[الابنودي]

بسم الله الرحمن الرحيم.
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
عند التدبر بهذه الاية الكريمه وعلى مستوى فهمي
ان البلد الطيب الذي يخرج نباته باذن ربه هو بلد فيه لله رظاً على اهله فيكون خراج ارضه مباركا ووفيرا لتوفر الدعم الرباني له لطيبة اهله والتزامهم باوامر ونواهي الخالق
والبلد الذي خبث وهذا يعني ان بخبث اهله تخبث ارضهم فتُسحب بركة الله من الارض وبذلك ترى الانسان يستعمل كل المسببات لانبات الارض وبمشقه وتعب للوصول الى الحصول على منتوج
قد تكون الاسباب كثيره منها واهمها فساد الانسان نفسه وعدم اخراج زكاة الارض اوغيرها سبب كمسلمين
سؤالي
لماذا ارض دول العالم الغير اسلامي هي الممون للعالم كما هو الحال في امريكا مثلا واستراليا بالحنطة والرز مثلا
لماذا رغم ان العراق كان هو من يصدر للعالم الان هو يستورد وارضه لاتساعد على الزراعه والفلاحين دائما في شكوى مستمره حتى وصل الحال الى هجر الارض ،،،وبذلك ارى اننا مدانين من قبل الباري عز وجل ونحن في خانة الخبث
مجرد تساؤلات اطرحها ،،ارجو ان لايكون الاستعجال في الجواب عن طريق الكوبي باص جوابا وانما جوابا متاني فما
مامدى تطبيقات هذه الاية على الفرق بيننا وبين غيرنا

[منتظر العسكري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية لك اخي العزيز الابنودي واشكرك جدا على هذه التساؤلات المهمة والاشكاليات التي تحتاج الى حلول واحيي فيك هذا الفكر الثائر و الروح السامية التي تسأل وتبحث عن الحقيقة
فاستمر في ذلك رعاك الله فان فيه الخير كله

سوف اختصر الجواب واذا كان الجواب بحاجة الى تفصيل سوف اكون خادما لك اخي العزيز

اذكرك ونفسي في هذه الاية المباركة :

قوله تعالى :


ولا يحسين الذين كفروا أنما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين

الاملاء هنا للكافرين وهذا الاملاء ينبغي ان لانظن ان في ذلك الخير وانما ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين
ولكن ينبغي ان ننظر الى هذه الاية بمنظور العدالة الالهية وليس بمنظور الانتقام
لان الله سبحانه علم ان هؤلاء القوم الكافرين لم ولن يعودوا الى طريق الحق قط

لذلك جاء في الحديث الشريف :
ان الدنيا جنة الكافر

وهذا الكافر لابد ان تكون له اعمال حسنة ولكنها ليست لوجه الله سبحانه وانما تكون مفروضة اما بفرض القانون احيانا او بفرض المصلحة واما ان تكون احيانا لعاطفة انسانية فقط ولكن حقيقة هذا الكافر انه لايعرف الله قط
وينكر حتى وجوده وحتى وان اعترف بوجوده فهو مشرك به
فهنا يقع هذا الكافر تحت طائلة البلاء والبلاء هنا الاملاء وهو نوع من انواع الاستدراج الى يوم الوقت المعلوم
كما ترى ان الكثير من الملوك الطغاة والفراعنة تقبل عليهم الدنيا بكل ما فيها حتى يظن المؤمنون بالله الظنون
وهذا الاقبال هو املاء واستدراج ظاهره جنة وباطنه نار ..

اما المسلمون فيقعون بين فكي البلاء والابتلاء
البلاء هو عذاب ناتج عن الغضب الالهي
والابتلاء وسيلة للتربية و والردع
..............

وهناك ايات كثيرة حول هذا الموضوع لايسعني المجال الان لذكرها
لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ


مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ

[منتظر العسكري]

اضافة لتكملة جواب الشطر الاخير من السؤال:

بعد ان توضح لكم ان الله يملي للكافرين ليس خيرا لانفسهم بل ليزدوادوا اثما فان ما يخرج من بلاد الكفر لاينبغي ان ينطبق عليه مصداق البلد الطيب بل الخبث وان ما تحسبه من خير هو نكدا عليهم
والبلد الطيب الحقيقي مصداقه
هو بلد الامام الحجة بن الحسن روحي فداه في زمن دولة العدل الالهي

[الابنودي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منتظر العسكري [ مشاهدة المشاركة ]

اضافة لتكملة جواب الشطر الاخير من السؤال: بعد ان توضح لكم ان الله يملي للكافرين ليس هو خيرا لانفسهم بل ليزدوادوا اثما فان ما يخرج من بلاد الكفر لاينبغي ان ينطبق عليه مصداق البلد الطيب بل الخبث وان ما تحسبه من خير هو نكدا عليهم والبلد الطيب الحقيقي مصداقه هو بلد الامام الحجة بن الحسن روحي فداه في زمن دولة العدل الالهي

الاخ والاستاذ منتظر بعد التحيه
خلي نصير طلبة علم اجتماع وننزل للشارع ونبتدء من الفلاح ولناخذ العراق تحديدا
هل فلاحنا يؤتي حق الحصاد ،،،هل فلاحنا يخرج حقوق الارض من زكاة او انفاق ؟
ناتي اصاحب العلوه او الوسيط وطريقة اخذه للمزروعات وبخس مايجلبه الفلاح واحتكاره
تم ناتي للبقال وكيف يريك شئ ويضع لك شئ اخر
اما المستهلك فهوا المواطن ولنبدء باعلى طبقه وهو الطبيب والصيدلي ولايختلف اثنين انه هؤلاء ابسط شئ عنهم انهم لهم وجهين وجه في المستشفى ووجه في العياده ناهيك عن الكثير التي يراد مجلدات ان نكتب عليها
ناتي للمهندس وكيفية استغلاله للفرصه واكيد ترى الكثيرين اصبحوا ذات رؤس اموال بدون وجه حق عن طرق غير مشروعه
ثم المعلم والمدرس والتدريس الخصوصي ولايراد الكثير من الفطنه للتميز
ولو تدرجنا بتصرفات مجتمعنا مدنيا لوجدناه يقول مالايفعل
حتى نصل الى عامل البناء وكيفيت اضاعته للوقت
هذه مجموعة امثله بسيطة من المجتمع لو درسناها اجتماعيا لوجدناها تعرف الحلال من الحرام بل تملك من المعلومات لو عملت به لانزلت السماء علينا ذهبا وليس ماء
هذه القاعده العريضة للمجتمع مع وجود خيرين ولكن حالة شاذه
هذه الدراسة كل يوم هي في العراق امام اعيننا
من هذه المقدمة البسيطة البلاء تطهير للمؤمن ولااظن ان مجتمعنا يمكن ان نعمم عليه الاطلاق بالايمان
لان لاتزكوا انفسكم
فاجابتك استاذ لاتحل الاشكال بان مايحدث لنا ابتلاء وليس انتقام
وسوف نبحث هذا الموضوع
ولكن لنكون محددين بالاية التي طرحتها انا

[الابنودي]

استاذ منتظر
القرأن للمتدبرين
والامور تُحسب بأوخرها
حدثني احد الاشخاص الكبار بالسن عن الزراعة بالفدان الذي تجره الفرس
والبركه التي تنتج وكيف كان يقول الفلاح للطير وماسهل الله
في حين اليوم كل السموم تُستعمل وكل الطرق ولكن الارض لاتعطي خيراتها
اما مسالة ان العراق هي ارض الامام عج فهذا مؤكد لانها ارض كل الانبياء
ولكن الامان ينزل ويُرفع على اعمال الناس وتقواهم وليس على وجود اهل بيت النبوه ع الذين هم رحمه
لاني ارى ان وجودهم يصبح انتقام على من جاورهم لعدم الاخذ بما جاؤا به وعدم احترام جورتهم واعطاء حق الجوره
وقد وجدت في بعض الكتب قول يُنسب ل ال البيت ع سكان قبورنا شرار الخلق
تفحصت كثيرا عن هذا الحديث فصدقه قلبي بما شاهدته من افعال واعمال يفعلونها جيران ال البيت ع بدون ان يردعهم احد وماتراه بالنجف عند الذهاب لدفن جنازه حيث ترى بام عينك الكثير حيث ترى استغلال صاحب الجنازه لااريد ان احول الموضوع الى موضوع اجتماعي رغم انه يمكن بحثه اجتماعيا ولكن مرور بسيط على حالات
اردت ان اوصل لك لماذ لانقول هذه الاية علينا تنطبق بسبب البعد عن الله للمجتمع رغم معرفته
وبذلك يستفاد الكثير
اما اذا دافعنا عن انفسنا وحملنا الاية للغير
فاظن هذا غير دقيق لان القران المفروض اهله ومن يؤمن به يستفيد منه
تقديري واعتزازي

[منتظر العسكري]

اجابتك استاذ لاتحل الاشكال بان مايحدث لنا ابتلاء وليس انتقام
وسوف نبحث هذا الموضوع
ولكن لنكون محددين بالاية التي طرحتها انا
>>>>>>>>>>>>>>

استاذي الفاضل الابنودي
حياك الله

اخي الكريم :

ما تحدثت عنه صحيح جدا و ان مدعي الدين لفي خسر الا الذين امنوا وهم قلة
والدين المعاملة والدين الاخلاق انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق
وكل ما تحدثت عنه يدخل في باب المعاملة وباب الاخلاق ايضا
فنحن المسلمون للاسف في المعاملات صفر وفي الاخلاق صفر الا ما رحم ربي لذلك نتعرض الى البلاء والابتلاء بما كسبت ايدينا وما جنت من ذنوب عظام ومعاصي كثيرة فلا ازكي المسلمين ابدا واجعل منهم مؤمنين يتعرضون للابتلاء فقط
وقد ذكرت لك في جوابي السابق ان بلاد الغرب يتعرضون الى البلاء وهو الاملاء والامهال
اما نحن المسلمون نتعرض الى نوعين من العقوبات :
البلاء والابتلاء
البلاء لكل من يدعي الاسلام والتدين والدين لعق على لسانه وما اكثرهم لانهم يكرهون الحق واكثرهم للحق كارهون

اما المؤمنون في البلاد الاسلامية رغم قلتهم ومثلهم كالكبريت الاحمر ولكنهم يتعرضون ايضا للابتلاء وهو قدرهم ان يسكنوا ويعيشوا في ظهراني هؤلاء القوم فقد ابتلوا باناس لايعرفون الحلال من الحرام في المعاملة
اما في التنظير والكلام فهم ماشاء الله يتقمصون دور العلماء في الفقه والشريعة

نستخلص من كلامنا :
ان ما نراه في بلاد الغرب من معيشة الرفاهية والفسحة ونظارة العيش هو املاء من الله سبحانه اي امهال ويستدرجهم من حيث لايشعرون لان الفساد الاخلاقي والاجتماعي وصل الى الذروة
حتى قيل ان نسبة كبيرة من الشعوب الغربية لايعرف ابوهم الحقيقي
ناهيك عن تشريع قانون الزواج المثلي

اما بلاد المسلمين فهم يتعرضون الى البلاء ايضا والابتلاء اي اشد من الغرب انفسهم
لان افعالهم تجاوزت الخط الاحمر كما يقول اهل حرفة الادب ..

اشكرك جدا على فتح هذه النافذة من الحوار الشيق الرائع المفيد لنا جميعا
ونتواصل في الحوار والنقاش حتى نصل الى حلول لهذه الاشكالية ان شاء الله تعالى




هذا ماكتبته عن بلاد المسلمين في تعليقي السابق:

اما المسلمون فيقعون بين فكي البلاء والابتلاء
البلاء هو عذاب ناتج عن الغضب الالهي
والابتلاء وسيلة للتربية و والردع

[منتظر العسكري]

اعتقد ان الاشكال في جواب بانك فهمت ان البلاء والابتلاء لعامة المسلمين
فللتوضيح :
البلاء لكل من يدعي انه مسلم وصل الى حد الكفر والخروج من الشريعة فهل من يدعي الاسلام وهو يمارس قتل النفس وانتهاك الاعراض والحرمات ومثله مثل يزيد او يمارس ابشع الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية
ونقول عنه مسلم لا وحقك انه مثله مثل يزيد لعائن الله عليه

اما الابتلاء للمؤمنين حقا وهم قلة كما اسلفت ولكن يتعرضون الى بعض المعاصي والذنوب لان المؤمنون ليسوا معصومين فيعاجلهم الله بالعقوبة من باب الردع والتربية

هذا ماقصدته فقد فهمت كلامي بانه ذلك لعامة من يدعي الاسلام

[منتظر العسكري]

حوار لذيذ ونافع ملاؤه الايمان ان شاء الله تعالى

[الابنودي]

بعض الزراعين حدثني ان خصوبة الارض لها علاقه بالحديد النازل والموجود في الارض وعندما يتحول الى بلورات يكون ضارا وهذه مشكلة ارضنا اليوم ،

[منتظر العسكري]

اردت ان اوصل لك لماذ لانقول هذه الاية علينا تنطبق بسبب البعد عن الله للمجتمع رغم معرفته
وبذلك يستفاد الكثير
اما اذا دافعنا عن انفسنا وحملنا الاية للغير
فاظن هذا غير دقيق لان القران المفروض اهله ومن يؤمن به يستفيد منه
تقديري واعتزازي
...............

حياك الله اخي الحبيب الابنودي

لااقول ان بلاد المسلمين بلادا طيبة اذا كان اهلها يعصون الله ورسوله ولايعملون بما جاء في القران الكريم ولايلتزمون باحكامه
وانما يدور حديثي مدار البلاء والابتلاء
فان المولى سبحانه يقول :
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس
فالفساد والصلاح موجودان مع البشر اينما كانوا على هذه الارض ولكنهما
في حالة ظهور وخفاء فاذا صلح الناس صلحت الارض وظهر الصلاح واذا فسد الناس فسدت الارض
وظهر الفساد واذا فسدت الارض تعرضت تلك الامم للبلاء والابتلاء
وان كسبهم من الافعال والاعمال يكون ثمنها اما الفساد اوالصلاح في الارض وحسب طبيعة تلك الافعال والاعمال
ولايعني ان نظارة العيش وفسحة الحياة وكثرة الاموال والارزاق معيارا
للايمان فالكافرون احيانا نرى ان بلادهم كثيرة الخيرات ولكن في حقيقتها
انها بلاء واستدراج لهم وهوما يطلق عليه الاملاء والامهال

وكذلك ارض المسلمين وبلادهم اذا فسدوا فان ارضهم تفسد ويظهر فيها الفساد
واذا صلحوا صلحت ارضهم وظهر فيها الصلاح
ولكن لايعني ان كثرة الخيرات دليل على الصلاح اذا كانوا قوم تلك البلاد فاسدين
وانما احيانا يكون املاء وامهال لهم
ان اخلاق الناس وطبيعة اعمالهم وافعالهم تحدد لنا هل هذه الخيرات
جزاء ما كسبوا من اعمال حسنة
او هي املاء لهم وامهال لعذاب يوم شديد جزاء ما عملوا من قبائح ورذائل
.........

واليك بعض الروايات الشريفة من كتاب البحار



عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال :
إن الله يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا ، ولو أجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا وإن الله يدفع بمن يصوم منهم عمن لا يصوم من شيعتنا ، ولو أجمعوا على ترك الصيام لهلكوا ، وإن الله يدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي منهم ، ولو اجتمعوا
على ترك الزكاة لهلكوا ، وإن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج منهم ولو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا ، وهو قول الله تعالى : «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين»
فوالله ما أنزلت إلا فيكم ، ولا عني بها غيركم .





عن عمر بن يزيد قال :
سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول :


ما عذب الله قرية فيها سبعة من المؤمنين


قال عليه‌السلام :
يا ابن آدم إذا رأيت ربك سبحانه يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره



وقال علي عليه‌السلام :

في كلام له :
الحذر الحذر فوالله لقد ستر حتى كأنه غفر


وقال عليه‌السلام :

كم من مستدرج بالاحسان إليه ، ومغرور بالستر عليه ، ومفتون بحسن القول فيه ، وما ابتلى الله أحدا بمثل الاملاء له


وقال عليه‌السلام :
أيها الناس ليراكم الله من النعمة وجلين كما يراكم من النقمة فرقين ، إنه من وسع عليه في ذات يده ، فلم يرذلك استدراجا فقد أمن مخوفا ومن ضيق عليه في ذات يده فلم ير ذلك اختبارا فقد ضيع مأمولا

..............
شكرا لك وتقدير كبير لشخصك اخي العزيز