[عاشق الزهراء]

إن الطائر بجناحيه يطير، وبهما يجلب النفع لنفسه وبهما يدفع الضرر والأذى.
أما الإنسان فإنه بجناح واحد فقط يستطيع أن يحصّل النفع لنفسه ويدفع الضرر عنها ويبلغ المقامات الرفيعة، وهذا الجناح هو الهمّة. فقد قيل: يطير المرء بهمّته كما يطير الطائر بجناحيه.
هذا ما أشار إليه المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الحسيني الشيرازي دام ظله في إرشاداته القيمة التي ألقاها في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة يوم الأربعاء الموافق للرابع من شهر ربيع الأول 1429 للهجرة بجمع من مسؤولي وأعضاء (هيئة مجمع النور) وجمع من الشباب النشطاء في المجال الديني والثقافي من مدينة كاشان الإيرانية.
وقال سماحته أيضاً: نقلوا عن أحد المراجع الأعلام رضوان الله تعالى عليهم في مدينة النجف الأشرف أنه عندما كان يرجع من درسه بحث الخارج إلى البيت كان يمرّ في طريقه من صحن المرقد الطاهر لمولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وفي إحدى الأيام وعندما دخل الصحن الشريف وقف هنيئة وأشار بيده إلى رجل كان يمتهن سقاية الماء وقال لمن كان معه:
كان هذا زميلي في الدراسة، وكان مستوى استيعابه وفهمه للدرس أكثر منّي، لكنه لم يهتم للدرس وترك الدراسة، فصار كما ترونه الآن ساقياً للماء.
وخاطب سماحته الحاضرين قائلاً: أنتم من موالي ومحبّي أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم ولله الحمد، وقد وفّقكم الله تعالى لأن تكونوا من العاملين في سبيل خدمة أهل البيت سلام الله عليهم، صمموا واعزموا على أن تكونوا أصحاب همم عالية في أن تبذلوا قصارى جهدكم وقدراتكم وطاقاتكم وما لديكم من إمكانات في تثقيف الشباب بثقافة أهل البيت، والعمل على تهيئة الأجواء الصالحة لهم. وأبسط شيء في ذلك هو أن تعقدوا لهم جلسات يومية أو اسبوعية وتعلّموهم أصول الإسلام وآدابه وأحكامه وأخلاقه.
وأكّد دام ظله: كل واحد منكم يمكنه أن يربّي عشرات بل مئات الملايين من الشباب ويثقّفهم بثقافة وتعاليم آل البيت الأطهار صلوات الله عليهم وذلك بالهمّة العالية. فصموا على أن تكونوا أصحاب همم عالية، حتى تكونوا بعد أربعين أو خمسين سنة راضين عن ماضيكم وعما أفنيتم من عمركم.