لا يخفى على كل متتبع للشأن البحريني ما يحمله نصب اللؤلؤة من قيمة في قلوب المنتفضين من أبناء شعب البحرين الذي خرج جله في تظاهرات واسعة لأجل الإصلاح والمطالبة بحقوقهم المهضومة بسبب التمييز الطائفي المقيت أو الفساد المستشري في مفاصل الحكومة وهذا النصب أصبح للبحرينيين رمزاً للإصلاح والتغيير حيث ارتبط هذا النصب مع انتفاضة شعب البحرين الذي خرج طلباً للإصلاح السياسي والحكومي الذي نخر فيه الفساد في كل مفصل من مفاصله إضافة للتمييز الحاصل بين أفراد الشعب الذي ينبغي أن يكونوا كلهم متساوين بالحقوق والواجبات ولكن ضعف نظر الحكومة البحرينية أدى إلى وصول الحالة البحرينية إلى هذا الحد حيث أريقت الدماء الطاهرة من أبناء الشعب البحريني على أيدي الجيش والشرطة المحلية وبمساعدة دول جارة وقد أخذ الملك يشعر بقليل من الزهو والانتصار الذي صوره له حلفائه القادمون وخاصة السعودية التي تحتل المراتب المتقدمة بالدكتاتورية وقمع الحريات والتطرف الديني والتمييز العنصري فأرادوا بهدمهم هذا النصب أن يمحو جزء من تاريخ هذه الأمة المنتفضة والذي تعانق مع المتظاهرين تعانق حبيب حبيبه بعد فراق كتب لا لقاء فيه وبات هذا النصب معلماً من معالم الثورة الشعبية التي صدحت بها حناجر مئات الآلاف من الشعب البحريني وأرادوا ثني الشعب المنتفض والإيحاء للشعب أنه وصل إلى نهاية الأمل الذي كانوا يرجونه في إحداث إصلاح أو تغيير ولكن حكومة البحريين غفلت أو نسيت شيئاً مهم جداً إنها بإقدامها بهدم نصب دوار اللؤلؤة هي بداية بشارة زفتها لشعب البحرين ولكل الدول الخليجية في مجلس التعاون العربي الذي شارك في قمع المتظاهرين السلميين أو الساكتين عن هذه المجزرة حيث تم تشييد هذا النصب الذي يعرف رسميا بدوار مجلس التعاون وشعبيا بنصب دوار اللؤلؤة في أواخر الثمانينات حيث يتوسطه نصب تذكاري عبارة عن لؤلؤة تتربع على رأس ست أذرع تمثل دول مجلس التعاون الست وهي السعودية وقطر والبحرين وعمان والكويت والإمارات.
وبهدمهم لهذا النصب هو بشارة لسقوط تلك الدول في المستقبل على أيدي المنتفضين ضد الفساد وهضم الحقوق والمطالبين بالحرية سواء حرية المعتقد والتعبير والمساواة في المواطنة من حيث الحقوق والواجبات وإذا لم يتخذوا سريعاً خطوات جادة وعملية في طريق الإصلاح السياسي وإعطاء كل ذي حق حقه فسيكون الندم حليفهم في المستقبل القريب...
التعديل الأخير تم بواسطة ابو جعفر العراقي ; 20-03-2011 الساعة 01:33 AM.