ألّف (فدك) في المرحلة الأولى من وصوله إلى النجف الأشرف. وربّما أيّده ما نقله الشيخ علي كوراني، حيث يجعلنا ذلك نحتمل بشدّة أنّ السيّد الصدر بدأ بتأليفه في الكاظميّة وأكمله في إحدى العطل الدراسيّة في النجف الأشرف. وهذا قد يجعلنا نستقرب استقراباً قويّاً أن يكون ذلك ضمن فاصلٍ زمنيٍّ غير مديد.
الاتّجاه الثاني: يمثّله السيّد كاظم الحائري وآخرون، وهو الاتّجاه الذي يميل إلى أن يكون ذلك في فترة تأليف (غاية الفكر). وربّما أيّد البعض ذلك بما ورد في كتاب (فدك) من مطالب عقليّة يطمئنُّ القارئ بأنّ كاتبها قد فرغ عن دراسة العلوم العقليّة.
والتحقيق:
أنّ لكلٍّ من هذين الاتّجاهين مؤيّدات، بعضها حسّي والآخر حدسي. ولكن يُمكن الدغدغة في بعضها:
1 - أمّا الاتّجاه الأوّل فربّما ضعّفه ما جاء في مقدّمة الكتاب من أنّه ألّفه في إحدى العطل الدراسيّة في النجف الأشرف، وهو ظاهرٌ في مرور مجموعة من العطل الدراسيّة على السيّد الصدر، الأمر الذي يبعّد الفترة الزمنيّة. وربّما ردّه أنّ الحوزة كانت تعطّل آنذاك في شهر رمضان وأيّام من رجب وأخرى من شعبان وأيّام من محرّم وأخرى من صفر، فيكفي افتراض كونه سنة وروده إلى النجف الأشرف.
2 - أمّا الاتّجاه الثاني، فلا وجه لتأييده بما ورد في الكتاب من مطالب عقليّة، فإنّ من المطالب العقليّة التي يتحدّثون عنها هي من قبيل قوله في إحدى هوامش (فدك): «فإنّ الحقّ تجرّد جميع مراتب العلم والصور المدركة، ولكن على تفاوتٍ في مراتب التجريد، فإنّ المدركَ بالذات لا يمكنُ أن يكون نفسَ الشيء بهويّته الماديّة، فحتّى المدرك بحاسّة البصر له نحوٌ من التجرّد وليس في نوريّة خروج الشعاع أو الانطباع وما ثبت حول الرؤية في علم المرايا أو بحوث الفيزياء ما يفسّر الإدراك البصري تفسيراً فلسفيّاً، فلا بدّ من الاعتراف بتجرّده فضلًا عن الخيال والعقل، وقد أوضحنا هذا المذهب في كتابنا العقيدة الإلهيّة في الإسلام» (فدك في التاريخ: 134).
فإذا كان السيّد الصدر قد أوضح هذا المذهب في كتاب (العقيدة الإلهيّة في الإسلام) الذي ألّفه في الكاظميّة قبل هجرته إلى النجف الأشرف على ما تقدّم، فبعد ذلك تنتفي الحاجة إلى افتراض دراسته كتابَ (الأسفار) قبل تصنيفه كتابَ (فدك) أو في عرض تصنيفه إيّاه، لأنّ من المقطوع به أنّه لم يكن قد درس (الأسفار) حين تصنيفه كتابَ (العقيدة الإلهيّة).
إضافةً إلى ذلك، فإنّ السيّد الصدر طبع (فدك) و (غاية الفكر) في فترةٍ زمنيّةٍ واحدة على ما يأتي تحقيقه، وطالما أنّ الأمر كذلك، فلماذا قال في مقدّمة (غاية الفكر) : «هذا هو جزءٌ من كتابٍ في الأصول شرعت فيه قبل ثلاث سنوات تقريباً ..»، بينما قال في مقدّمة (فدك) : «فبقي عندي سنين مذكّراً ومؤرّخاً لحياتي الفكريّة ..»، فكيف يتذكّر تاريخ تأليف (غاية الفكر) ولا يتذكّر تاريخ تأليف (فدك) إذا كانا متقارنين؟! ولعلّ عدم تذكّره مشعرٌ بالبعد الزمني..
وعلى أيّة حال، فقبل الوصول إلى المرحلة النهائيّة، لابدّ من أخذ بعض الأمور بعين الاعتبار:
الأوّل: التعارض الموجود بين ما ذكره اثنان من قدامى تلامذته، ففيما ذهب السيّد الإشكوري إلى أنّه كان في الحادية عشرة من عمره، ذكر السيّد كاظم الحائري أنّه كان في السابعة عشرة.
الثاني: أنّ السيّد الصدر قد ذكر على ما نقلناه في المتن أنّه قد ألّف الكتاب في مرحلة (الصبا)، ولعلّ التعبير بـ (الصبا) يتناسب مع الاتّجاه الأوّل أكثر.
وبعد فراغي من تصنيف هذا الكتاب اطّلعتُ على مقابلة مع أحد معارف السيّد الصدر ذكر فيها أنّه سمع من أسرة السيّد الصدر أنّ الأخير ألّف (فدك) عندما كان في 13 أو 14 من عمره (مقابلة مع أحد معارف السيّد الصدر، السيّد محمّد القمّي (أرشيف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر).
2 - تحديد الشهر
ذكر السيّد الصدر أنّه قد ألّف الكتاب في إحدى العطل الدراسيّة في النجف، والعطل الدراسيّة في ذلك الوقت كانت عبارة عن: 1 - بضعة أيّام من شهر رجب وشهر شعبان. 2 - شهر رمضان المبارك. 3 - أسبوعين من شهر محرّم. 4 - أسبوعين من شهر صفر. ولم يكن في النجف عطلة صيفيّة.
والكاتب يميل إلى أن تكون عطلة شهر رمضان المبارك، خاصّة وأنّه قد عبّر قائلًا: «.. في الشهر الذي تمخّض عنه..» بعد قوله «عطلة من عطل الدراسة».
|
|
|
|
|