الاولى التعامل بالقوة العسكرية للقضاء على الخارجين على القانون والقوة الاعلامية لحرمانهم من تأييد اصحاب الضمائر الحية من ناحية معنوية.
التعامل بالقوة يحكيه القرآن عن فرعون الذي هدد الذين آمنوا بأن يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ويصلبنهم في جذوع النخل، أو معاوية الذي سلط قوات درع بسر بن أرطأة على معارضيه.
أما الحرب الاعلامية وسلاح الاتهام فقد حكاه القرآن عن فرعون الذي أرسل في المدائن حاشرين ان هؤلاء لشرذمة قليلون، وانهم لنا لغائظون وانا لجميع حاذرون كما مارسه معاوية الذي اتهم من يعارضه بأنه مشارك في دم عثمان أو خارج عن السنة والجماعة.
اذا فشلت هذه المرحلة في القضاء على ثورة المظلومين ولم تفلح القوة ولا الاعلام في القضاء على المعارضة يدخل الطغاة المرحلة الثانية: مرحلة اللين والدعوة الى التفاوض في هذه المرحلة يفهم الطغاة المعارضة! ويقرون بشرعية مطالبهم! ولذا فهم يدعون الى الحوار...يتحول الطاغية وأجهزته القمعية وكلابه البوليسية وغير البوليسية الى حمامات سلام تبحث عن حل يجنب الابرياء ويلات الحرب الاهلية ويدفع عن البلاد شبح الفوضى التي ستصاحب زوال النظام لأن الهدوء والاستقرار وقف على نظامه! ورهن ببقائه على الكرسي! فاذا زال عن كرسيه أفلت الله قبضته الربانية عن السماوات والارض! وحُملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة! لذا وحرصا على ثبات السماوات والارض من أن تزولا يضحي الطاغية بغروره ويجلس متواضعا مع المعارضة الى مائدة الحوار. يدخل الطواغيت هذه المرحلة عندما يشعرون أن زمام الامور بدأ يفلت من أيديهم فمن العقل أن يكسبوا الوقت لعلهم ينقذون ما يمكن انقاذه من ملكهم العضوض.عملية كسب الوقت تشبه طلب ذاك المحكوم -وهو على خشبة الاعدام- أن ينفذ به الحكم على الخشبة المقابلة ليكسب وقت نقله من خشبة الى أخرى!
لكن اغلبية الطغاة -وبسبب العـَمَه الذي اورثه فيروس السلطة في عقولهم- يتأخرون جدا في الدخول في هذه المرحلة. انهم لا يدخلونها الا اذا بلغت التراق.
مرحلة المفاوضات هي المرحلة الحاسمة وهي أخطر على المعارضة من مرحلة القمع والابادة لأنها تقع قاب قوسين أو ادنى من النصر ولا يحتاج سقوط الطغاة فيها الا الى قليل من الصبر ومزيد من التضحيات...هذه الحقيقة يصاب الشعب الذي يجهلها بالفشل اذا تصور ان من الافضل له ان يكتفي بما تحقق خشية أن يفقد كل شيء اذا لم يقبل.
في هذه المرحلة تستخدم السلطة المصاحف داعية الى الرجوع الى كتاب الله المرفوع على دبابات درع الجزيرة من أجل حقن دماء جنود الاسطول الخامس الذين قد يضطرون للتدخل فتزهق ارواحهم البريئة على آبار النفط بغير وجه حق.
المرحلة الثالثة هي مرحلة سقوط العروش وخلاص الشعب من جلاديه التاريخيين تمتاز هذه المرحلة بفوضى تمتد قليلا أو كثيرا فهذه مرحلة طبيعية ولابد من اجتيازها وهي فوضى مفهومة فان الانتقال من بيت قديم الى بيت جديد يصاحبه فوضى لبضعة ايام ريثما يتم الاستقرار في البيت الجديد فكيف بالانتقال من الدكتاتورية الى الحرية؟
الفوضى التي تصاحب سقوط الدكتاتورية ضريبة طبيعية للحرية، تضطر الشعوب لتحملها بعد أن يصل الظلم الى مرحلة القبول بكل شيء من أجل الخلاص.
لكن الطغاة يستثمرون الصورة المرعبة لهذه الفوضى للتحذير والتخدير. تحذير الشعوب من التخلص من النظام الدكتاتوري لئلا ينتقل الى الفوضى وتخديرها بوعود جرّبتها الشعوب فلم تعد تثق بمن يطلقها فقديما وعد معاوية بتنفيذ اصلاحات ثم قال: كل شرط شرطته للحسن فهو تحت قدمي وحديثا وعد ملك البحرين باصلاحات ثم قال: كل شرط شرطته للمعارضة فهو تحت قدمي.
شكراً لك أختي على المقال.
والذي يجب ان تعي شيعتنا في البحرين هذه المراحل وتدرسها بصورة جيدة ومتأنية وان لاتنطلي عليها كل الأعيب الحكام لأن هناك مقولة في التاريخ وأرددها باستمرار ((أن التاريخ يعيد نفسه))وماذكرته عن مصاحف معاوية إلا خير دليل على ذلك.
ولنتنظر ونراقب وكما نقول بأستمرار وماذا يحمل المستقبل من أحداث.
وتقبلي مروري.