يُحكى أن شخصاً مُحباً للمال ، جمع على مدى حياته مالاً وفيراً ، ولأنه كان خائفاً من ضياعه فقد باع كل ما كان يملك ، واشترى به قلادة ذهبية ، ثم توجه لصحراء ودفنها بعد أن وضع علامة ليتعرف عن مكان دفنها ، فكان في كل يوم يذهب لمكان دفن الكنز لينظر له ويستمتع برُؤيته ، وداوم على هذه العادة فترة غير قصيرة من الزمن ، ولكن في يوم بعد أن حفر في المكان المعتاد لم يجد كنزه الغالي فبدأ ينوح ويبكي ويرثي عُمره الضائع في جمع هذا الكنز ، وبينما هو على هذه الحالة إذا برجلٍ كبير في السن يسأله عن حاله ، قص علـيه صديقنا قصته وهو يتنهد فنظر إليه الحكيم مستغرباً وقال بما أنك لا تستفيد شيئاً من هذا الكنز ؛ فأي شيء تضعُه في مكانه حتى ولو كان حجراً يَفي بالغرض وكل ما علـيك فعله أن تتخيل أن هذا الحجر هو كنزك المدفون .
همسة :
لا تدع ما تملكُه يملكُكَ ، حكمة قديمة مُتجددة ، وتعني أن تستمتع بما تملك إن لم تجمع المال للاستمتاع به والأستفادة منه ، وتسعد بصرفه في المكان الصحيح ، فلا غاية من جمعه بل التعب في جمعه حماقة ، لأن هناك الأهم منه وهو البحث عن السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة ، وبأختصار
صدقت اخي اعرف امرأه قضت حياتها تجمع المال وحرمت نفسها من ابسط الاشياء وحرمت بنتها حتى من ارخص ما تشتهي كانت تخاف عليها من الزمن وتظن ان المال هو من سيحميها من أخطاره وذات يوم اصيبت المرأة بالسرطان وانفقت كل ما تملك وما قضت السنين في جمعه على ذألك المرض وماتت ولم تترك لابنتها فلسا واحدا يعينها هي نسيت ان المعين هو الله وهو الكفيل بعبدة وليس المال.