بسمه تعالى
سبق و بيّنا أن بن تيمية يقول بقول النواصب بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ربي و سلامه عليه قد قاتل على الرئاسة لكي يطاع فحكم على نفسه بن تيمية بأنه ناصبي ..
و الآن سوف نقلب على بن تيمية الطاولة و نرد كلامه الطاعن بأمير المؤمنين عليه السلام ليكون حجة عليه و على أتباعه كما سنبين مدى جهل بن تيمية حتى بأحاديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم..
يقول بن تيمية طاعناً بأمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قاتل على الرئاسة و لكي يطاع و من يقاتل لكي يطاع هو كفرعون ...
منهاج السنة - بن تيمية - الجزء 6 الصفحة 117
(( ..والمقصود هنا أن ما يعتذر به عن علي فيما أنكر عليه يعتذر بأقوى منه عن عثمان فإن عليا قاتل على الولاية وقتل بسبب ذلك خلق كثير عظيم ولم يحصل في ولايته لا قتال للكفار ولا فتح لبلادهم ولا كان المسلمون في زيادة خير وقد ولى من أقاربه من ولاه فولاية الأقارب مشتركة ونواب عثمان كانوا أطوع من نواب على وأبعد عن
الشر وأما الأموال التي تأول فيها عثمان فكما تأول على في الدماء وأمر الدماء أخطر وأعظم ..))
منهاج السنة - بن تيمية - الجزء 4 الصفحة 292
(( .. ثم يقال لهؤلاء الرافضة لو قالت لكم النواصب علي قد استحل دماء المسلمين وقاتلهم بغير أمر الله ورسوله على رياسته وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وقال
ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فيكون علي كافرا لذلك لم تكن حجتكم أقوى من حجتهم لأن الأحاديث التي احتجوا بها صحيحة وأيضا فيقولون قتل النفوس فساد فمن قتل النفوس على طاعته كان مريدا للعلو في الأرض والفساد وهذا حال فرعون والله تعالى يقول تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين فمن أراد العلو في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الاخرة وليس هذا كقتال الصديق للمرتدين ولمانعي الزكاة فإن الصديق إنما قاتلهم على طاعة الله ورسوله لا على طاعته، فإن الزكاة فرض عليهم فقاتلهم عللا الإقرار بها وعلى أدائها. بخلاف من قاتل ليطاع هو.
ولهذا قال للإمام أحمد وأبو حنيفة وغيرهما من قال أنا أؤدي الزكاة ولا أعطيها للإمام لم يكن للإمام أن يقاتله وهذا فيه نزاع بين الفقهاء فمن يجوز القتال على ترك طاعة ولي الأمر جوز قتال هؤلاء وهو قول طائفة من الفقهاء ويحكى هذا عن الشافعي رحمه الله
ومن لم يجوز القتال إلا على ترك طاعة الله ورسوله لا على ترك طاعة شخص معين لم يجوز قتال هؤلاء وفي الجملة فالذين قاتلهم الصديق رضي الله عنه كانوا ممتنعين عن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والإقرار بما جاء به فلهذا كانوا مرتدين بخلاف من أقر بذلك ولكن امتنع عن طاعة شخص معين كمعاوية وأهل الشام فإن هؤلاء كانوا مقرين بجميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وقالوا نحن نقوم بالواجبات من غير دخول في طاعة علي رضي الله عنه لما علينا في ذلك من الضرر فأين هؤلاء من هؤلاء ..)) انتهى
السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية - بن تيمية - الجزء 1 الصفحة 217 ( الشاملة )
(( .. (( يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين إلا بها ............... إلى أن قال ................
فالواجب اتخاذ الإمارة دينا وقربة يتقرب بها إلى الله فإن التقرب إليه فيها بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات وإنما يفسد فيها حال كثير الناس لابتغاء الرياسة أو المال بها وقد روى كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال أو الشرف لدينه ] قال الترمذي حديث حسن صحيح فأخبر أن حرص المرء على المال والرياسة يفسد دينه مثل أو أكثر من إرسال الذئبين الجائعين لزريبة الغنم
وقد أخبر الله تعالى عن الذي يؤتي كتابه بشماله أنه يقول : { ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه }
وغاية مريد الرياسة أن يكون كفرعون وجامع المال أن يكون كقارون وقد بين الله تعالى في كتابه حال فرعون وقارون فقال تعالى : { أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق } وقال تعالى : { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين } ..)) انتهى المراد .
____________________
و أقول :
الإمام علي عليه السلام كان الخليفة واجب الطاعة ( عند الشيعة هو الولي منذ وفاة رسول الله و عند السنة هو الخليفة الرابع ) و في وقت تلك الحروب كحرب الجمل و صفين و غيرها كان هو الخليفة الرسمي عند السنة أي أنه واجب الطاعة .. لنركز على واجب الطاعة ... و لنذهب و نرى رسول الله ماذا يقول عن طاعة أميره :
صحيح مسلم - كتاب الإمارة - نزل يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي
3417 - ص 1466 - 1835 حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا ابن عيينة عن أبي الزناد بهذا الإسناد ولم يذكر ومن يعص الأمير فقد عصاني .
-----------------------
صحيح البخاري - كتاب الأحكام - باب قول الله تعالى و أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
- ص 2611 - بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الأحكام باب قول الله تعالى و أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
6718 حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني .
~~~~~~~~~~~~~~
ماذا قال رسول الله ؟
قال رسول الله : من أطاع أميري فقد أطاعني و من عصى أميري فقد عصاني ..
فإذاً قول بن تيمية أن الامام علي قاتل كي يطاع هو تطبيق لكلام رسول الله فطاعة الولي " الأمير " هي طاعة لرسول الله و ليس كما افتى الكذاب بن تيمية بأنه معصية لرسول الله و أنه كفرعون و أنه كافر كما قال الناصبي الملعون بن تيمية ..
فهذه حجة بن تيمية قلبناها عليه ..
أراد أن يطعن بمن حبه إيمان و بغضه نفاق و كفر فجعله كفرعون و كفّر الامام علي فكذّب رسول الله و لنرى كيف سيخرجه أتباع من هذا المأزق و رسول الله يفرض الطاعة لأميره على الناس و أمير المؤمنين كان أمير رسول الله و وليه عندما قامت تلك الحروب فإذاً يكون قاتلهم لطاعة رسول الله لأن طاعة الامام علي من طاعة رسول الله و بنص صريح من رسول الله ..
و بهذا يرتد كلام بن تيمية ليصبح كارثة على كلاً من :
عائشة
معاوية
طلحة
الزبير
الخ الخ الخ
كل من خرج على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فهو عاصي لرسول الله و بنص الحديث
طبعاً كل ما سبق هو بحسب قول بن تيمية بأن الامام علي قاتل كي يطاع و إلا فإن كلامه هذا لا نعترف فيه كشيعة لكننا نلزمهم بما ألزموا أنفسهم فيه ..
بن تيمية قال : علي قاتل كي يطاع و هو كفرعون
رسول الله قال : من أطاع أميري فقد أطاعني و من عصى أميري فقد عصاني
النتيجة =
قتال علي كان لطاعة لرسول الله
و بهذا نقول :
فَبهتَ بن تيمية ...
الذي كفر ..
مرة أخرى أقول لأتباع هذا الناصبي هنيئاً لكم بهذا الجهبذ الذي كلما قال شيئاً قلب ضده فوراً ..!!!
{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }
~ كربلائية حسينية ~