|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 22479
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 1,407
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
سيدكم عبدالله بن عمر تلميذ اليهود والزاملتين !!!!!
بتاريخ : 23-10-2008 الساعة : 04:49 PM
سيدكم عبدالله بن عمر تلميذ اليهود والزاملتين
ان عبد الله بن عمرو مصدر آخر من مصادر السلف ممن تتلمذ أيضاً على يد كعب، وحصل على ما لم يحصل عليه غيره، ونعني بذلك الزاملتين (1) , من كتب اليهود، اللتين عثر عليهما في معركة اليرموك، وقد كانتا معه يحدّث المسلمين منهما.
قال ابن كثير في (البداية والنهاية): ((وقد كان له ـ أي عبد الله بن عمرو ـ اطلاع على ذلك من جهة زاملتين كان أصابهما يوم اليرموك، فكان يحدّث منهما عن أهل الكتاب، وعن كعب الأحبار))(2) , وقد أوقع كعب عبد الله بن عمرو بن العاص في فخه كما أوقع أبا هريرة من قبل، وبالطريقة ذاتها، إذ قال له يوماً: ((أنت أفقه العرب))، وهذه السياسية أي سياسة (النفخ) طريقة معلومة يتّبعها اليهود للإيقاع بضحاياهم والوصول من خلالها إلى مآربهم، وقد تقدم عنه كعب أنه قال لأبي هريرة: ((ما رأيت أحداً لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة))(3) , ومع العلم أنّ أبا هريرة لم يكن حتى يقرأ أو يكتب، فهو يجهل قراءة لغته العربية فضلاً عن اللغة التي كتبت التوراة بها، وكل ماعنده من علم بالتوراة لم يكن له من طريق إليه سوى أهل الكتاب أنفسهم، وهو بل ومن خلال اُستاذه كعب بالذات، فكيف صار أبو هريرة أعلم بالتوراة منه؟!!
والقول الّذي ذكرناه لكعب في حق عبد الله بن عمرو بن العاص رواه سعد في (الطبقات) وغيره عن عبد الرحمن بن السلماني، قال: ((التقى كعب الأحبار وعبد الله بن عمرو فقال كعب: أتطير. قال: نعم. قال: فما تقول. قال: أقل اللّهمّ لا طير إلاّ طيرك ولا خير إلاّ خيرك ولا ربّ غيرك ولا حول ولا قوّة إلاّ بك. فقال: أنت أفقه العرب، إنّها لمكتوبة في التوراة كما قلت!))(4) . وقد اعترف ابن كثير بأخذ علماء (الخلف) عن هذا (السلف) أي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أقوال أهل الكتاب من دون تمحيص ولا تدقيق بناءاً على (حسن الظن)، الأمر الّذي يعني وجود أمور دخيلة كثيرة في هذا (الفكر السلفي)، الأمر الذي ينبغي على هؤلاء (السلفية) تمحيصه وتنظيف بيتهم الداخلي قبل الهجوم أو التهجم على الآخرين!!
قال ابن كثير في (البداية والنهاية) عن سعة اطلاع عبد الله بن عمرو بن العاص بعلوم أهل الكتاب وأخذه بها، وأخذ (السلف) عن هذا (السلف): ((فكان يقولها بما فيها من غير نقد، وربما أحسن بعض السلف بها الظن فنقلها عنه مسلّمة، وفي ذلك من المخالفة لبعض ما بأيدينا من الحقّ جملة كثيرة، لكن لا يتفطن لها كثير من الناس))(5) . وإذا نظرنا إلى تصريح (راوية الإسلام) أبو هريرة في حقّ عبد الله بن عمرو بن العاص بأنّه أكثر حديثاً منه، لأنّه كان يكتب وهو لا يكتب، ممّا يعني أن (الأخذ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص يكون أكثر! وعبد الله بن عمر وقد علمنا (مصادره)، فتدبّر وتبصّر!!
روى البخاري في صحيحه عن وهب بن منبه عن أخيه قال: ((سمعت أبا هريرة يقول ما من أصحاب النبيّ0 أحد أكثر حديثاً عنه منّي إلاّ ما كان من عبد الله بن عمرو فإنّه كان يكتب ولا أكتب))(6) .نقول: فهذان مصدران مهمان من مصادر (الفكر السلفي) قدّمناهما للقارئ الكريم: أبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص.. وقد كانا تلميذين مميزين للحبر اليهودي كعب، وهما ـ بالاضافة إلى الأخذ عن كعب ـ كانا قد تأثراً بكلام أهل الكتاب بشكل عام، ونقلوا ما أخذوه عنهم وحدّثوا به المسلمين من غير تمحيص أو تنقيح، فاختلطت الأمور على الراوي والآخذ عنه معاً كما صرّح بذلك محدّثوا أهل السنّة أنفسهم، إذ لم يعرف الصحيح من السقيم فيما يأخذه الراوي وفيما ينقله الآخذ عنه .
والحمد لله رب العالمين على نعمة الموالاة لامير المؤمنين علي بن ابي طالب امام المتقين عليه السلام .
يا اخوان الظاهر الخلفاء وابنائهم ومن حذا حذوهم كلهم من يهود ويهود منهم ....
(1) جاء في (لسان العرب) 311:11 : ((الزاملة: البعير الّذي يحمل عليه الطعام والمتاع كأنها فاعلة من الزمل الحمل)). والمراد أنّه عثر على حمل بعيرين من كتب اليهود.
(2) البداية والنهاية: 6/ 69.
(3) تذكرة الحفاظ: 1/ 36، الإصابة: 7/ 358، تاريخ مدينة دمشق: 67/ 343.
(4) الطبقات الكبرى: 4/ 268، تاريخ مدينة دمشق: 31/ 264، مصنف بن أبي شيبة 6: 227، 88:7، التمهيد لأبن عبد البر 202:24.
(5) انظر: البداية والنهاية: 6/ 69.
(6) صحيح البخاري: 1/ 36.
|
التعديل الأخير تم بواسطة الجندي ; 23-10-2008 الساعة 04:55 PM.
|
|
|
|
|