بسمة تعالى
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
التوسل بالإمام المهدي (عج)
اللهم!.. كن لوليك الحجة بن الحسن، صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظا، وقائداً وناصرا، ودليلاً وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعا، وتمتعه فيها طويلا، برحمتك يا ارحم الراحمين.. اللهم!.. صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم، وأهلك أعداء هم، من الأولين والآخرين إلى يوم الدين..
ينبغي علينا عقلاً ونقلاً الالتجاء إلى صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف)، في الشدائد والحوائج والمهمات، فإنه (ع) سلطان الوقت وإمام العصر والوسيلة إلى الله تعالى، فهو وإن كان غائباً فإنه لم ينعزل عن منصب الخلافة والولاية، وهو يعلم بحاجاتنا وأمورنا، وقد قرر (ع) ذلك بنفسه في التوقيع الذي بعثه إلى الشيخ المفيد (قدس سره الشريف) :
(ونحن وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الفاسقين، فإنا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم).
وقد روي في قصة أبي الوفاء الشيرازي أن رسول الله (ص) قال له :
(وأما الحجة فإذا بلغ منك السيف المذبح - وأومأ بيده إلى الحلق - فاستغث به فإنه يغيثك، وهو غياث وكهف لمن استغاث به).
يقول الشيخ المامقاني رحمه الله :
(إن أئمتنا (ع) وإن كانوا جميعاً أحياء عند ربهم مرزوقين ولا فرق بين موتهم وحياتهم ونسبة الرعية إليهم جميعاً نسبة واحدة، إلا أن لكل عصر إماماً، ولكل أوان سلطاناً، فليلزم إخواننا اليوم التمسك بذيل ألطاف الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف، وجعلنا فداه)، والالتجاء إليه في الشدائد والملمات والحوائج والمهمات، لأنه سلطان الوقت، وإمام العصر، وإن كان غائباً فإنه يرانا ولا نراه، أو نراه ولا نعرفه، ويشرق علينا شمس عنايته، ويقضي حاجة من توسل به منا، بنفسي من مغيب ولم يخل منا.
قال المحدث النوري رحمه الله :
في أيام الغيبة بعد الاضطرار والحاجة، وعدم الحصول على ما عينوه (ع) وأقروه، وهو التوسل والاستغاثة به (ع)، لرفع الحيرة وقضاء الحاجة وطلب قضاء حاجته منه (ع)..
والمعرفة والاعتقاد بأنه (ع) عالم قادر على إنجاح مرامه، مع عدم وجود الموانع فيها، بل معرفة أنه (ع) السبب والوسيلة لتحقق كل خير، ورفع ودفع كل شر وبلاء، كما في مضامين كثيرة من الأخبار، والتي أشير بعضها ما روى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن جابر عن رسول الله (ص) أنه ذكر أسماء كل واحد من أسماء الأئمة (ع) إلى أن قال :
(ثم سميَ وكنيَي، حجة الله في أرضه، وبقيته في عباده، ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن قلبه للإيمان..
قال جابر : فقلت له : يا رسول الله!.. فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟..
فقال (ص): أي والذي بعثني بالنبوة!.. أنهم يستضيئون بنوره، وينتفعون في غيبته، كانتفاع الناس بالشمس، وإن تجللها السحاب....)
روى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج توقيعاً خرج عنه (ع) بيد محمد بن عثمان وذكر فيه :
(وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وإني لأمان لأهل الأرض، كما النجوم لأهل السماء....)
وقال الميرزا محمد تقي الأصفهاني رحمه الله : (وإذا عرضت لك حاجة, أو دهتك شديدة، فاعرضها عليه، وتضرع إليه، ليشفع إلى الله تعالى في كشفها عنك، فإنه الوسيلة إلى الله عزوجل، والباب الذي يؤتى منه، وقد قال عزوجل شأنه : (واتوا البيوت من أبوابها).
هذا ويقول أحد العلماء الأجلاء :
قد ألم بي بعض ما مضى من الأعوام أمر مهم شغل قلبي وأطال فكري وسلبني بعض لبي، فرأيت في بعض الليالي في المنام جدي من طرف أمي، وكان من السادة الصلحاء، فرأيته في بستان من أحسن البساتين، على كل ما كان يتمناه في زمان حياته، وهو في أحسن حال وأجمل هيئة، فسلمت عليه وأجابني، ووقع بيننا مكالمات ومنها أني قلت له : ادع الله عزوجل في المهم الفلاني، ليكفنيه ويكشف عني همه.
فقال بالفارسية ما معناه بالعربية : إنا لا ندعو لشيء فوق إمام الزمان، فكلما وقع أمر عرضناه، فإن أذن وأمضي دعونا لإصلاح ذلك الشيء وإلا فلا...
ـــــــ
من كتاب التوسل بالأئمة عليهم السلام ..
تحياتي
ساهر الربيعي
اللهم!.. كن لوليك الحجة بن الحسن، صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظا، وقائداً وناصرا، ودليلاً وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعا، وتمتعه فيها طويلا، برحمتك يا ارحم الراحمين.. اللهم!.. صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم، وأهلك أعداء هم، من الأولين والآخرين إلى يوم الدين..