بل هو صحيح و منطقي ،، فعندما نقول بأن هناك هدنة أو مصالحة بين دولتين ، فمعناه أن الدولتين قادرتين على أن تحارب بعضهما ، و لكن لتفادي الخسائر من قبل الطرفين فضل الطرفان الهدنة و المصالحة لما في ذلك من تحقيق المصلحة لكليهما .. هذا في أرض الواقع ..
فمن الممكن القول بأن هناك مصالحة بين أمريكا و روسيا حيث أنهما قوتان قادرتان على محاربة بعضهما ، لكن من الغريب الهجين القول بأن هناك هدنة و مصالحة بين العراق و أمريكا و كأن العراق قادر على محاربة أمريكا أو إخافته في شيء لكي يضطر الأخير إلى المصالحة ..!!!
و أما المصالحة بين الرسول و قريش فهي مصالحة بمعنى الكلمة ، لأن الرسول يملك قوة معتبرة فقد هزم قريش في غزوات كثيرة قبل المصالحة ، فلا شك أن من مصلحة قريش أن تهادنه و تصالحه ليحفظوا دماءهم ، و من مصلحة المسلمين كذلك أن لا يخوضوا معارك و غزوات جديدة خاصة و أنهم سيحجون في العام القادم ، لذا وجدناهم يفتحون مكة في العام التالي من المصالحة دونما أن يخسروا قطرة دم واحدة .. فهنا نرى الحكمة المحمدية ..!!
|