|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 65708
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 42
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الأصولي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 12-05-2011 الساعة : 12:25 AM
لملأ
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأصولي
[ مشاهدة المشاركة ]
|
يشيع المخالفون أن لأبي بكر دور حقيقي في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وله فضائل وأيادٍ في نصرة الإسلام ، إلى درجة أنهم يقولون أن أبا بكر كان سيّدًا ووجيهًا في مكة في فترة الجاهلية! ، وأنه استغل سيادته ووجاهته من أجل هذا المضمار، وأنه كان ثريًا جدًا وبسبب ثراءه قد أعطى كل ما يملك لرسول الله وللإسلام! ، وكان بماله يشتري العبيد الذين يسلمون حتى يعتقهم لكي يتخلصوا من العذاب! ، وكان له دور في فض النزاعات بين الرسول الأعظم وبين المشركين، وكان يحمي نبي الإسلام ويذهب إلى زعماء المشركين ويحضهم على اللطف برسول الله! ، ووصل بهم الحال إلى تصوير شخصية أبي بكر بأنها شخصية عظيمة وذات مقام رفيع في مكة فزعموا أن الرسول الأعظم عندما أعلن الإسلام لأول مرة وأشهر نبوته كان أبو بكر في خارج مكة في تجارة معيّنة فلم يتعرّض المشركون إلى رسول الله بأذى لأنهم كانوا في انتظار "أبي بكر" ويتصورون أن أبا بكر حينما يرجع سينصفهم بالذهاب لهذا النبي ومحاولة إقناعه للعدول إلى دين الآباء والأجداد وكأنه كبير القوم الذي يريدون أن يشكوا إليه الحال!
نركز في بحثنا هنا في مسألتين:
المسألة الأولى: هل كان أبو بكر حقاً ذا مقام عظيم في مكة في فترة الجاهلية؟!
المسألة الثانية: هل كان أبو بكر ثرياً حقاً ويملك الكثير من المال؟!
الجواب1: بل العكس، كما تفصح كتب التاريخ، كان أبو بكر من أذل بيت في مكة ومن أراذل القوم في المجتمع الجاهلي الذي كانوا عليته بنو هاشم وكذلك بنو أمية الذين رغم انحرافهم كانوا سادة في المجتمع الجاهلي في مكة.
الشواهد:
1- عندما بويع أبو بكر بالخلافة – بعد مآمرة السقيفة – نادى أبو سفيان: ما بال هذا الأمر في أقل قريش قلة وأذلها ذلة؟ غلبكم على هذا الأمر أذل أهل بيت في قريش! (مستدرك الحاكم/ج3/ص78 ، مصنف عبد الرزاق/ج5/ص451 ، تاريخ الطبري/ج2/ص944)
2- روى البلاذري: أن أبا سفيان جاء إلى علي عليه السلام – بعد قضية خلافة أبي بكر – فقال: يا علي بايعتم رجلاً من أذل قبيلة في قريش؟ (أنساب الأشراف/ص588)
3- قبيلة أبي بكر بن أبي قحافة التيمي اسمها قبيلة (تيّم) وقد كانت من أراذل القبائل التي ليس لها وزن في قريش إلى درجة أن قال فيها الشاعر عمير بن الأهلب – وهو من أنصار عائشة في حرب الجمل – بعد أن ندم على مشاركته في تلك الواقعة هذا البيت المأثور:
أطعنا بني تيّم بن مرة شقوةً
وهـل تـيّــمٌ إلا أعبـدٌ وإمـاءُ
(تاريخ الطبري/ج3/ص531)
4- كان من المشهور كثرة الاستلحاق بقبيلة تيّم بن مرة حيث كانوا يشترون العبيد الزنوج وخصوصاً من الحبشة ثم يستلحقونهم بأن يجعلونهم من أبنائهم ويكسبونهم أسمائهم، وقد كان أبو بكر نفسه عبدًا زنجياً أسود آدم اللون وابنته أيضا كانت سوداء أدماء اللون، فلم يكن أبو بكر من أصول عربية أصلاً بل كان أسوداً جداً ومشرباً بحمرة هو وابنته وهذا ما ورد في (عيون الأثر/ص449) و(لسان الميزان لابن حجر/ج3/ص124) و (التاريخ الكبير للبخاري/ج4/ص104)
5- تشهد أسماء أخوة أبو بكر واسمه الحقيقي على أن عشيرته وأهله وأبوه كلهم كانوا من الزنوج العبيد حيث كان أبو بكر نفسه اسمه "عتيق" وأخواه كان اسمهما "معتق" و "عتيْق" إشارة إلى العتق حيث كانوا عبيداً فاعتقوهم ، وقد روى ابن حجر عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: سألت عائشة عن اسم أبي بكر فقالت: أولاً عبد الله! فقلت: أن الناس يقولون "عتيق" ، قالت: أن أبا قحافة كان له ثلاثة أولاد فسمى واحداً عتيقاً والثاني معتقاً والثالث عتيْقا. (الإصابة في معرفة الصحابة/ج4/ص146)
الجواب2: بل العكس، فقد كان معدمًا ذليلاً لا مال له كما كان حال عائلته الاقتصادي هابط، وكانت مكانة عائلته وضيعة إلى أبعد الحدود.
الشواهد:
1- روى ابن أبي الحديد عن أبي جعفر الإسكافي قوله في أبي بكر: أن أرباب السيرة ذكروا أنه لم يكن ينفق على أبيه شيئا، وأنه كان أجيراً لابن جدعان على مائدته يطرد عنها الذبان. (شرح نهج البلاغة/ج13/ص274)
هذه هى الرواية كاملة(ص185)] جاء أبو سفيان إلى علي عليه السلام، فقال: وليتم على هذا الأمر أذل بيت في قريش، أما والله لئن شئت لأملأنها على أبى فصيل خيلاً ورجلاً، فقال علىّ عليه السلام: طالما غششت الإسلام وأهله، فما ضررتهم شيئاً، لا حاجة لنا إلى خيلك ورجلك، لولا أنا رأينا أبا بكر لها أهلاً لما تركناه" ["شرح ابن أبي الحديد" ج1 ص130].
2- روي أن أبا قحافة كان في البدء صيّاداً ثم أصبح ينش الذباب وينادي على مائدة ابن جدعان بشبع بطنه وستر عورته. (دلائل الصدق/ج2/ص130)
3- روى ابن عساكر أن أبا طالب عليه السلام عيّر أبا بكر بهذه المهنة عندما طلب أبو طالب من رسول الله صلى الله عليه وآله عنباً كان يأكله رسول الله وكان هذا العنب قد نزل من السماء ومن الجنة إلى الرسول صلى الله عليه وآله وطلب أبو طالب شيئاً من هذا العنب وكان أبو بكر جالساً فقال: قد حرّمها الله على الكافرين! فغضب أبو طالب وقال له: فلأبي قحافة آكل الذبان تدخرها؟ (تاريخ دمشق/ج66/ص327)
4- ورد عن أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» أنه عيّر أبا بكر بأصله عندما بويع أبو بكر وكان أمير المؤمنين عليه السلام موجوداً في المسجد النبوي فخطب موجهاً كلامه لأبي بكر ومن معه من حزب الظالمين قائلاً: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لقد علمتم أني صاحبكم والذي به اُمرتم وأني عالمكم والذي بعلمه نجاتكم، ووصي نبيكم، وخيرة ربكم، ولسان نوركم، والعالم بما يصلحكم، فعن قليلٍ رويداً ينزل بكم ما وُعدتم وما نزل بالأمم قبلكم وسيسألكم الله عز وجل عن أئمتكم، معهم تحشرون وإلى الله عز وجل غداً تصيرون، اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين، ثم خرج من المسجد فمر بصيْرةٍ فيها نحوٌ من ثلاثين شاةً فقال: والله لو أن لي رجالاً ينصحون لله عز وجل ولرسوله بعدد هذه الشياة لأزلت ابن آكلة الذبان عن ملكه. (الكافي/ج8/ص33)
5- كانت مهنة أبي بكر في فترة الجاهلية هي خيّاط، حيث روى التوحيدي صناعة كل من عُلِمت صناعته من قريش في كتابه (بصائر القدماء وسرائر الحكماء) فقال: كان أبو بكر بزازا وكذلك عثمان وطلحة وعبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهم، وكان عمر رضي الله عنه دلالاً يسعى بين البائع والمشتري.
إذن نخلص إلى أن أبا بكر لم يكن له دور أصلاً في نصرة الإسلام، ولم يكن ثرياً حيث أن هذا من جملة أكاذيب القصاصين لأنه من غير المعقول أن ترد هكذا شواهد على حال عائلته ويكون ثرياً، ومن غير المعقول أن يكون قد كسب ثروته من خلال مهنته أو ورثها من والده الذي كانت وظيفته كش الذبان!.
|
راى آل البيت رضوان الله عليهم من كتبكم
عند انثيال [انثيال الناس أي انصبابهم من كل وجه كما ينثال التراب (كما قاله ابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة)] الناس على أبى بكر، وإجفالهم [الإجفال الإسراع] إليه ليبايعوه: فمشيت عند ذلك إلى أبى بكر، فبايعته ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل وزهق وكانت "كلمة الله هي العليا" ولو كره الكافرون، فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر، وسدد، وقارب، واقتصد، فصحبته مناصحاً، وأطعته فيما أطاع الله [ فيه ] جاهداً" ["الغارات" ج1 ص307 تحت عنوان "رسالة علي عليه السلام إلى أصحابه بعد مقتل محمد بن أبي بكر"].
ويذكر في رسالة أخرى أرسلها إلى أهل مصر مع عامله الذي استعمله عليها قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري "بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين، سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو. أما بعد! فإن الله بحسن صنعه وتقديره وتدبيره اختار الإسلام ديناً لنفسه وملائكته ورسله، وبعث به الرسل إلى عباده [ و ] خص من انتخب من خلقه، فكان مما أكرم الله عز وجل به هذه الأمة وخصهم [ به ] من الفضيلة أن بعث محمداً - - [ إليهم ] فعلمهم الكتاب والحكمة والسنة والفرائض، وأدّبهم لكيما يهتدوا، وجمعهم لكيما [ لا ] يتفرقوا، وزكاهم لكيما يتطهروا، فلما قضى من ذلك ما عليه قبضة الله [ إليه فعليه ] صلوات الله وسلامه ورحمته ورضوانه إنه حميد مجيد. ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا امرأين منهم صالحين عملاً بالكتاب وأحسنا السيرة ولم يتعديا السنة ثم توفاهما الله فرحمهاما الله" ["الغارات" ج1 ص210 ومثله باختلاف يسير في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، و"ناسخ التواريخ" ج3 كتاب2 ص241 ط إيران، و"مجمع البحار" للمجلسي].
ويقول أيضاً وهو يذكر خلافة الصديق وسيرته : فاختار المسلمون بعده (أي النبي ) رجلاً منهم، فقارب وسدد بحسب استطاعة على خوف وجد" ["شرح نهج البلاغة" للميثم البحراني ص400].
ولم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي وإماماً لهم ؟ يجيب عليه المرتضى رضي الله عنه وابن عمة الرسول زبير بن العوام رضي الله عنه بقولهما: وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنة، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي" ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332
ومعنى ذلك أن خلافته كانت بإيعاز الرسول عليه السلام.
وعلي بن أبى طالب رضي الله عنه قال هذا القول رداً على أبي سفيان حين حرضه على طلب الخلافة كما ذكر ابن أبى الحديد
"عن أمير المؤمنين عليه السلام لما قيل له: ألا توصي؟ فقال: ما أوصى رسول الله () فأوصي، ولكن إذا أراد الله بالناس خيراً أستجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم" ["الشافي" ص171 ط النجف].
فهذا هو علي بن أبى طالب رضي الله عنه يتمنى لشيعته وأنصاره أن يفوق الله لهم رجلاً خيراً صالحاً كما وفق للأمة الإسلامية المجيدة بعد أن اصطدموا بوفاة النبي برجل خير صالح، أفضل الخلائق بعد نبيه بأبي بكر الصديق رضي الله عنه إمام الهدى
كما رواه السيد مرتضى علم الهدى في كتابه عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: سمعتك تقول في الخطبة آنفا: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن هما؟ قال: حبيباي، وعماك أبو بكر وعمر، وإماما الهدى، وشيخا الإسلام. ورجلا قريش، والمتقدى بهما بعد رسول الله ، من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدى إلى صراط المستقيم" ["تلخيص الشافي" ج2 ص428].
هذا وقد كرر في نفس الكتاب هذا "إن علياً عليه السلام قال في خطبته: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر"، ولم لا يقول هذا وهو الذي روى "أننا كنا مع النبي على جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر، فإنه ليس عليك إلا نبي وصديق وشهيد" ["الاحتجاج" للطبرسي].
تحت آية إن الذين آمنوا ثم كفروا ].
وقد نقلوا من أئمتهم "أبى الله عز وجل أن يتولى قوم قوماً يخالفونهم في أعمالهم معهم يوم القيامة، كلا ورب الكعبة" ["كتاب الروضة من الكافي" للكليني ج8 ص254].
فالمفروض من القوم الذين يدعون موالاة علي وبنيه أن يتبعوه وأولاده في آرائهم ومعتقداتهم في أصحاب النبي ورفقائه، وخاصة في صاحبه في الغار، الذي نقلنا فيه كلام سيد أهل البيت أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه، ورأيه وعقيدته التي نقلوها في كتبهم هم، وبعباراتهم أنفسهم، التي ذكرناها آنفا، وكما نحن ذاكرين آراء بقية أهل البيت فيه إن شاء الله.
آراء آل بيت فى الخليفة الأول سيدناأبو بكر الصديق رضى الله عنه
فهذا ابن عباس يقول وهو يذكر الصديق: رحم الله أبا بكر، كان والله للفقراء رحيماً، وللقرآن تالياً، وعن المنكر ناهياً، وبدينه عارفاً، ومن الله خائفاً، وعن المنهيات زاجراً، وبالمعروف آمراً. وبالليل قائماً، وبالنهار صائماً، فاق أصحابه ورعاً وكفافاً، وسادهم زهداً وعفافاً" ["ناسخ التواريخ" ج5 كتاب2 ص143، 144 ط طهران].
هذا ويقول ابن أمير المؤمنين عليّ ألا وهو الحسن نعم! الحسن بن علي - الإمام المعصوم الثاني عند القوم، والذي أوجب الله اتباعه على القوم حسب زعمهم - يقول في الصديق، وينسبه إلى رسول الله عليه السلام أنه قال: إن أبا بكر مني بمنزلة السمع" ["عيون الأخبار" ج1 ص313، أيضاً "كتاب معاني الأخبار" ص110 ط إيران].
وكان حسن بن علي رضي الله عنهما يؤقر أبا بكر وعمر إلى حد حتى جعل من إحدى الشروط على معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما "إنه يعمل ويحكم في الناس بكتاب، وسنة رسول الله، وسيرة الخلفاء الراشدين ، - وفي النسخة الأخرى - الخلفاء الصالحين" ["منتهى الآمال" ص212 ج2 ط إيران].
وأما الإمام الرابع للقوم علي بن الحسن بن علي، فقد روى عنه أنه جاء إليه نفر من العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم قال لهم: ألا تخبروني أنتم المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً أولئك هم الصادقون ؟ قالوا: لا، قال: فأنتم الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ، اخرجوا عني، فعل الله بكم" ["كشف الغمة" للأربلي ج2 ص78 ط تبريز إيران].
وأما ابن زين العابدين محمد بن على بن الحسين الملقب بالباقر - الإمام الخامس المعصوم عند الشيعة - فسئل عن حلية السيف كما رواه علي بن عيسى الأربلي [الأربلي هو بهاء الدين أبو الحسن علي بن الحسين فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الأربلي، ولد في أوائل القرن السابع من الهجرة ببلدة الأربل قرب الموصل، ومات ببغداد سنة 693، قال عنه القمي: الأربلي من كبار العلماء الإمامية، العالم الفاضل، الشاعر الأديب، المنشى النحرير، المحدث الخبير، الثقة الجليل، أبو الفضائل والمحاسن، والحجة، صاحب "كشف الغمة في معرفة الأئمة"، فرغ من تصنيفه سنة 687.. وله شعر كثير في مدح الأئمة (ع) ذكر جملة منه في "كشف الغمة"، وكتابه كشف الغمة كتاب نفيس، جامع، حسن" (الكنى والألقاب ج2 ص14، 15 ط قم إيران).
وقال الخوانساري: كان من أكابر محدثي الشيعة، وأعاظم علماء المائة السابعة.. واتفق جميع الإمامية على أن علي بن عيسى من عظمائهم، والأوحدي النحرير، من جملة علمائهم، لا يشق غباره، وهو المعتمد المأمون في النقل" (روضات الجنات ج4 ص341، 342)] في كتابه "كشف الغمة":
"عن أبى عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيف؟ فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة، واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة" ["كشف الغمة" ج2 ص147].
ولم يقل هذا إلا لأن جده رسول الله الناطق بالوحي سماه الصديق كما رواه البحراني الشيعي في تفسيره "البرهان" عن علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما كان رسول الله في الغار قال لأبي بكر: كأني أنظر إلى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر، وانظر إلى الأنصار محبتين (مخبتين خ) في أفنيتهم، فقال أبو بكر: وتراهم يا رسول الله؟ قال: نعم! قال: فأرنيهم، فمسح على عينيه فرآهم، فقال له رسول الله أنت الصديق" ["البرهان" ج2 ص125].
ويروي الطبرسي عن الباقر أنه قال: ولست بمنكر فضل أبى بكر، ولست بمنكر فضل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر" ["الاحتجاج" للطبرسي ص230 تحت عنوان "احتجاج أبي جعفر بن علي الثاني في الأنواع الشتى من العلوم الدينية" ط مشهد كربلاء].
ثم ابنه أبو عبد الله جعفر الملقب بالسادس - الإمام المعصوم السادس حسب زعم القوم - سئل عن أبى بكر وعمر كما رواه القاضي نور الله الشوشترى بن شرف .
:– إن رجلاً سأل عن الإمام الصادق عليه السلام، فقال: يا ابن رسول الله! ما تقول في حق أبى بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: إمامان عادلان قاسطان، كانا على حق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة" ["إحقاق الحق" للشوشتري ج1 ص16 ط مصر].
وروى عنه الكليني في الفروع حديثاً طويلاً ذكر فيه "وقال أبو بكر عند موته حيث قيل له: أوصِ، فقال: أوصي بالخمس والخمس كثير، فإن الله تعالى قد رضي بالخمس، فأوصي بالخمس، وقد جعل الله عز وجل له الثلث عند موته، ولو علم أن الثلث خير له أوصى به، ثم من قد علمتم بعده في فضله وزهده سلمان وأبو ذر رضي الله عنهما، فأما سلمان فكان إذا أخذ عطاه رفع منه قوته لسنته حتى يحضر عطاؤه من قابل. فقيل له: يا أبا عبد الله! أنت في زهدك تصنع هذا، وأنت لا تدرى لعلك تموت اليوم أو غداً؟ فكان جوابه أن قال: مالكم لا ترجون لي بقاء كما خفتم على الفناء، أما علمتم يا جهلة أن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما يعتمد عليه، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت، وأما أبو ذر فكانت له نويقات وشويهات يحلبها ويذبح منها إذا اشتهى أهله اللحم، وأنزل به ضيف، أو رأى بأهل الماء الذين هم معه خصاصة، نحر لهم الجزور أو من الشياه على قدر ما يذهب عنهم بقرم اللحم، فيقسمه بينهم، ويأخذ هو كنصيب واحد منهم لا يتفضل عليهم، ومن أزهد من هؤلاء وقد قال فيهم رسول الله ما قال" [كتاب المعيشة "الفروع من الكافي" ج5 ص68].
فأثبت أن منزلة الصديق في الزهد من بين الأمة المنزلة الأولى، وبعده يأتي أبو ذر وسلمان.
وروى عنه الأربلي أنه كان يقول: "لقد ولدنى أبو بكر مرتين" ["كشف الغمة" ج2 ص161].
لأن "أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر وأمها (أي أم فروة) أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر" ["فرق الشيعة" للنوبختي ص78].
ويروي السيد مرتضى في كتابه "الشاف" عن جعفر بن محمد أنه كان يتولاهما، ويأتي القبر فيسلم مع تسليمه على رسول الله " ["كتاب الشافي" ص238، أيضاً "شرح نهج البلاغة" ج4 ص140 ط بيروت].
تحت عنوان "ذكر أخوته" – أي الباقر -]. ويطول الكلام وما أروعه وأجمله، ولكن نحن نختصر الطريق، فنأتي إلى الإمام الأخير الموجود عند القوم وهو حسن بن على الملقب بالحسن العسكري - الإمام الحادي عشر المعصوم - فيقول وهو يسرد واقعة الهجرة أن رسول الله بعد أن سأل علياً رضي الله عنه عن النوم على فراشه قال لأبى بكر رضي الله عنه: أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر تطلب كما أطلب، وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ما أدعيه فتحمل عني أنواع العذاب؟ قال أبو بكر: يا رسول الله! أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل عليّ موت صريح ولا فرح ميخ وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحب إلى من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك، وهل أنا ومالي وولدي إلا فداءك، فقال رسول الله : لا جرم أن اطلع الله على قلبك، ووجد موافقاً لما جرى على لسانك جعلك مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، والروح من البدن" ["تفسير الحسن العسكري" ص164، 165 ط إيران].
لقد آثرت أن يكون الرد من كتبكم أنتم وإلا لو فتحنا كتب المسلمين وكتبنا منهامآثر صديق أمتنا
لملأ منتداكم قبل أن ننتهى
|
|
|
|
|