|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 29478
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 2,216
|
بمعدل : 0.38 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبود مزهر الكرخي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
في شهر محرم الحرام ـ الجزء الخامس ـ
بتاريخ : 19-01-2010 الساعة : 08:22 PM
في شهر محرم الحرام ـ الجزء الخامس ـ
سوف نستمر في هذا الجزء بتفنيد كل المقولات والأفكار التي يطرحونها ذلكم الكتاب والعلماء من الأنعام والتي يطرحونها للنيل من مذهبنا وقد كان حول الإمامة والذين لا يقرونه الكثير من المذاهب الأخرى.
وقد ذكرنا في حديثنا السابق حول إمامة الحسن والحسين(ع) من قبل سيدنا محمد(ص) ونقول في هذا المجال إن الإمامة تبدأ من أمير المؤمنين إلى قائم آل محمد الحجة المهدي(عجل الله فرجه الشريف) وقد ذكرنا الآية الكريمة (71)في سورة الإسراء والتي تؤكد بوجود إمام في كل أمة ويكون على رأسهم في يوم القيامة وأن الإمامة للأثنا عشر هم تنزيل من رب العالمين وهم ليسوا قد تعلموا أو تتلمذوا عند أشخاص معينين بل أن هم أئمة قد زقوا العلم زقاً ، وفي تصوري المتواضع أن طبيعة تكوينهم الجيني الذي هو من الله سبحانه وتعالى قد سند مقولة زق العلم إليهم ويكفينا من الحوادث لأئمتنا ما يؤكد ذلك وهي عن سيدي ومولاي محمد الجواد(ع) والحادثة نرويها كما يلي
من المعلوم أن أئمتنا المعصومين هم من أهل بيت النبوة وقد زقوا العلم زقاً وكان الخلفاء العباسيين كانوا كثيراً ما كانوا يأتون بالعلماء التابعين لهم من وعاظ السلاطين والوعاظ يقوموا بهذه الأمور لظنهم أنهم بهذه المكيدة السخيفة يستطيعون الحط من قدر الأئمة (ع) ولكن كانت كل مخططاتهم كانت تذهب أدراج الرياح وسوف نذكر حادثتين جرت مع أمامنا (ع) للبيان فقط وكن ليس للحصر
الحادثة الأولى : عندما جاء المأمون العباسي بقاضي قضاته يحيى بن أكثم وأجلسه مع الأمام روحي له الفداء أمام جمع من الناس وهو أبن تسع سنين فقال يحيى للمأمون:يأذن لي أمير المؤمنين أن أسأل أبي جعفر عن مسألة؟،فقال المأمون استأذنه في ذلك فقال : أتأذن لي جعلت فداك في مسألة؟ ، فقال أبو جعفر ((سل ما شئت)) قال يحيى ما تقول جعلت فداك في محرم قتل صيداً؟
فقال أبو جعفر(ع) : قتله في حلّ أو في حرم،عالماً كان المحرم عالماً أو جاهلاً،قتله عمداً أو خطأ،حراً كان أو عبداً،صغيراً كان أو كبيراً،مبتدئاً بالقتل أو معيداً،من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها،من صغار الصيد أم من كبارها،مصرّاً على ما فعل أو نادماً،في الليل كان قتله للصيد أم في النهار،محرماً كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرماً؟ وطل يسأله بحيث أصبحت ثلاثين إلف مسألة شرعية.
فتحير يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع ولجلج حتى عرف جماعة أهل المجلس أمره وأنه عبارة عن واعظ للسلاطين شأنه شأن بقية وعاظ السلاطين.
وقد أعطى الجواب لكل هذه المسائل في ثلاثين ليلة في أحدى المساجد وبحضور كل العلماء والمشايخ.
الحادثة الثانية : وفي نفس المجلس أراد أمامنا الجواد(ع) أن يسأله لبيان مدى علم أهل بيت النبوة وضحالة وعاظ السلاطين فقال أبو جعفر(ع) : أسألك ؟ قال : ذلك أليك جعلت فداك،فأن عرفته جواب ما تسألني وألا أستفدته منك.
فقال له أبو جعفر(ع) : أخبرني عن رجل نظر إلى امرأة في أول النهار فكان نظره أليها حراماً،فلما أرتفع حلّت له،فلما زالت حرمت عليه،فلما كان وقت العصر حلّت له،فلما غربت حرمت عليه،فلما دخل وقت العشاء حلّت عليه،فلما كان وقت انتصاف الليل حلت عليه،فلما طلع الفجر حلّت له،ما حال هذه المرأة و بماذا حلّت له وحرمت عليه؟
فقال يحيى بن أكثم: لا والله لا أهتدي إلى جواب هذا السؤال ولا أعرف الوجه فيه،فان رأيت أن تفيدناه.
فقال أبو جعفر(ع) : هذه أمة لرجل من الناس،نظر أليها أجنبي في أول النهار فكان نظره أليها حراماً،فلما أرتفع النهار أبتاعها من مولاها فحلّت له،فلما كان عند الظهر أعتقها فحرمت عليه،فلما كان وقت العصر تزوجها فحلّت له،فلما كان وقت المغرب ظاهّر منها فحرمت عليه،فلما دخل وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظهار فحلّت له،فلما كان نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه،فلما كان عند الفجر راجعها فحلت له.
المصدر: كتاب أعلام الهداية الحلقة(11) الإمام محمد بن علي (ع) الجواد ، إصدار المجمع العلمي لأهل البيت قم المقدسة
ومن هذا العلم نعرف أن أئمتنا لهم مواريث الأنبياء وكل العلوم وعلم الساعة ولنأتي إلى أمامنا الخامس أبو عبد الله جعفر الصادق(ع) الذي هو مؤسس مذهبنا والذي كان لديه من التلاميذ أربعة ألاف يدرسون تحت علمه وحتى في العلوم الطبيعة ومنهم كان مؤسس علم الكيمياء (جابر بن حيان التوحيدي)كان أحد تلاميذه ولديه بين جابر والأمام أبو عبد الله(ع)خمسين رسالة فيما يخص علم الكيمياء وباقي العلوم من الفلك إلى الطب كان أمامنا جعفر(ع) له فيها باع طويل ولدينا كتا عن طب الصادق الذي هو موجود في كل المكتبات من قبل المذاهب والذي يعتمد عليه الكثير من العلماء ويدعون أنه من الطب النبوي وهو في الحقيقة أقسام كبيرة مأخوذة من طب الصادق ولكن يقولون هذا القول للتعتيم على أئمتنا ولأسوق لكم هذه الحادثة لجعفر الصادق(ع) ومدى تفوقهم في كل الأمور وهذه الحادثة ذكرها لنا الشيخ عبد الرزاق العامري (طيب الله أنفاسه) أحد خطباء المنبر الحسيني في حي العامل في بغداد والحادثة هي
دخل الصادق روحي له الفداء ومعه أبنه موسى الكاظم(ع) على أبو جعفر الدونيقي وكان في ساحة لرمي السهام وكان الرماة من الذين يصيبون أهدافهم وفي الهدف وبدقة متناهية عند ذلك أخذ الصادق القوس ورمى سهام عشرة فأصاب السهام في الهدف واحدة فوق الأخر العشرة فتعجب الدونيقي من هذا الفعل وكان عمره الشريف(ع) قد تجاوز الستين وسأله عن كيف قيامه بهذا الرمي للسهام بهذا الشكل العجيب؟ فأجابه الصادق ((إلا تعلم نحن من أهل بيت نبوة زقوا العلم زقاً)) فقال له الدونيقي (صدقت ورب الكعبة)وكان بجانب الدونيقي أبنه الأمين وهو من العمر الخمسة عشر سنة وأراد احد وزرائه أن يحرج الصادق فطلب منه بمصارعة الكاظم(ع) مع الأمين وكان الكاظم(ع) له من العمر تسعة سنين وكان الأمين كما يقال في المثل العراقي((هبش))أي ضخم فقال له الصادق أعطي سكيناً لكل منهما وليتصارعوا عند ذلك بهت الدونيقي ولكز هذا الوزير وعدم تنفيذ هذا الأمر وقال له أن إذا تصارعوا فأن حتماً الكاظم سوف يصرع الأمين فهم أولاد علي بن أبي طالب(ع) قاتل صناديد العرب وهم كما قال الصادق (من أهل بيت زقوا العلم زقا).
ولنأتي إلى الآيات الكريمة المنزلة في كتابنا المحكم آياته الذي لا يأتيه الباطل من فوقه ولا من تحته وهي تؤكد كلها على حق الإمامة وأنها تفويض من الله سبحانه وتعالى وأنها ليست عبث أو شيء جاء من الفراغ ولنستعرضها لكي نقطع كل جدال بها من قبل أولئك الكتاب من الدواب (أجلكم الله)والذين هم بالتأكيد لا يستطيعون أن سوى التهجم أو المغالاة في التشنج والتصلب من غير وجود أي دليل أو منهج علمي ومنطقي في نقاشهم.
1 ) الآية الأولى: ((يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً))الإسراء آية 71
2 ) الآية الثانية : ((وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ))سورة الأنبياء آية 73 .
3 ) الآية الثالثة : ((َنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))سورة القصص آية 5.
4 ) الآية الرابعة : ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ))
سورة السجدة آية 24.
وفي الأخير نحن كلنا نعرف حديث الصحيفة الخضراء المنزل على نبينا الأكرم(ص) والذي أعطاه إلى فاطمة الزهراء(ع)وهو يتحدث عن الأئمة الأثني عشر الذين يأتون بعد النبي الذين هم أئمتنا المعصومين وهم حجج الله في أرضه أخرهم الحجة المهدي (عجل الله فرجه الشريف) والذي يغيب وبظهوره يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً وهو حديث مروي عن الصحابي الجليل جابر الأنصاري(رض)وهو حديث صحيح ومسند وموجود في كل كتب الصحاح الستة وصحيح البخاري ومسلم والذين يعتبرونه أبناء العامة صحيح ومعتبر بعد القرآن.
والحديث الذي ذكرناه والمروي عن سلمان المحمدي(رض) الذي فيه يقول : دخلت على النبي(ص) وكان الحسين(ع) على فخذه ويقبل عينيه ويلثم فاه ويقول ((أنك سيد بن سيد أبو السادة وأمام بن أمام أبو الأئمة،أنك حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم))
المصدر : مقتل الحسين ،الخوارزمي .ج1 ص 146.
وتوجد من الأحاديث ما نستطيع أن نؤلف كتب عن الأحاديث النازلة عن الحجة قائم آل محمد(عجل الله فرجه الشريف).
ولهذا إذا كان للحسين روحي له الفداء هذه المنزلة العظيمة الذي جعله أبو السادات وأبو الأئمة وأبو الحجج ومن ذريته حجج الله على أرضه إلا يجدر بنا أن تكون لهذه الشخصية العظيمة التي يفوق الخيال عن وصفها في أنه لديه مرتبة لدى رب العز والجلالة لا يدانيها أي واحد موجود في الأرض وأن هذا الأمام الجليل الذي قام بتلك الملحمة العظيمة الذي بذل فيها خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى كل شيء وحتى نفسه الزكية في سبيل رفع راية الإسلام وإصلاح دين جده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولنتوقف عن هذا الشرح الذي أعتقد قد أشبع من النقاش ولنستكمل في جزءنا القادم أنشاءالله فلسفة أحياء الشعائر الحسينية والتي الأطراف المقابلة ينكرونها ويعتبرونها نوع من البدع ولندحضها بالحجة والدليل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونسألكم الدعاء والمسألة.
|
|
|
|
|