![]() |
وداع الرحيل
وداع الرحيل
قصة ، من : نايف عبوش وداع الرحيل منذ بواكير طفولته ... اعتاد أن يدلف صوب أعمامه في القرية المجاورة ، سعياً على قدميه ، أو ممتطياً الحمار ، مردفاً خلف احدهم في قافلة الملاية ، بطريق عودتهم من استسقائهم الماء من النهر . لكنه لاحقاً كان يتيمّمهم راكباً دراجته الهوائية ، التي اشتراها له والده .. فكان يردف اقرانه من ابناء عمومته خلفه على الدراجة حالماً يصلهم ، ليسلك بهم نياسم مشاع البرية للهو والمتعة . الكل يحيطه بعنايته ، فلم يكن احداً منهم ليناكفه في ركض إلى مرعى ، أو سبق إلى بيدر ، او فصل للحملان قط . لذلك جدّل ضفيرة الوصل معهم ، حتى اعتاد ابن العم المجايل ان يبادره بخلع سترته عليه كلما انهمر المزن بالمطر ، وهم في طريق العودة من المدرسة ، ليمنع عنه البلل ، ويحميه من البرد . ظلا متلازمين في الدراسة بالمدينة بنفس الفة القرية بل اشد . فكان ابن العم يؤثره على نفسه في كل شيء ، حتى اعتاد في الأركاب ان يفسح له المجال ، ليركب جنب السائق ، في حين يأخذ هو مكانه في مؤخرة الباص ، في كل مرة يروحان فيها الى ثانوية المدينة ، او يؤوبان منها الى القرية في عطلة نهاية الاسبوع . شاءت الاقدار ان يجتمعا معاً في نفس مؤسسة العمل في حياتهما الوظيفية ، فاستمرا يتواصلان عن قرب ، ويستذكران الماضي الذي عاشوه بصوره الحالمة ، بعاطفة جياشة كلما التقيا . وما ان بلغا من العمر عتيا ، حتى ألمّت بابن العم امراض نغصت عليه حياته ، بعد ان استعصى على العلاج منها ما ليس بوسع الطب ان يداويه ، فترك امرها الى الله ، بانتظار معجزة لن تحصل . انها اذن قصة صيرورة حياة اذنت باختتام ، بعد ان تيقن ابن العم ، ان موعد السفر قد حان ، وان عليه ان يستسلم لقدره المحتوم ، فيستعد للرحيل . راقت لي فنقلتها لكم |
عش ما عشت فأنت ملاقي الموت لا محاله شكراً لما قدمته لنا اخي الفاضل عبر هذه القصة تحياتي لك ولجهودك الافته.. |
وفاء عبدالعزيز : ممتن من تعلـــــــــــيقكم أختي الفاضلة ..
|
احسنتم
بارك الله فيكم تحياتي يوحنا المحمدي |
احسنتم
بارك الله فيكم تحياتي يوحنا المحمدي |
يوحنا توماس
أهلاً وسهلاً بك .. |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 04:47 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025