الام . لا يا بني اني اخاف عليك من نيران العدو الخائن 
 
الصبي . ما هذا الكلام يا امي انتي تخافين علي وانا لا اخاف عليك !!
 
الاب . لا تخافوا من شيء الا من الله تعالى 
 
الام و الصبي . و النعم بالله 
 
صرت اذهب اوزع الخبز على الابطال المجاهدين و احس بهم و بالحرارة التي في داخلهم على العدو
 
ذهبت للمنزل وانا افكر بالمجاهدين وكيف يتركوا منازلهم و يحرسوا الحدود و يتحملوا هذا التعب 
 
فقلت الى ابي . هؤلاء ابطال يا ابي تاركين منازلهم و عائلاتهم و يدافعون على بلدنا 
 
الاب . نعم انهم ابطال و اخاك كان منهم 
 
حزن شديد و دموع تتلالا في وسط عيون أبي
 
 
الاب . لا نريد ان نخسرك يا بني اذهب الى النوم الان و غدا صباحا اخذ الخبز و وزعه على اخوتك 
 
الابطال 
 
استيقضت مبكرا وانا اريد الذهاب الى هؤلاء الابطال
 
فلم تنم عيني من كثرة السعاده بالذهاب لهم
 
و اشرقت الشمس 
 
الام . ما بك اليوم ! فقد استيقضت باكرا ؟
 
الصبي . نعم يا امي اريد الخبز حتى اوزعه انا بنفسي 
 
رحت مسرع وانا احمل الخبز و فرح جدا كون هذا العمل يشعرني بأني منهم مجاهد 
 
جلست معهم اكل و استمع لحديثهم الرائع و عن بطولاتهم التي قاموا بها 
 
فهذا يقول دمرت دبابه و الاخر يقول اسرت اثنين و ..و..
 
وفجأة بدأت الحرب !!!
 
اصوات انفجارات , نيران , مدافع , صواريخ , شهداء 
 
يا الله ما الذي حدث 
 
رحت اركض من الفزع و اهرب الى مكان اجهله !
 
فمسك بي احد الجنود و قال لي 
 
الجندي . ما بك ايها الصبي نحن لا نخاف من هؤلاء الصهاينه اجلس هنا و ادخل في هذا الخندق فتكون امنا 
 
رحت مسرع صوب الخندق و انا اشاهد النيران و اسمع اصوات المدافع واذا بجندي جريح قد دخل معي
 
الخندق 
 
وهو متألم 
 
الصبي . دعني اساعدك .
 
الجندي . هذا جرح بسيط فقد اربط لي هذا الحبل عليه 
 
ربطت له الحبل وانا مستغرب على شجاعتة و اصراره وعدم خوفه من الموت و النيران و المدافع 
 
نضرت اليه وهو يحمل السلاح باليد التي اصيبت 
 
انه بطل 
 
خرجت من الخندق مسرع و الخوف قد هرب مني صرت اساعدهم و احمل لهم اشياء تفيدهم 
 
الى ان قال لي احد الجنود الابطال . ادخل ايها الصبي في الخندق 
 
فرحت اصيح بوجهه . اذا كنت انت خائف فانا لا اخاف 
 
فرح الجنود بكلامي و قالوا انت مثل اخاك بطل 
 
و بدأت اعمل معهم و اساعدهم الى ان بدأ الغروب و هدأت النيران و خفت الاصوات 
 
الصبي . يا اخوتي الابطال سوف اذهب الان للمنزل و اعود لكم غدا صباحا و احمل معي الخبز لكم 
 
فقام احد الجنود وقال سوف اوصلك و ارجع 
 
سرنا بطريقنا الى المنزل وانا فرح جدا و شعرت بأني بطل منهم 
 
ورحت اسرع بالمشي حتى اخبر ابي و امي بأني صرت مثل اخي مجاهد واخبرهم كيف ساعدت 
 
المجاهدين
 
وصلت الى المنزل فوجدته مهدم 
 
نعم مهدم فقد دمره الطيران على ابي و امي و استشهدا في المنزل حتى يلتحقوا بأخي الكبير الشهيد
 
قلت الحمد لله الذي علمني كيف اجاهد و سوف استمر بالجهاد 
 
بقلم العراقي يوم 29 / 8 / 2006