لا يوجد مستند صحيح في ابن سبأ بدعوى الإمامة لعلي (ع)
بتاريخ : 15-03-2009 الساعة : 11:31 PM
السلام عليكم
إن الكلام عن ابن سبأ يتعدد بتعدد الدعاوى المثارة حوله , فمثلاً دعوى ان ابن سبأ هو أول من شهر القول بفرض إمامة علي (ع), فهذه الدعوى لا يوجد لها مستند صحيح واحد سواء عند الشيعة أو عند السنة ,
فقد تتبع أحد الكتّاب المعاصرين روايات أهل السنة حول هذه الدعوى المنسوبة لابن سبأ ولم يقف على مستند صحيح واحد لها عندهم وانما كانت هناك جملة من الأخبار التي تشتمل أسانيدها على جملة من الوضاعين والكذّابين والمشهورين بالضعف وعدم الوثاقة ..
ونحن بدورنا نطالب من يدّعي خلاف ذلك أن يثبت دعواه بالفعل دون القاء الكلام على عواهنه فقط.
وأما الشيعة فلا توجد في المجاميع الحديثية عندهم أية رواية صحيحة السند - حسب مبانيهم - تؤيد هذه الدعوى ,
ولا يوجد عندهم مما يصح الإعتماد عليه سنداً سوى الروايات التي تشير إلى غلو عبد الله بن سبأ ودعواه الربوبية لأمير المؤمنين (ع) , ولا يخفى أن دعوى الربوبية هي غير دعوى القول بالإمامة أو الطعن على أبي بكر وعمر ..
ولا يصح للباحث المنصف الذي يكون الحق رائده , أن يخلط بين هذه الدعاوى ويأتي بأدلة بعضها ليثبت بها البعض الآخر , إذ لا يحق لإنسان أن يدعي دعوى بحق فرد أو طائفة , أو يلصق اتهامات ما بفرد أو طائفة ولا يأتي على ما يقول بأدلة يقينية تفيده في ذلك , وقد حذر المولى سبحانه من هذه الظاهرة ونهى عن اتباع الظن في الحكم على الناس وعقائدهم , قال تعالى : (( وَإنَّ الَّذينَ اختَفلَوا فيه لَفي شَكّ مّنه مَا لَهم به من علم إلاَّ اتّبَاعَ الظَّنّ )) (النساء:157), وقال تعالى : ((وَإن تطع أَكثَرَ مَن في الأَرض يضلّوكَ عَن سَبيل اللّه إن يَتَّبعونَ إلاَّ الظَّنَّ وَإن هم إلاَّ يَخرصونَ )) (الأنعام:116), وقال سبحانه : ((قل هَل عندَكم مّن علم فتخرجوه لَنَا إن تَتَّبعونَ إلاَّ الظَّنَّ وَإن أَنتم إَلاَّ تَخرصونَ )) (الانعام:148
الآخر , إذ لا يحق لإنسان أن يدعي دعوى بحق فرد أو طائفة , أو يلصق اتهامات ما بفرد أو طائفة ولا يأتي على ما يقول بأدلة يقينية تفيده في ذلك , وقد حذر المولى سبحانه من هذه الظاهرة ونهى عن اتباع الظن في الحكم على الناس وعقائدهم , قال تعالى : (( وَإنَّ الَّذينَ اختَفلَوا فيه لَفي شَكّ مّنه مَا لَهم به من علم إلاَّ اتّبَاعَ الظَّنّ )) (النساء:157), وقال تعالى
هذا ماعانينا منه
إذ اتهموا الشيعة باتباع عبدالله بن سبأ الشخصية المشكوك فيها
ولايدرون أن الشيعة يتبعون عترة رسول الله كما أوصى رسول الله (ص)
وكما يقول الرسول (ص) ياعلي أنت وشيعتك في الجنة
ونحن نأخذ سنة النبي من طريق أهل البيت (ع) وليس من طريق عمر وأو بوبكر اومعاويه او يزيد
فالذي أفاده جمع من المحقّقين والباحثين :أنه رجل اختلقه خصوم الشيعة كيداً لهم وإزراءاً عليهم .
قال الدكتور عبد العزيز الهلابي الأستاذ في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض : ((وعلى أية حال ، فسَيف ـ وهو راوي قصة ابن سبأ ـ أراد طعن الشيعة في الصميم ، وذلك بنسبة مذهب التشيع إلى يهودي حاقد على الإسلام ، يريد تقويضه من الداخل ، وأن أفكار الشيعة ـ المعتدلين منهم والغلاة ـ ليست سوى أفكار هذا اليهودي)). (عبد الله بن سبأ للهلابي : 26 ).
وقال الدكتور طه حسين : ((إن أمر السبئية وصاحبهم ابن السوداء إنما كان متكلّفاً منحولاً ، قد اخترع بأخَرَة ، حين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية ، أراد خصوم الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصراً يهوديّاً ، إمعاناً في الكيد لهم والنيل منهم))( علي وبنوه : 518) .
ويأتي الدكتور أحمد محمد صبحي ليستعرض كلام الدكتور طه حسين حول وهمية عبد الله بن سبأ ثم يعلّق على هذا الموضوع قائلاً : ((إن مبالغة المؤرخين وكتاب الفرق في حقيقة الدور الذي قام به عبد الله ابن سبأ يرجع إلى سبب آخر غير ما ذكره الدكتور طه حسين فلقد حدثت في الإسلام أحداث سياسية ضخمة كمقتل عثمان ثم حرب الجمل وقد شارك فيها كبار الصحابة وزوجة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم ) وكلّهم يتفرقون ويتحاربون وكل هذه الأحداث تصدم وجدان المسلم المتتبع لتاريخه السياسي ... إلى أن يقول :
ولم يكن من المعقول أن يتحمل وزر ذلك كله صحابة أجلاء أبلوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم ) بلاءاً حسناً فكان لابد أن يقع عبء ذلك كله على ابن سبأ )) (نظرية الإمامة) .
وحسبكم هذه الكلمات التي كتبها محمد كرد علي في كتابه (خطط الشام) قائلاً : ((وأما ما ذهب إليه بعض الكتاب من أن مذهب التشيع من بدعة عبد الله ابن سبأ المعروف بابن السوداء فهو وهم وقلة علم بتحقيق مذهبهم ولمن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف في ذلك علم مبلغ هذا القول من الصواب)) (خطط الشام لمحمد كرد علي 6 / 251) .
أما الدكتور علي الوردي فيقول في معرض كلامه عن ابن سبأ : ((ويبدو أن هذه الشخصية العجيبة اخترعت اختراعاً وقد اخترعها الأغنياء الذين كانت الثورة موجهة ضدهم)) (علي الوردي في كتاب وعاظ السلاطين : 151) .
ويدل على أن عبد الله بن سبأ شخصية وهمية أمور كثيرة يذكرها صاحب كتاب (كشف الحقائق : 228) فراجع .
لو صحيح كلام الوهابية
كان الائمة منعوا اتباعهم من الدراسة عندهم و الاخذ بأقوالهم
فأين دور الامام الحسن و الحسين و السجاد و الباقر و الصادق و الكاظم و الرضا و الجواد و الهادي و العسكري عليهم السلام عن التحذير بهذا الشخص و عدم اتباعم