بات غذاء الأطفال أشد توازناً اليوم مما كان عليه منذ عشر سنوات. مع ذلك، يحتاج هذا المجال إلى المزيد من الأبحاث والدراسات التي تدعم آخر التطورات في عالم التغذية.
تبدلت عادات الأطفال الغذائية منذ العام 1997 وأصبحت الأمهات تولي أهمية أكبر إلى نصائح الأطباء، فارتفعت نسبة الأطفال الذين يتناولون حليب العمر الثاني إلى 75% بعدما كانت لا تتجاوز 61%. كذلك ارتفعت، في العام 1997 ، نسبة الأطفال الذين يتناولون حليب النمو بعد العام الأول إلى 52% بالمئة بعدما كانت 21% منذ عشر سنوات، علماً ان هذا النوع من الحليب يحارب النقص في الحديد ويمد الجسم بأحماض أمينية أساسية ويخفف من فائض البروتينات في الجسم.
أما بلوغ مرحلة التنويع الغذائي فبات يستغرق وقتاً أكبر. أصبحت نسبة الأطفال الذين يتعرفون إلى الفاكهة والخضار لدى بلوغهم الشهر الخامس لا تتجاوز اليوم 78% فيما كانت هذه النسبة 95% في العام 1997. استغرقت المرحلة الأولى لتأخير التنويع الغذائي 16 عاماً، فبين 1981 و 1997 كان يتم إدخال نوع آخر إلى غذاء الرضع منذ الشهر الثالث، ما جعل أطباء الأطفال يوصون بتنويع غذائي وفقاً لقواعد محددة نظراً إلى أن البدء به باكراً يمكن أن يكون عامل خطر ويتسبب بأنواع من الحساسية وباضطرابات في الهضم ويزيد كمية البروتين والصوديوم والزيوت في الجسم ويؤدي إلى النقص في الحديد.
يتناولون مأكولات غنية بالدهون
لا زالت الحاجة ماسة إلى إجراء المزيد من الدراسات في هذا المجال، فعدد الأمهات اللواتي يخترن لأطفالهن حليباً غير الذي وصفه الطبيب لا يستهان به، علماً أن التركيبات المطروحة في الأسواق لا تحمل المواصفات نفسها ويؤكد الإختصاصيون أن الرضيع يحتاج إلى 3 أو 4 أيام للاعتياد على نوع جديد من الحليب، لذلك يمكن أن يتسبب التغيير المستمر أحياناً باضطرابات في الهضم. ما زال استهلاك حليب البقر كثير الانتشار لدى الأطفال ابتداءً من الشهر 19 فيما ينصح الأطباء بعدم استهلاكه قبل سن الثالثة.
في الواقع إن ثلث الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 شهراً يستهلكون اللحوم و80% من الذين بلغوا العامين يتناولون المقالي مع أنها غنية بالدهون وغير مناسبة لهم ولا تسد حاجاتهم، فالطفل ليس راشداً وتنحصر حاجاته من ناحيتي الكمية والنوعية، لذلك يتم حالياً في البلدان المتطورة إصدار التشريعات الغذائية الخاصة بالأطفال من الولادة حتى سن الثالثة.
تحسين مواصفات الحليب
ما زال المجال واسعاً لتطوير مواصفات حليب الأطفال والعمل على تقريبه قدر المستطاع من مواصفات حليب الأم. تركز الأبحاث في هذا المجال على إدخال الزيوت المركبة (تريغليسيريد) التي تسمح بتثبيت الكالسيوم وتجنب الامساك وعلى تقديم الحل المناسب للأطفال الذين يعانون من الحساسية. كذلك يجب الاستمرار في الأبحاث الخاصة بجراثيم البيفيدوس المفيدة والعثور على أنواع أكثر مساهمة في حماية الجهاز الهضمي للرضع.
في البلدان الأوروبية يتوقع قريباً صدور تنظيم جديد خاص بحليب الأطفال يوصي باستهلاك حليب العمر الأول (أو حليب الرضع) حتى الشهر السادس مما يستوجب إعادة النظر في تركيبته وفي نسبة البروتين الذي تحتوي عليه، من هنا لابد من أن يؤدي هذا التغيير إلى تأخير البدء بالتنويع الغذائي.
من الضروري أن يذكّر أطباء الأطفال الأمهات بأهمية الاستمرار في تأمين حليب النمو لأطفالهن حتى سن الثالثة مع أن بعض الأشخاص يتذمرون من سعره المرتفع الذي يعود إلى احتوائه على كمية أكبر من المواد الأولية -70%-
ما الجديد في الرضاعات؟
* مجموعة مطوّرة ومصحّحة: تحترم القاعدة الغذائية التي تعتمد عليها مجموعة Guigoz وظائف الجسم لدى الرضيع وتحتوي على نسبة مناسبة من البروتين (1.8 غرامات/ 100 ملليتر) والسكريات الخاصة والحديد والأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات وتتضمن منتجات متعددة موجهة إلى الأطفال الذين يعانون من التجشؤ ومشاكل هضمية متكررة.
الجديد: نصائح بسيطة تجدها الأمهات على العبوة.
* حليب مضاد للانتفاخات: يعاني 40% من الأطفال من المغص بسبب عدم اكتمال جهازهم الهضمي، إلا أن حليب Modilac Digest 2 المدعّم بالبيفيدوس (الضروري لنمو نبات معوي يؤمن الحماية) يحتوي على نسبة ضئيلة من اللاكتوز (سكر الحليب) ما يحد من التخمر وعلى الكمية اللازمة من البروتين.
* حبوب مضادة للحساسية: إنها الأولى من نوعها في السوق، أخضعت إلى علاج خاص (تحليل بماء خميري وعلاج حراري) يحد من خطر الاصابة بالحساسية، من مزاياها الأخرى أنها خالية من الغلوتين والسكروز وغنية بالفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية. أنزلت أخيراً إلى الأسواق ويمكن إضافة الماء إليها.
* حليب معطّر: يبتعد بعض الأطفال عن رضّاعات الحليب في مرحلة البدء بالتنويع الغذائي. إليك هذه الفكرة: جربي Lemiel 2 بطعم العسل الذي سينال اعجاب الذواقة من الصغار.
18 شهراً -3 سنوات: أطباق أشد توازناً
تتزاحم الشركات التجارية على تقديم الأفضل تلبية لحاجات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهراً و 3 سنوات وهي مرحلة جوهرية بالنسبة إلى الأختصاصيين الغذائيين الذين يؤكدون أن الطفل يجتاز مرحلة نمو قصوى في هذا العمر، إذ لم تكتمل فيه الكليتان بعد ولا الجهاز الهضمي، كذلك يتغيّر سلوكه الغذائي بصورة جذرية في هذه المرحلة التي يبدأ فيها بالتعبير عن الرفض، فيصبح سيد خياراته الغذائية، مع العلم أن الذوق يتثبت نهائياً بين السنتين والثلاث سنوات وإذا بقيت هذه الخيارات محدودة خلال هذه الفترة ستبقى كذلك حتى بلوغه سن الرشد. لا شك في أن الأمهات يدركن تماماً أهمية تأمين غذاء خاص لأطفالهن لكنهن يعانين من الإرهاق في العمل وتكون النتيجة أن 9% من المأكولات التي يتناولها الأطفال بين 18 شهراً و3 سنوات من تحضير المنزل و7% من المأكولات المخصصة للأطفال، أما ما تبقى من نسبة (84%) فهي مخصصة للمواد الغذائية الشائعة بين الراشدين مثل الطبخ،الحساء، مواد معلبة، أطباق محضرة في المنزل وغالباً ما تكون غنية بالسكر والملح وتحتوي على كمية كبيرة من الأحماض الدهنية المشبعة بالإضافة إلى أن الحصص تكون غير متوازنة في معظم الأحيان ما يؤدي إلى استهلاك فائق للوحدات الحرارية.
من المتوقع أن يطاول التطور شريحة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهراً و3 سنوات ويهدف إلى تقديم مجموعة من منتجات مطهوة بشكل أفضل ومتطورة وكفيلة بايقاظ حاسة الذوق لدى الأطفال وتعريفهم إلى غذاء الراشدين بطريقة أسهل وتقديم الحلول إلى الأمهات لا سيما أن الأبحاث الحديثة تؤكد أن تأثير الغذاء في السنوات الأولى يمتد إلى سن الرشد لا سيما في مجال أمراض السكري والضغط.
قائمة طعام طفلك
* الوجبات البسيطة التي ينصح بتحضيرها: مكونة من لحم وخضار أو سمك وخضار ونشويات. يتوجب على الأم تحضير طعام طفلها بنفسها، نقدم لها في هذا المجال 4 وصفات باللحم (شريحة رقيقة من لحم البقر وصلصة جزر، كرات صغيرة من لحم البقر مع صلصة طماطم، دجاج وفطر بالكريما، مغمسة الخضار)، وصفة بالسمك (السلمون ومرق الطماطم)، ثلاثة بالخضار (مزيج من الكوسا والباذنجان بالرز، خضار مطبوخةَ، جزر مفروم)، طبقين من النشويات (الباستا بالخضار، بطاطا بالكريما). من المستحضرات الجديدة في السوق( Les petits grands de Blédina ).
* الحلوى: القليل من الكريم كاراميل بعد عمر الستة أشهر، يحتوي كل كأس صغير منها على 94 ملليتراً من حليب الأطفال و100 ملغرام من الكالسيوم بالاضافة إلى أنها لذيذة الطعم بالطبع (P’tit Gourmand Caramel, Nestlé).
* للأكبر سناً بين 8و10 أشهر ينصح بنوعين من الكريما: الأولى بطعم الفانيليا والثانية بالشوكولا، يتميزان باحتوائهما على نسبة من السكر أقل 40% من السكر الموجود في الأنواع الأخرى من الكريما غير المخصصة للأطفال وهي خالية من الأصباغ والمواد الحافظة.( Blédi’Délices من Blédina).
* يجب أن يؤمن حليب النمو المزايا نفسها التي يؤمنها حليب الأم.
* يجب ايقاظ حاسة الطعم لدى الأطفال لتأمين انتقالهم السليم من غذاء الطفولة إلى غذاء الرشد.