|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 74400
|
الإنتساب : Sep 2012
|
المشاركات : 3
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
علاقة المعاد بالروح
بتاريخ : 26-09-2012 الساعة : 09:22 AM
بما ان الجسم مكون من خلايا تتغير وتتبدل في كل لحظة من حركة الانسان وتتجدد خلاياه فى لحظة ومع ذلك يكون الانسان نفسه بهذا الشكل لم يتغير من حيث الصورة النوعية وان تبدل من حيث المادة الخلوية فيكون الجسم المركب في حال تغير وتبدل مستمر ولكن بعين ذلك هو نفسه من حيث الشكل والمضمون واحد وان ما يقوم عليه الثواب والعقاب على نفس تلك الصورة النوعية المختزنة وهى كما يصطلح عليها بالجسم الاثيرى او الجسم العنصري اللطيف الذي لا يؤثر عليه عوامل التغيير والعوارض الخارجية كالطفولة والشباب والشخوخة بل هو نفسه يمرّ بهذه الادوار وعليه يكون ملاك الوحدة الجسمية ذلك الوجود البسيط غير مركب وغير مجزء فيطلق عليه بالصورة.
وقد اتجه الفلاسفة القدامى الى ان النفس الانسانية مجردة ولكن النفس النباتية والحيوانية مركبة ويصطلح عليها بالمادة وان كان في رأى الفيلسوف الشيرازي ان النفس الحيوانية فيها مرتبة من التجرد كالشعور والارادة وهى من الامور المجردة ويحملها الحيوان نفسه.
الا ان الاتجاه المادي لم يعتبر للروح اى اثر و انما الواقع هى المادة كما عليه الفسلفة الوضعية بعكس ما عليه الفلسفة المشالية فينظرون الى وجود آخر و هو ما وراء المادة وهى الروح وانها من فصيلة المجردات.
والمهم ان الجسم المادي في دور التغيير والتبديل على صور متعددة تابعة لمنشأ تلك الذوات القائمة عليها الصور وان النفس باقية لا تتغير.
وما يدعى بان الروح تابعة للبدن في ناحية التغيير والتبديل لانها من خصوصيات الجسم فلابد ان تكون تابعة للجسم في ناحية التغيير.
ويرد عليه بان الميزان في المتغير بالكسر بما انه من جنس المتغير بالفتح فلا يتصور ان يتعلق بوجود غيره وبما ان الروح لها وجود مستقل فلا يمكن ان يدخل في ضمن حقيقة الجسم حتى تكون متغيرة تابعة له وما يقع عليه الجسم من الاعراض والامور المفارقة لا تتعلق بحقيقة الروح لانها من فصيلة آخرى وانما لها الدور الاداري والجانب الاشرافي كما في المصطلح الآخر كتوجه ارادة السائق في حركة السيارة او الطائرة دون ان يكون للمحرك دخالة في طبيعة السيارة او الطائرة وانما له دور الاشراف والتوجيه.
وعليه فاذا انتقل الانسان من عالم المادة العنصرية الى عالم اللطافة وتبدل الصور من الخلع واللبس فلا يوجب تغييرا في ناحية الروح وانما دورها قائم على التوجيه والاشراف في حركة الجسم سواء كان ماديا ام مثاليا ومجردا وعليه فان ما يتألف منه الجسم من الروح والبدن ليس فيه بنحو التركيب العنصري كما في مكونات الجسم المادى كالاوكسيحن و الهايدروجين بنحو لو انفصل احدا الاجزاء لا نعدم وجود المركب.
فاذا مات الانسان ثم جاءت الروح اليه بعد ان ضعفت عن الاتصال المباشر معه ابتداء ثم لحقه بعد الممات فالجسم هو ذلك الوجود الجوهري والوجود النوعي دون الوجود الشخصي الذي كان معه في عالم الدنيا وانما الروح انتقلت من لباس عنصري كثيف الى لباس عنصرى لطيف تغير بحسب استعداد ذلك المحمّل الذي يعرض عليه الصور والالبسة المتعددة.
ثمّ لا يخفى ان ما يقوم عليه الوجود التكوينى بحسب وجوده التكونى العام بين امرين الاولي حركة الوجود الحسي وهو قابل للتغيير والتبديل الثاني الوجود الواقعي الذي لا يقبل المتغيرات في اصل كينونته مثل ما يحمله الانسان من الملاكات والطاقات والقوى فى اصل وجودها من الواقعيات كما ان ما يحمله الانسان من العوارض كالاجسام والمدركات الحسية قابلة للتغيير فالعلم الحضورى والامر الواقعي لا يتبدل والعلم الحصولى القائم على الصور و المتغيرات قابل للتغيير و يكون من ضمن الواقعيات الروح و النفس و الملكات النفسانية لاتتغير فى ناحية اصل موضوعها بما انها من الامور الواقعية اضافة الى كونها من المجردات وبذلك ان الامور البسيطة غير قابلة للتبعيض والتجزئه باى الوان الافتراض بخلاف الامور الحسية فانها قابلة للتقسيم والتعددية ولو بنحو الانقسام الفرضي والامر الوهمي.
ومما يدل على حصول المبانية بين الجسم العنصرى والجسم المثالي او التجريدي كما يدل عليه قوله تعالى: « ونفخت فيه من روحي »[1] فان فيها الدلالة على ان النفخ من اللّه بمعني جعل القوى بما يناسب بين المفيض والامفاض عليه بحسب استعداده وقابليته او قوله تعالى: « ونفخ فيه من روحه »[2].
وان اطلاق الانسان على الروح كما في قوله تعالى: « قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكلّ بكم ثم الى ربكم ترجعون »[3] وان ذلك يكشف عن حالة الاستمرارية في ديمومة الانسان بلحاظ روحه وان تفرقت اجزاء جسمه العنصرية وهذا ما تدل عليه الآية بقوله تعالى: «اللّه يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فتمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى »[4] فان كل ذلك تعبير عن دور الحركة الجسمانية وتبدل صورها مع مفارقة الروح لها وهى باقية على حالة تعرض الصور المتعددة بحسب تغيير نشأت الانسان من دور الى دور آخر. و من لباس الى لباس آخر و هو مايعبر عنه خلق بعد خلق و نشأة بعد نشأة.
وبذلك يحتاج ان تتعرض الى المعاد من منطلق القرآن الكريم وهذا مانشير اليه و في الدلالة على وجوده سبحانه ثم البحث عن دور المعادمن اشعة الايمان ج9الخاقاني تحقيق dr. Sajid Sharif Atiya سجاد الشمري sajidshamre*************.
[1] . الحجر 29 و سورة ص 74 .
[2] . السجدة / 9 .
[3] . السجدة / 11 .
[4] . الزمر / 42 .
|
|
|
|
|