قصص من أهل بيت النبوه/مناجاة الامام السجاد عند الكعبة
قال طاووس اليماني:
رأيت علي بن الحسين يطوف من العشاء الى السحر ويتعبد، فلما لم ير احدا وعاد ا لحجاج الى منازلهم رمق السماء بطرفه وقال:
الهي غارت نجوم سماواتك وهجعت عيون انامك وابوابك مفتحات للسائلين جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد في عرصات القيامة.
ثم بكى وقال:
وعزتك وجلالك، ما أردت بمعصيتي مخالفتك وما عصيتك اذ عصيتك وانا بك شاك، ولا بنكالك جاهل ولا لعقوبتك متعرض ولكن سولت لي نفسي واعانني على ذلك سترك المرخى عليّ فالآن من يستنقذني من عذابك وبحبل من اعتصم أن قطعت حبلك عني ... ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب .. اما آن لي ان استحي من ربي، ثم بكى وانشأ يقول:
اتيــت باعـمال قبــــاح زريــــة وما في الورى خلق جنى كجنايتـي
ثم بكى وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تعص، وتتودد الى خلقك بحسن الصنيع كأن بك حاجة اليهم فخر الى الارض، وقال فدنوت منه فجعلت رأسه في حضني، ثم سالت دموعي على وجهه الشريف، فاستوى جالساً وقال:
من الذي شغلني عن ذكر ربي؟
قلت: يا بن رسول الله (ص) انا طاووس اليماني ماهذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا ان نفعل مثل هذا ، فنحن العاصون فأبوك الحسين وامك الزهراء وجدك رســول الله (ص).
فالتفت الي وقال:
ــ هيهات يا طاووس ! دع عنك حديث أبي وأمي وجدي فقد خلق الله الجنة لمن اطاعه واحسن ولو كان عبدا حبشياً وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشياً الم تسمع قوله تعالى ]فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون[([39]).