عن امير المؤمنين عليه السلام
عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
ان الله عز وجل قال في ليلة الاعراج:
يا أحمد هل تدري أي عيش اهنى وأي حياة أبقى ؟
قال: اللهم لا. قال:
اما العيش الهنئ هو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري
ولا ينسى نعمتي عني
ولا يجهل حقي
يطلب رضاي ليله ونهاره.
واما الحياة الباقية فهي التي يعمل صاحبها لنفسه حتى تهون عليه وتصغر في عينيه،
وتعظم الآخرة عنده،
ويؤثر هواي على هواه،
ويبتغي مرضاتي،
ويعظم حق عظمتي،
ويذكر علمي به،
ويراقبني بالليل والنهار عند كل معصية،
وينقي قلبه عن كل ما أكره،
ويبغض الشيطان ووسواسه،
ولا يجعل لابليس علىقلبه سلطانا وسبيلا،
فإذا فعل ذلك اسكنت فيه حبا حتى اجعل قلبه لي
وفراغه واشتغاله وهمه وحديثه من النعمة التي انعمت بها على أهل محبتي من خلقي،
وأفتح عين قلبه وسمعه حتى يسمع بقلبه وينظر بقلبه بجلالي وعظمتي،
فأضيق عليه الدنيا وابغض إليه ما فيها من اللذات،
فاحذره من الدنيا وما فيها كما يحذر الراعي غنمه من مراتع الهلكة،
فإذا كان هكذا يفر من الناس فرارا وينقل من دار الفناء الى دار البقاء
ومن دار الشيطان الى دار الرحمن.
يا أحمد ولا زيننه بالهيبة والعظمة،
فهذا هو العيش الهنئ والحياة الباقية.
نسالكم الدعاء