بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التحية والسلام على الإمام الهمام صاحب العصر والزمان وعلى أباءه الكرام نقول
أن تاريخ المشككين يمتد إلى أول يوم صدع به الرسول بالرسالة الخاتمة إلى يومنا هذا فلو قمنا بدراسة تحليلية لتاريخ الرسالة الإسلامية لوجدنا أنهم يركزون على ثلاث أمور الأول التشكيك بالقرآن الكريم والثاني التشكيك بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والثالث التشكيك بالإسلام الحق المتمثل بأهل البيت عليهم السلام .
هذه ثلاثة محاور قد دأب أصحاب التشكيك عليها يعملون ما بوسعهم من أجل تصديع أحد الأمور الثلاثة وأنى لهم ذلك والحق تعالى يقول { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } [ التوبة / 32 ـ 33 ] .
أن " قصة الصراع بين الحق والباطل والخير والشر قصة قديمة بدأت فصولها مع بداية وجود الإنسان على الأرض، وسوف تتواصل فصولها طالما كان هناك إنسان في هذا الوجود .
وعندما ظهر الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان لم يتوقف سيل الشبهات التي يثيرها المشككون من خصوم هذا الدين تشكيكا في مصادره أو في نبيه أو في مبادئه وتعاليمه. ولا تزال الشبهات القديمة تظهر حتى اليوم في أثواب جديدة يحاول مروجوها أن يضيفوا عليها طابعا علميا زائفا .
ومن المفارقات الغريبة في هذا الصدد أن يكون الاسلام - وهو الدين الذي ختم الله به الرسالات ، وكان آخر حلقة في سلسلة اتصال السماء بالأرض - قد اختص من بين كل الديانات التي عرفها الإنسان سماوية كانت أم أرضية بأكبر قدر من الهجوم وإثارة الشبهات حوله .
ووجه الغرابة في ذلك ، يتمثل في أن الإسلام فـي الوقت الذي جاء فيه ، يعلن للناس الكلمة الأخيرة لدين الله على لم ينكر أيا من أنبياء الله السابقين ولا ما أنزل عليهم من كتب سماوية ، ولم يجبر أحد من أتباع الديانات السماوية السابقة على اعتناق الإسلام .
ولم يقتصر الأمر على عدم الإنكار ، وإنما جعل الإسلام الإيمان بأنبياء الله جميعا وما أنزل عليهم من كتب عنصرا أساسيا من عقيدة كل مسلم بحيث لا تصح هذه العقيدة بدونه .
ومن شأن هذا الموقف المتسامح للإسلام إزاء الديانات السابقة أن يقابل بتسامح مماثل وأن يقلل من عدد المناهضين للإسلام .
ولكن الذي حدث كان على العكس من ذلك تماما فقد وجدنا الإسلام على مدى تاريخه يتعرض لحملات ضارية من كل اتجاه .
وليس هناك في عالم اليوم دين من الأديان يتعرض لمثل ما يتعرض له الإسلام في الإعلام الدولي من ظلم فادح وافتراءات كاذبة .
وهذا يبين لنا أن هناك جهلا فاضحا بالإسلام وسوء فهم لتعاليمه سواء كان ذلك بوعي أو بغير وعي ، وأن هناك خلطا واضحا بين الإسلام كدين وبعض التصرفات الحمقاء التي تصدر من بعض أبناء المسلمين باسم الدين وهو منها براء .
ومواجهة ذلك تكون ببذل جهود علمية مضاعفة من اجل توضيح الصورة الحقيقة للإسلام ونشر ذلك على أوسع نطاق ولم يقتصر علماء المسلمين على مدى تاريخ الإسلام في القيام بواجبهم في الرد على هذه الشبهات كل بطريقته الخاصة وبأسلوبه الذي يعتقد أنه السبيل الأقوام للرد ، وهناك محاولات جادة بذلت في الفترة الأخيرة للدفاع عن الاسلام في مواجهة حملات التشكيك " .
ونحن هنا لا نريد أن نذكر نماذج قالها أصحاب التشكيك حول الأمور الثلاثة لأننا أن دخلنا في هذا الموضوع فلا نستطيع أن نخرج منه إلا بطول المقام ونحن نهدف إلى الاختصار قدر الإمكان ومن باب الإطلاع على بعض الشبهات والرد عليها سوف نذكر لكم أيها الأحبة بعض الكتب فمن أحب أن يطالعها فهي غنية بالمعلومات والردود على
شبهات المشككين :
1. شبهات المشككين تأليف المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر تقديم الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف .
2. شبهات حول القرآن الكريم تأليف السيد رياض الحكيم .
3. الشبهات المزعومة حول القرآن الكريم تأليف الدكتور محمد السعيد جمال الدين .
4. شبهات النصارى حول الإسلام تأليف وليد كمال شكر .
5. شبهات حول الإسلام تأليف محمد قطب .
6. المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام جمع وأعداد علي بن نايف الشحود .
وإذ نذكر هذه الكتب فهذا لا يعني عزيزي القارئ أننا نؤيد كل ما جاء فيها لا نحن لنا رأينا الخاص بنا ولا نوافق بعض الآراء الواردة في بعض الكتب التي ذكرناها لك وأننا على علم بأنك واعي لا تنخدع بكلمات معسولة ودعاوي مبتورة .
فكما أننا نثق في عقلك وأنك لا تسمع ولا تتبع أهواء المشككين فالأمر هنا كذلك فكن على وعي ودراية وفهم حتى لا يأتي من يخرجك عن دينك وطاعة رسولك وأئمتك إلى الاعتقاد بآراء فاسدة لم يقم الدليل على صحتها بل الأمر ثابت على فسادها وعدم صمودها أمام المنهج القويم والعقل السليم .
يا الله عجل لوليك الفرج
والحمد لله رب العالمين
15 رمضان المبارك / 1434 هـ
24 / 7 / 2013 م
صفاء علي حميد