عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عبود مزهر الكرخي
عبود مزهر الكرخي
عضو فضي
رقم العضوية : 29478
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,216
بمعدل : 0.38 يوميا

عبود مزهر الكرخي غير متصل

 عرض البوم صور عبود مزهر الكرخي

  مشاركة رقم : 22  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي في شهر محرم الحرام ـ الجزء السادس ـ
قديم بتاريخ : 26-01-2010 الساعة : 12:44 PM


في شهر محرم الحرام ـ الجزء السادس ـ


نواصل تتبع المسيرة الخالدة لثورة الحسين والتي جرت أحداثها بكل ما فيها من قيم للبطولة والكبرياء والشموخ والوقوف بوجه الطغيان والكفر والظلم في شهر محرم وكذلك ما جرى فيها من مآسي والإيغال في الرغبة في هلاك العترة الطاهرة من ذرية رسول الله(ص) والتي يجب من أي كاتب ومفكر نزيه وشريف أن يتوقف ويفكر في هذا المفهوم الذي أصروا فيه بنو أمية وبقيادة رؤوس الكفر والطاغوت من يزيد إلى أبن مرجانة وأبن سعد وشمر وكل المجرمين من ذلكم الأوغاد لعنهم الله أجمعين على سفك دم الحسين(ع)الطاهر ودماء آل بيته وأصحابه المنتجبين الزكية سوى أنهم قالوا لا للظلم ولا للطاغوت ولا لكل مظاهر الانحراف التي طرأت على الدين المحمدي.


ويأتي هؤلاء الكتاب والمفكرين والعلماء من الدواب(أجلكم الله) لكي يصرحوا ويكتبوا بمقولات ما أنزل الله بها من سلطان ويتهجموا بهجوم لاذع بعيداً عن كل أدبيات النقاش والطرح الموضوعي والعلمي وعلى رأسهم هذا الذي يدعي العلم (العرور)والذي أنا أسميه (البعرو..) أجلكم الله تصديقاً لقول أحد الشعراء في هجاء أحد الأشخاص الذي كان يتهجم على الناس في حق أو باطل ويقول هذا الشاعر:


كأنك بعرةٌ في جحر كبش.......مدلاةٌ وذلك الكبش يمشي


أي أنه لا فيه فائدة مثل البعرة أجلكم الله تروح يمنة ويسرة فقط تنشر أذيتها على العالمين. ولنأتي إلى مقولات بعض الكتاب والمفكرين حول الحسين(ع) وثورته الخالدة .


يقول الكاتب والمفكر عبد الله العلايلي في كتابه تاريخ الحسين(ع) ص 226 (جاء في أخبار الحسين : أنه كان صورة احتبكت ظلالها من أشكال جده العظيم،فأفاض النبي(ص) إشعاعة غامرة من حبّهُ،وأشياء نفسه،ليتمّ له أيضاً من وراء الصورة معناها فتكون حقيقية من بعد كما كانت من قبل إنسانية أرتقت إلى نبوّة(أنا من حسين)ونبوة هبطت إلى إنسانية(حسين مني)فسلام عليه يوم ولد).


وهذا عمر أبو النصر في كتابه آل محمد في كربلاء ص 30 (هذه قصة اُسرة من قريش.حملت لواء التضحية والاستشهاد والبطولة من مشرق الأرض إلى مغاربها.قصة ألّف فصولها شباب ما عاشوا كما عاش الناس،ولا ماتوا كما مات الناس.ذلك أنّ الله شرّف هذه الجماعة من خلقه بأن جعل النبوة والوحي والإلهام في منازلها، وزاد ندى فلم يشأ لها حظّ الرجل العادي من عبادة، وإنما أرادها للتشريد والاستشهاد وأرادها للمثل العليا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكتب لها أن تتزعم لواء التقوى والصلاح إلى أخر ما يكون في ذريتها).


ويقول الكاتب أحمد حسن لطفي في كتابه الشهيد الخالد الحسين بن علي ص47(إنّ الموت الذي كان ينشده فيها كان يمثل في نظره أروع من كل مثل الحياة، لأنه الطريق إلى الله الذي منه المبتدأ وإليه المنتهى، ولأنه السبيل إلى الانتصار وإلى الخلود،فهو أعظم بطل ينتصر بالموت على الموت).


ويقول الكاتب والمفكر عباس محمد العقاد في كتابه أبو الشهداء الحسين بن علي(ع) ص150 طبعة النجف (مثل للناس في حلة من النور تخشع لها الأبصار، وباء الفخر الذي لا فخر مثله في تواريخ الإنسان، غير مستثنىً منهم عربي ولا عجمي، وقديم وحديث فليس في العالم اُسرة أنجبت من الشهداء اُسرة الحسين عدّة وقدرة وذكرة، وحسبه أنّه وحده في تاريخ هذه الدنيا الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء في مئات السنين).


وعند قراءتنا لهذه المقولات الرائعة بحق سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) نلاحظ مدى الرفعة والمنزلة التي حظي بها لدى كل مسلم وإنسان شريف يؤمن بالحق والعدالة وهذه المنزلة العظيمة التي خصها بها الله سبحانه وتعالى نالها باستشهاده وهو آل بيته وأصحابه وسبي آل بيته والظلم الذي وقع عليهم بدون أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني في طريقة يندى لها جبين كل حر وشريف.


ويجيء هؤلاء الكتاب والعلماء ومن لف لفهم من وعاظ السلاطين ويقولون أن إقامة الشعائر الحسينية لتخليد هذه الثورة العظيمة نوع من البدعة ولا يجوز ذلك وإلى أخر من هذا الكلام الذي بتقديري المتواضع تحريف الكلم عن موضعه مصداقاً لقولة تعالى في القرآن الذي يقول ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ))سورة المائدة آية 41.


فإقامة الشعائر الحسينية هو تخليد لتلك الذكرى العطرة لثورة الحسين(ع) والتي بإقامة هذه الشعائر من ندوات إلى مأتم إلى لطميات وإلى فروعها بضمنها التشابيه تضمن بقاء فكر ومبادئ الثورة الحسينية والتي نادى بها سيدي مولاي أبو الأحرار في الإصلاح في امة جده فالدين كما هناك مقولة مأثورة يتداولها الموالين أن الدين ((وجوده محمدي وبقاؤه حسينيي)) فهو بقى على الصورة الناصعة الوهاجة بفضل هذه الأفكار النبيلة التي نادى بها الحسين(ع) وأخيه العباس(ع)وآل بيته والصفوة الخيرة من أصحابه(رض) ويقول الأمام الخميني(رض) ((إن إقامة الشعائر الحسينية هي ضمان لبقاء ذكر الحسين حياً))وهذا صحيح ولهذا نلاحظ أن ابسط أبناءنا من الموالين تجده يعرف الفصول الكاملة والأحداث لواقعة الطف وكيف جرى من ظلم لآل بيت الرسول(ص) وهذا حدث نتيجة بقاء ذكرى الثورة الحسينية متقدة على مدى الزمان ولنأتي إلى القرآن فيقول في محكم كتابه((ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ))سورة الحج آية 32.


وقد قرن لإقامة الشعائر بالقلب لأن عندما يصفى القلب وتصبح فيه التقوى لأن بنقاء القلب وتقواه يصلح كافة أعضاء الجسم لأن القلب يتصل بالروح وهذا يعني صفاء ونقاء الروح وبذلك يصل الإنسان إلى المرتبة العالية من الإيمان وهو يكون أعظم وأعظم الأيمان السامي ونحن بذكرنا الحسين وإقامة الشعائر الخاصة باستشهاده فأننا نعظم هذه الشعائر لاستشهاد خامس أصحاب الكساء وسفك دمه الشريف مع معسكره في سبيل أعلاء كلمة الإسلام وجعل كل ذلك خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى والذي قدم هذا العطاء والذي هو بلا حدود والذي هو منزلته عند الله في عليين إلا يجدر بنا أن نذكرها وأن نبين الأهداف والمبادئ التي نادى بها وجعلها نموذج ودستور نسير عليه في مختلف الأماكن والأزمنة لأنها لم تجيء لحقبة زمنية معينة بل هي دروس وعبر لكل الأجيال.


ولنأخذ مثال من القرآن الكريم عندما ترك نبينا إبراهيم(ع) أبنه إسماعيل وزوجته هاجر بواد غير ذي زرع لا يوجد ماء فيها ولا زرع وبدأ الطفل إسماعيل بالبكاء طلباً للماء عند ذلك وأخذت تروح وتجيء بين جبلي الصفا والمروة في سبعة أشوط بحثاً عن الماء أو ناس تجلب منهم الماء فإكراما لهذه المرأة ونبينا إسماعيل(ع) ومن تحت رجل الطفل نبع بئر زمزم ومن ثم أصبحت السعي بين الصفا والمروة من شعائر وأركان الحج نتيجة لما عانته هاجر وكذلك أبنها بأن جعل لها هذه المكرمة التي أكرمها الله بها نبيه إسماعيل وأمه.


ولنأتي إلى أبي الأحرار الذي جاد وأعطى كل شيء خالصاً لوجه تعالى والذي هو في لحظات الموت الأخيرة وكان جسده كالقنفذ من كثر السهام التي به وكان كل موضع في جسمه لأثر طعنة رمح وضربة وموقع سهم وهو في هذه الحالة مشغول عن الأعداء وما يقومون به في ذكر الله ويتمتم بكلمات ويقول ((ألهي أن كان هذا من سخطك فخذ حتى ترضى وإن كان هذا يرضيك فلك العتبى فخذ حتى ترضى))فبهذه المنزلة التي لم يدعي على معسكر الكفر والطغيان والطاغوت بل كل جوارحه منصرفة لرب العز والجلالة والذي يدعو في صبيحة عاشوراء وهو يرى جنود يزيد قد اكتظت في الميدان ما يربو على الثلاثين إلف فارس فيد ع (ع) بدعاء جده الرسول(ص) ويقول ((اللهم أنت ثقتي في كل كربٍ، وأنت رّجائي في كل شدّةً وأنت لي في كل أمرٍ نزل بي ثقةً وعدةً، كم من همٍ يضعف فيه الفؤاد وتقلً فيه الحيلة ويخذُلُ فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك ففرّجته عني وكشفته فأنت وليّ كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة))الإرشاد ك ج2 ص96.


فهذا هو التأدب أمام ربه وهذا هو الصبر والامتثال لقضاء الله وبلائه والذين به الله يرفع أنبيائه وأئمته إلى أعلى عليين فما من نبي إلا وابتلاه الله لكي يرفعه ويقربه إليه زلفى وهذا ما عمله مع الإمام الحسين(ع) لذلك كان له هذه المنزلة الرفيعة التي نالها باستشهاده والتي من المفروض من كل مسلم أن يعظم هذه الواقعة ويؤبن صاحبها وأن يقيم الشعائر الخاصة بها لكي تبقى ذكرى الحسين وأصحابه خالدة في ضمائر كل الموالين وكل المسلمين الشرفاء وهذا حديث لرسول وهو حديث مسند ومن صحيح البخاري في باب الزهراء عندما جيء بالحسين إلى النبي(ص) حمله ثم بكى فقالت له بضعته الزهراء(ع) ما يبكيك يا والدي فقال لها (ص) (( جاءني حبيبي جبريل وأخبرني بان أبنك هذا يقتل في أرض يقال كربلاء وحيداً فريداً ولا أنا ولا علي ولا أنت ولا أخوه موجودين)) فبكت فاطمة وقالت ((إذن ومن يقيم له العزاء؟))فقال لها ((إن شيعتنا سوف يقيمون له العزاء إلى يوم الدين، ولهم شفاعتنا يوم القيامة))فقالت فاطمة((هنيئاً إذن لشيعتنا)).


ومن خلال هذه الحديث النبوي الشريف الذي فيه يأمر الرسول بإقامة العزاء لسبطه الحسين والذي لا ينطق عن الهوى إن وحيٌ يوحى والمكانة التي حظي بها سيد الشهداء عند الله عز وجل أصبح بالضرورة تعظيم الشعائر الحسينية وإقامتها لتذكر الواقعة وما جرى من مآسي وتذكر واستجلاء كل المعاني الخالدة للثورة الحسينية بأعظم معانيها السامية والعالية المضامين في كل معانيها الروحية ويبقى ذكر الحسين خالداً على مدى الزمان وهذا مصداق ما قاله الشاعر الذي يقول :


كذب الموت فالحسين مخلدا........كلما مر عليه الزمان ذكراه يتجدد


فهذه هاجر وابنها وما أعطاه من مكانة في السعي بين الصفا والمروة نتيجة صبرها على البلاء والامتثال لأمر الله وقضاؤه . فما بال الحسين والذي قدم هذه لبطولات النادرة والإباء والشموخ العالي والصبر على هذه المحن والذي تعجبت ملائكة السماء من صبره وقدم فيها أبنه اعلي الأكبر وكل أولاده واخيه العباس(ع)واهل بيته واصحابه وسبي أهل بيته.إلا يستحق أن يكرمه الله ويجعل ذكره في عليين والذي ينال منزلة لا يدانيها أحد بسبب ما قدمه خالصاً لوجه الله تعالى والذي في صبيحة عاشوراء يبكي وتسأله أخته الحوراء زينب(ع) عن سبب بكائه وفي دالة على التعجب لأنها تعرفه غير مبالي وغير هيابٌ من الموت فيقول (ع)لها ((أبكي على هذه الجموع التي تدخل النار بقتلي وسفك دمي))فهكذا يكون أمام عصره وولي الله في أرضه وحجته على خلقه في أنه أخذ الكمال والعصمة الآلهية من ربه ولكي يجعله فيما قام من رفض للباطل والظلم وعدم مهادنته وطلب الإصلاح في أمة جده إن ينال هذه المكانة العالية التي جعلت أسمه في عليين وفي أرفع الدرجات عند الله ومعه أخوه أبا الفضل العباس(ع)وآل بيته وأصحابه المنتجبين (ع)الذين بفخر صفوة طيبة امتثلت لأمر الله وكما قال الكاتب والمفكر العلايلي الذي كتبناه في بداية مبحثنا ( إنسانية أرتقت إلى نبوّة (أنا من حسين)ونبوة هبطت إلى إنسانية(حسين مني) فكانت والنبوة والإنسانية قد امتـزجت لتكوّن سيدي ومولاي أبي الشهداء الحسين(ع) فهو كما قال العقاد (وحسبه أنّه وحده في تاريخ هذه الدنيا الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء في مئات السنين)وليفتخر كل موالي ومحب لأهل البيت بهذا الإمام الخالد وعلى مر التاريخ لما أعطى من سفر خالد تظل تتذكره الأجيال وعلى مر الزمان ولتكون إقامة شعائرنا الحسينية هي الواجب الإلهي والدليل الحي على محبتنا للحسين ولأئمتنا ولمذهبنا وتبقى الثورة الحسينية ماثلة في عقولنا وضمائرنا ووجداننا وفي قلوبنا لكي بها نتقرب إلى الله وننال المرتبة العالية عند سبحانه وتعالى ونطبق حديث رسول الله(ص) الذي بشر به سيدي ومولاي أمير المؤمنين(ع) فقال له ((يا علي أنت وشيعتك الفائزون والعابرون يوم القيامة))وليهنأ كل شيعي بهذه البشرى التي لن ينالها إلا بحب الحسين والتسعة المعصومين من ذريته وأهل بيته(عليهم سلام الله أجمعين).


ولنا وقفة في جزءنا القادم لكي نتعرف مقولات معاصري سيدي ومولاي أبا عبد الله وما قاله أئمتنا في زيارته ومقولات الغربيين في أبي الأحرار أنشاءالل إن كان لنا في العمر بقية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ونسألكم الدعاء والمسألة.


توقيع : عبود مزهر الكرخي
من مواضيع : عبود مزهر الكرخي 0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الثاني
0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الأول
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثالث
0 الأحاديث المسنودة من قبل كتاب الصواعق المحرقة في تبيان منزلة أمير المؤمنين(ع)
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثاني
التعديل الأخير تم بواسطة عبود مزهر الكرخي ; 26-01-2010 الساعة 12:51 PM. سبب آخر: تنسيق

رد مع اقتباس