كانت هذه الكلمات الثلاث نداء الإمام علي (ع) حين تعرّضه للإغتيال الجبان في محراب صلاته بسيف ابن ملجم الخارجي في ليلة (19) من شهر رمضان المبارك من سنة (40 هـ). وهي كلمات لا يقولها إلا الواثقون من مسيرتهم الإيمانية الصاعدة إلى الله تعالى.. فما هو الطريق لتحصيل مثل هذه الثقة الأكيدة بالفوز؟
شهر رمضان قد انصرم منه ثلثاه والفرصة الذهبية للوفاء بوصيّة الإصلاح لازالت باقية في الثلث الأخير، وليس علينا أيها الصائمون والصائمات إلا إرادة التغلّب على الأهواء وما استرسلنا عليه من عادات لا ترقى إلى مستوى العتق من النار والفوز بالجنة - إن كان فينا شيء من تلك المعوّقات - .
ولنا في وصايا خليفة المسلمين علي (ع) وهو طريح فراش الموت الأحمر خير سبيل لتحقيق شيء من هذا الفوز كما هو شأن وصايا الرسول الأكرم محمد (ص) وخلفائه الراشدين إلى حفيده الإمام المهدي (ع) الذي وُعِدَتْ به الأمّة والبشرية لإنقاذها من ظلمٍ عالميّ.
ونحن إذ نعزّيكم - أيها المؤمنون- بليلة (21) من شهر رمضان حيث رحيل الإمام عليّ (ع) نختار ما ورد في وصيّته (ع) حثّه على الإصلاح بين الناس، إذ قال:
( الله الله في إصلاح ذات بينكم، فإني سمعتُ رسول الله يقول: إنّ إصلاح ذات البيْن أفضل من عامّة الصلاة والصيام).
وعلى ضوء ذلك نرى واجبنا الديني والوطني في التأكيد على ما كنّا نؤكّده دوماً من:
1/ ضرورة الإصلاح بين الناس (سنّةً وشيعةً، عرباً وعجماً) واحتضان الجميع بروح المحبّة والأخوّة وبكل آرائهم وأذواقهم واجتهاداتهم المشروعة والصبر على التباينات الطبيعية في الكائن البشري، ولقد تأسّى أهل البيت الذين طهّرهم الله من كل رجس والأصحاب الصالحون برسول الله (ص) في هذا الإستيعاب الكبير للآخر فأذابوا الخلافات في مصالح الإسلام الأساسية وخير الأمّة ومجدها الأكبر.
2/ إن عملية الإصلاح تخضع دائماً إلى فنّ القفز على أهواء النفس الأمّارة بالسوء، وهذا الفنّ يصنعه صفاء الإيمان وتقوى القلوب والخشية من فضيحة كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها في يوم القيامة، كما يحتاج إلى لباقة وجدارة وبشاشة وحكمة ومرونة، وإلى ثقافة التواصل والتغافل عمّا يعكّر صفو النفوس.
3/ على صعيد منطقتنا (المحرق) فقد ذقنا مرارة القطيعة من إخوةٍ لنا في الدين والمذهب والقرابة ولكن الله قد عوّضنا بها حلاوة الإنجازات وخدمة أهالي المنطقة، ونحن رغم الحصار والإهانات لم نتخلّف عن الدعوة إلى الوحدة وبذل المساعي الإصلاحية والتنازلات المعقولة، وكنّا من المسارعين إلى كل خطوة من إخوتنا بعشر خطوات وكأنه ليس هناك شيء يدعو للخلاف بين الأحبّة. وعلى هامش هذه السيرة المتوازنة قد أوضحنا للأهالي ما كان يربكهم فينا من تهمٍ باطلة وبيانات تشهيرية سافلة حتى نبيّن صدق مواقفنا ونحافظ على جمهورنا الذين ازدادوا حبّاً لشفّافيتنا وثقةً في أطروحاتنا سواءً على مستوى البلد أوالمحرق. فلا نرى في المواقف التي حصلت فترة بيننا إلا سوء فهم بين الطيّبين أحياناً وتدخّلات ممن لا يعنيهم الأمر أحياناً ووجود أشخاص يُعدّون بالأصابع يعيشون بالعداوات لحساب ذاتهم أو حساب البُعَداء! ومن هنا كنّا منذ ليلة العودة إلى الوطن قد أعلنّا أن المعتمَد في أي معلومة عنّا هو ما يصدر منّا مباشرة، فلا أحد من الأهل والمحبّين إذا صرّح بشيء ينطق باسمنا فضلاً عمّن يؤيّدوننا من غير أن نعرفهم أو نرضى بطريقتهم، ولم نكن بحاجة إلى ذلك ما دمنا كنّا نعلن استعدادنا المطلق للحوار المغلق أوالمناظرة المفتوحة في أية قضية.
4/ بدأنا وبتوفيق من الله وفضل شهره الكريم وبركات علماء المنطقة والوجهاء بخطوات تقاربيّة فيها رضا الله وراحة الأهالي الأعزّاء.. فالمطلوب الآن اليقظة لكل تصرّف أهوج يستهدف الإصلاح، فنقول ليس هناك مَن يمثّلنا على المنتديات ولم نفوّض لأحد أن يعبّر عن مواقفنا ما دمنا موجودين لكل سؤال واستفسار. والرجاء كل الرجاء من الذين دافعوا عنّا بدافع الحب أن يصغوا لرسالتنا الإصلاحية ومرحلتنا الجديدة ولا يتفوّهوا بكلمة لا نرضاها ويُحاسَبون عليها يوم تُبلى السرائر عند الله.
5/ بناءً على الحديث النبوي الشريف (تعافوا تسقط الضغائن بينكم) ندعو الجميع هذه المرّة ومن أجل الله فقط أن يتعافوا وينسوا الماضي ويفتحوا مع بعضهم صفحة جديدة بمعنى الكلمة، فمن ناحيتي قد عفوتُ عمّن أساء نحوي ولا نطمع في أي شيء سوى أن يغفر الله لنا جميعاً حتى ندخل عيد الفطر السعيد بعودة صادقة إلى قيمنا الإسلامية الأصيلة.
وما أجمل أن نتذكر في ختام بياننا قول إمام المتقين ومولا الموحِّدين عليٍّ (ع):
" طوبى لمَن أخْلَصَ للهِ عَمَلَه وعِلْمَه، وحُبّه وبُغْضَه، وأخْـذَه وتَرْكَه، وكلامَه وصَمْتَه، وفِعْلَه وقَوْلَـه... طوبى لمَن أخْلَـص للهِ العبـادةَ والدّعاء، ولم يُشْغِـل بالَه بما ترى عينـاه، ولم يَنْسَ ذِكْـرَ الله بما تَسْمَع أذناه، ولم يُحْزِن قلبَه بما أُعْطِي غيرُه ".
داعيكم.. الملتمس منكم صالح الدعاء: عبدالعظيم المهتدي البحراني
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
هو الذي كشف عن قلوبنا سجوف الريب والرين ، وأنقذنا بولاء أهل البيت عليهم السلام من غمرات الردى والحين ، ونجانا بلطفه وكرمه من شفا جرف الزيغ القائد إلى الزور والمين ، وصاننا بايضاح السبل وارسال الرسل عن الركون إلى الشنار والشين .
وصلى الله على من أرسل على طول هجعة من الامم واعترام من الفتن المقبلة بالمذل والاين .
وآله الكرام الاطهار ، وحامته العظام الاخيار ، الناهجين للقم الصواب والزين ، لاسيما أخيه وصهره أفضل الخليفتين ، المصلح لذات البين ،كريم الابوين ، شريف الوالدين ، ابن العلمين ، أمثل من ولد بين هاشميين ،أكمل الافخرين ، ذاكي الاصغرين ، وعالي الاكبرين ، وواقد الاصمعين ،ومحرز الانفسين ، وباسط الافضلين ، وماضي الاقطعين ، ووارث المشعرين ،وقائد العسكرين ، المبجل بالابطحين ، المفخم في الحرمين ، المهاجر بالهجرتين ، المبايع بالبيعتين ، والمصلي إلى القبلتين ، الذي لم يكفر بالله طرفة عين ، المفرق جمع الورق والعين ، واللاطم وجه النضار واللجين ، المعرض المشيح بوجهه عن الحجرين ، مبسوط الراحتين ، المؤدي للطاعتين ، السابق بالشهادتين ، المجرد للسيف تارتين ، كاسر الصنمين ، وجاذ الوثنين ، وقاتل العمرين ، وآسر العمرين ، وهازم الفيلقين ، ومفرق الجحفلين ، راسخ القدمين ، الصارع كل منازل للفم واليدين ، قاصم الكفر ببدر وحنين ،الضارب بالسيفين ، الطاعن بالرمحين ، الحامل على قوسين ، المتهجد ليلة الهرير بين الصفين ، أسمع كل ذي كفين ، وأفصح كل ذي شفتين ، وأسمع كل ذي أذنين ، وأبصر كل ذي عينين ، وأهدى كل من تأمل النجدين ، أنشب من في الاخشبين ، وأعلم من بين اللابتين ، وأقضى من في الحرتين ، صاحب الكرتين ، الذي ردت له الشمس مرتين ، القاسم للفريقين ، المميز بين الحزبين ، حجة الله على المشرقين والمغربين ، وآيته العظمى بين النشأتين ،امام الحرمين ، ونظام الخافقين ، صنو سيد الكونين ، ونفس رسول الثقلين ،ونور سراج الدارين ، وشاهد الشاهد على أهل العالمين ، منجز الوعد وقاضي الدين ، وصاحب الكنز وذي القرنين ، أول الحجج المجتبين ، وأقدم الائمة المصطفين ، ووالد الريحانتين ، وأبي السبطين الحسن والحسين عليهما السلام .
صلاة ناجحة نافعة شافعة عند الحشر والنشر والبعث والقيام والموتتين والنفختين ، خالدة آبدة دائمة باقية بدوام الملوين ، واختلاف العصرين ، وكر الجديدين ، وتعاقب الفئتين ، وتوالي الحرسين ، وطلوع النيرين ، ولموع القمرين ، وسفور الازهرين ، واصطحاب الفرقدين ، وارتفاع النسرين ،وجري الرافدين ، ووكوف الهاطلين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد هـذه المقدمة الطويلة أستمحيّكم عذراً عليها ولكن كان لا بد منها لتبيّان بشكل مقتضب بعض خصائص أمير المؤمنين سلام الله عليه علي بن أبي طالب أسد بني غالب،،، بارك الله بكم
على الرغم من ان شهر رمضان قد انتهى واتانا العيد
ونحن الان مقبلون على عيد اخر بااذن الله
الا ان موضوعكم ومايحمله من داعيه للاصلاح والتفكر
ونبذ كل الخلافات طغى على موعد كتابته
فالجميع محتاج الى التوعيه بشان هكذا امور خصوصا نحن اليوم
نمر باامر الضروف واتعسها
بارك الله بكم وبكل ماخطته يداكم
سالين المولى القدير
ان يمن علينا وعليكم بزيارة امير المؤمنين في الدنيا
وشفاعته في الاخره
ودمتم على الولاء