|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 65061
|
الإنتساب : Apr 2011
|
المشاركات : 783
|
بمعدل : 0.16 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
السلام على البطين الانزع
بتاريخ : 17-08-2011 الساعة : 03:51 PM
سلام من الله ورحمة من لدنه وبركات
وانا اتصفح في كتاب لسلسلة من شعراء الغري واذا بي اقف عند شاعر من فطاحلة شعراء الغري وهو (يوسف الحصري ) وهو احد الادباء المشهورين في النجف في القرن الثاني عشر فهو عالم ابي مشهورا بالعفاف والتقوى وهو من ارباب العلم والفتوى وقد مضى شهيد في مسجد الكوفة حيث هجم عليه لصوص فجادلهم حتى قتلوه فدفن عند باب مغسل امير المؤمنين سلام الله عليه المحاذي للمسجد الموصوف بالشرف من رب العالمين ، احله الله فراديس الجنة واسبل عليه شبآبيب الرحمة ،وله من النظم القصائد الحسان ومنها تلك الارجوزة التي نظم فيها قصة امرأة تقية صالحة مكناة بـ(ام محمد اسود المشهدي ) وهي قصة عجيبة ومعجزة من معجزات امير المؤمنين صلوات ربي وسلامه عليه
فـلنقرا معاً ارجوزة (يوسف الحصري ):
من بعد حمد الله والصلاة على النبي سيد السادات
وآله لا سيما العبا والتسعة الغر الكرام النجبا
ان الغري اشرف المساكن لانه من اشرف الاماكن
اذ فيه قبر حيدر الامين وشرف المكان بالمكين
طوبى لمن انفق فيه عمره محتسبا حتى يحل قبره
ومن يطالع فرحة الغري شاهد سر المرتضى علي
ومفخراً لاهل هذا العصر يليق ان انظمه بشعري
عام ثلاث بعدسبعين تلت الفاًمن الهجرة في الحصر علت
قد كان فيه امرأة كبيرة صالحة بدينها بصيرة
قد ابتلاها الله منه (بالزمن) ولم تزل صابرة على المحن
حتى جافاها اعطف الاولاد فضلا عن الجيران والعوّاد
وكلمامن لحمها شيءسقط قالت خذوه واجعلوه في سفط
حتى ملت اسفطة واوصت ان اجعلوالحمي معي في حضرتي
وحين يعيا جنبها من نومها يقلبها من عندها من قومها
ولم تعد سقمها مصابا الا لما فارقت المحرابا
لانها محبة العبادة معروفة بالنسك والزهادة
تطلب عند الله اجر الصبر وتحسن الصبر بطول الشكر
تستضعف المنة من ذي الحنة لاسيما اذ كانت منه منّة
وتشتكي تضجر الجنوب الى الاله كاشف الكروب
فجاءها في شهر جمدى الاول في النوم نسوان ثلاث تنجلى
ذوات هيآت وفعل سنه وكأنهن من نساء الجنة
فقلن كيف الحال قالت بيّن فالموت دونه لدي هيّن
فقلن يا اختاه مهلا فاصبري وبالثواب في المعاد فابشري
قالت نعم والله لولا حاجتي لخدمة الخلق رضيت حالتي
قلن ففي التسع من المبارك نأتي بما نرى به اختبارك
فاصبحت واخبرت اولادها وانتظرت في رجب ميعادها
وهكذا في التسع من شعبان ولم يكن شيئا من الامان
حتى اذا ما رمضان اقبلا وكان يوم ثامن منه خلا
قالت لمن تود هيئوني واطهر الثياب البسوني
فهذه الليلة لي ميعاد عسى يصح لي بها المراد
فانتظرتهن الى ان هجعت بعد انتهاء الورد ثم انتبهت
مظهرةً لمن يراها البشرى مكثرة لمن يراها الشكرا
قالت لقد جاء النساء ثانية وقلن يا اخت ابشري بالعافية
قالت ففي اي دواء دائي يذهب عنه ارتجي شفائي
قلن شِفاكِ عند من تزعزع منه السموات البطين الانزع
فارسلي الصبح الى فلانة واختها قالت بذا مهانة
انهما قد جفتاني في المرض قلن فلا بئس لعل من غرض
انهما من عنصر الاطياب والآن كنا لك في العتاب
عند مقام صاحب الزمان وكانتا للعذر يظهران
ثم افترقنا الان منهما على ان ياتنا غدا اليك المنزلا
فالتمسي الرفقة منهما ومن ثنتين كلا منهما قد ائتمن
لو التمسي من خازن المفتاح في الروضة المبيت للصباح
في الليلة الثاني عشر بها اجعلي مع النساء وعدا لا تعدلي
فالاوليان يظهران العذرا والاخريان ينفذان الامرا
ثم ادخلي للحضرة العلية فعنك فيها تدفع البلية
واجتمعت من حولها نساؤها يسمعن ما تقص من روائها
وارسلت ابناً لها من باكر الى الكليدار محمد طاهر
فقال حباً لك والكرامة لاضعن مؤمنا امامه
فأي وقت شئتموا بها ادخلوا فانني في برئها لا ابخل
فمذ اتتها ليلة الميعاد جاءت مع النساء والاولاد
يحملها شخص من الاقارب من فوق ظهره شبيه الحاطب
فاضجعوها عند باب المسألة وهي بأوراد لها منشغلة
فابتدرت تستلم الشباكا وكل من شاهدها تباكى
حتى اذا ما خفت الزوار ورام ان ينصرف النظار
اراد ان يغلق الابوابا فلاحظ الحرمة والادابا
فجاء للنساء ممن معها مخاطبا بقوله مسمعها
هذا مقام خص بالاملاك بالليل فاجلسن وراء الشباك
فما يحاذي الوجه في الرواق قلن على الرأس مع الآماق
حملها النساء بينهن واغلق الباب بعدهن
اضجعها بالوضع الذي امر ثم مضى عنها جميع من حضر
لم يبق غير الاثنتين معها وكفها تعجز ان ترفعها
والاولتان مضتا من قبلها يحرسن ما قد تركت من حولها
ثم على العادة جاء الصبحا رأى ثلاثا بنتظرون الفتحا
فقال للمعروفتين اخبرا من هذه الثلاثة التي ارى
اجابتاه هذه فلانة ابرأها الله من الزمانة
فقال كيف قالتا له نعم انا تركناها بحال كالعدم
نائمة ثم انصرفنا نطلب جئنا قبيل الفجر نبغي نشرب
وبعد شغلنا بذي الاحوال جئنا اذا المكان منها خالي
فاضطربت قلوبنا وانزعجت لظننا بانها قد خطفت
وقد جرى بالفكر بعد اليأس فما نقول في غد للناس
ثم ندبنا باسمها اجيبي فاننا في مشكل عجيب
فبينما نحن نسترجع اذا بصوتِ فتح بابٍ يُسمع
حتى على الصوت نرى اذابها تمشي ولا شيء من الاذى بها
ولا لفتح الباب قط من خبر ولا على الشباك قط من اثر
قائلة لبيكما اتيت ان تصبرا اقص ما رأيت
لانني مرعوبة لا ادري في يقظة ام في المنام امري
رقدتُ ساعة اذا بالنسوة ينبهنني بالرفق لا بالقسوة
ثنتان يحملانني من عضدي ومنهما الاخرى سعت بين يدي
ولم تحل من بيننا الاقفال مع ان بالعادة ذا محال
حتى انتهين بي الى الضريح اذا النداء منه بالتصريح
طفن بها ثلاثة وانفضنها تبرء بعد برءها اخرجنها
فقمن بالامر كما اشارا اذا النداء نسمعه جهارا
وافتحن مصراعا لباب الفرج فانها برئت فلتخرج
والان قد اخرجني منه الم تسمعن صوت فتحه قلن نعم
فقال لما سمع الخدام لا بعد فيما يصنع الامام
ثم مضت بينهما تمشي على احسن حال قد مضى عنهاالبلا
حتى اتت منزلها واخبرت بامرها وفي الانام اشتهرت
وكل من احب منها يسمع تحكي له من احد لا تمنع
الا من الاجانب الرجال لانها عفيفة الفعال
فالحمد لله على ما انعما ومن محب حيدر نفى العمى
وليس هذا منه بالعجيب لكنه بهذا العصر كالغريب
فخذاليك يابن عم المصطفى من يوسف الحصري نظما قدصفا
نظمته مع اشتغال البال بكثرة الحل مع الترحال
وما عراني من فراقي للنجف من اشتياق وغرام وأسف
واسأل الله رجوع القرب لاكحل العين بذاك الترب
وان ربي عالم اني ما عن بطر فارقت ذلك الحما
فيا امين الله في بلاده حقاً وعين الله في عباده
ونفس احمد وفيه باهى والبيت في مولده تباهى
وبأسمه سرت لنوح الفلك ولسليمان استقر الملك
وكان مع كل نبي سرا ومع خير المرسلين جهرا
تكليمك الجان وميت الرمس ونصر سلمان ورد الشمس
وكم له من معجزات تقصر عن عدها البحار حين تسطر
ثم صلاة الله والسلام عليك ما غردت حمام
انتهت
ارفعوا الصلاة على محمد وآل محمد
ونسألكم الدعاء لابنتي التي ابتلاها الله بالمرض
حفظكم الله وعافاكم وابناءكم بحق امير المؤمنين صلوات ربي عليه
|
|
|
|
|