الدخان الكوني والقرآن
يدعي بعض المستشرقين أن القرآن مليء بالتعابير العلمية الخاطئة ويقولون:
إن القرآن قد أخطأ في كلمة (دخان)!!
وحجّتهم في ذلك أن التعريف العلمي للدخان لا يتطابق مع الحالة السائدة في بداية
الكون، حيث كان الكون وقتها يتألف من عنصرين هما
غاز الهيدروجين وغاز الهليوم.
وأن كلمة (دخان) الواردة في قوله تعالى:
﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَدُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا
طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11]،
غير دقيقة من الناحية العلمية، وبالتالي هذا يثبت أن القرآن لا يمكن أن يكون
صادراً من عند الله تعالى لأن الله لا يخطئ!
ونجدهم يقولون:
إن كلمة (غاز) هي الأنسب من الناحية العلمية من كلمة (دخان).
وتذكرتُ الانتقادات التي يوجّهها أعداء الإعجاز العلمي لهذه الآية، بل ويشككون في مصداقيتها ويقولون:
إن محمداً صلى الله عليه وسلم هو من كتب هذه الآية وأخطأ في وصفه للكون المبكر بكلمة (دخان)!
غاز أم غبار أم دخان؟
لقد اكتشف العلماء أن الكون في مراحله الأولى امتلأ بالغاز gas،
وخصوصاً غاز الهيدروجين وغاز الهيليوم، ولكنهم اكتشفوا بعد ذلك غباراً كونياً
Cosmic dust
ينتشر بين النجوم، ويقولون إنه من مخلفات الإنفجارات النجمية.
ولكن الغاز يختلف عن الغبار ويختلف طبعاً عن الدخان.
فكيف يمكن التوفيق بين العلم والقرآن، ونحن طبعاً نرفض أن نحمّل الآية ما لا
تحتمله من المعاني والدلالات، لكي لا تكون وسيلة للطعن في هذا الدين.
وبدأتُ جولة في عالم المكتشفات الكونية وكانت المفاجأة في تصريح لأحد علماء
الغرب يعترف فيه أن ما كشفوه من غبار كوني لا يمتُّ بصلة للغبار الذي نعرفه ولا
يشبهه أبداً، وأن هذا الغبار أشبه ما يكون
بدخان السيجارة!!!
فهذا هو الدكتور دوغلاس بيرس يقول بالحرف الواحد:
"الغبار الكوني- والذي لايشبه الغبار المنزلي- في الحقيقة يتألف من حبيبات صلبة دقيقة
(وغالباً من الكربون والسيليكون)
تسبح في الفضاء بين النجوم، وحجمها مشابه لحجم دخان السيجارة".
ولذلك وجدتُ بأن العلماء يسمُّون هذا الغبار بالدخان الكوني، بعد أن وجدوا أنه لا
يشبه الغبار، بمعنى آخر:
التسمية التي أطلقها علماء الفلك خاطئة!
ولو تأملنا الأبحاث الصادرة حديثاً نجد أنها تؤكد على هذه التسمية، بل هنالك من
العلماء من يصرح بأن أفضل وصف لحقيقة الكون المبكر هي كلمة (دخان).
أفضل كلمة لوصف الكون المبكّر هي الدخان
وهذه إحدى المقالات العلمية الحديثة يصرح كاتبها بالحرف الواحد:
"ذرات الغبار الممزوج بالغاز دقيقة، وحجمها يساوي جزء من الميكرون والميكرون هو
جزء من ألف من الميليمتر فقط، ولذلك فإن أفضل وصف لها "دخان".
وسبحانك يا من أحكمت آيات كتابك العظيم! يحتار العلماء في مصطلحاتهم
وتعابيرهم، فتارة يقولون عن الكون البدائي "غاز" ثم تتطور معرفتهم بالكون فيقولون
"غبار" ثم بعد ذلك يتضح لهم أن الغبار لا يشبه الغبار الذي نعرفه،
ويدركون بعد سنوات طويلة بأن الكلمة الأفضل لوصف حالة الكون في مراحله الأولى هي "دخان"
أي
Smoke
بينما كتاب الله تعالى أعطانا الكلمة الأنسب منذ 1400 سنة ولم تتغير!
منقول.
نسالكم الدعاء.