فقال: التي تبعث على الضحك، وأجملها هي التي تستدر دمعة من العين وترسم بسمة على الشفاه.
وقال فولتير: ويل للفلاسفة الذين لا يبسطون بالضحك تجاعيدهم، إن العبوس في نظري مرض عضال.
وترك زرادشت لأتباعه نصيحة تقول: إن إكليل الضحك، هذا الإكليل من الورد، ظفرته أنا على رأسي، وأنا قدست ضحكتي المرحة، إن إكليل الضحك، هذا الإكليل من الورد ألقي به إليكم يا رفاقي، اسمعوني أيها الرجال وتعلموا أن تضحكوا.
ويعترف هنري ميللر الكاتب الأميركي الذي اختار العيش في فرنسا بأنه أصبح أكثر مرحا حين وصل الثمانين من عمره. إن لم تضحك في هذا العمر فمتى تضحك؟
وبأسلوب مرح يخاطبنا العالم مصطفى محمود قائلا: تصوروا حال الواحد منكم حينما يكتشف بحسبة بسيطة أن عدد أوقات نومه تبلغ عشر سنوات، وعدد أوقات جلوسه على مائدة الطعام ليأكل تبلغ أربع سنوات، وأن كمية العرق التي يفرزها الجسم تبلغ 100 صفيحة، وأن الدنيا عمرها أكثر من مليون سنة، وأن كل الناس الذين جاؤوا إلى الدنيا ماتوا بدون استثناء ولم تبق منهم حتى صورهم، وأن هناك مدنا في قاع البحر هي وسكانها لم ولن يعثر لها على أثر، وأن هناك كتبا عظيمة لكتاب عظام دفنت معهم ولم تُقرأ أبدا، وأن القنبلة الذرية من الجائز أن تكون قد اكتشفت من قبل واستعملت ودفنت هي والأجيال التي اخترعتها..
ألا يبدو الواحد منا بهمومه وأحزانه مضحكا بعد هذا الإحصاء المضحك؟ ألا تغرينا هذه النظرة حولنا بأن نضحك؟
إن الإفراط في الجد والجهامة يقصر العمر. ودليل على الغباء وعدم الفهم وسطحية التفكير، فالحياة في أعماقها ليست كلها جد وصرامة.. الحياة فيها جانب أصيل مضحك، فيها ركن ساعة لقلبك. وكمال الشخصية لا يكون إلا حينما يتقن الشخص فن الضحك والابتسام، ويعرف أن هناك وقتا للمزاح. الضحكة الطليقة تصون الوجه من التجاعيد، وتصون العقل من التجاعيد، وتصون الشخصية من الشيخوخة، وتحفظ النشاط لأوقات الجد العصبية، تعلموا من الأطفال واضحكوا.
وروي عن سيد الخلق النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "روحوا عن القلوب ساعة، فإن القلوب إذا كلَّت عميت".