لقد بدأ الوضع في مدينة النجف الأشرف بالتراجع والتدهور، حيث قام اتباع السيد مقتدى الصدر بالإعتداء والتعرض على المراجع والعلماء واهالي النجف وذلك لأنهم لا يريدون ادخال المدينة المقدسة في متاهات ما يريده مقتدى الصدر ومن خلفه من أزلام النظام السابق والوهابية وغيرهم، فقد كان أتباع مقتدى من بغداد وبعض المحافظات يحضروا الى مدينة النجف ايام الجمعه لصلاة الجمعة مع مقتدى الصدر في الكوفة، وبحجة زيارة الروضة الحيدرية المقدسة، فيقومون بالتجمهر والتجمع أمام براني مقتدى الكائن في بداية شارع الرسول (ص) مقابل باب القبله للصحن الشريف، ويبدأ الهتاف لمقتدى الصدر والحوزة الناطقة – حيث سمى نفسه بالحوزة الناطقة – لنطقها بالخزعبلات والأكاذيب والتفاهات، ويدعو باقي المراجع الأجلاء بالحوزة الصامتة. ومن هتافاتهم (علاوي نايم للظهر و محمد رضا يهفيله) والمقصود هنا سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله) و (إلي ما يقلد مقتدى شيله مرتة تلوك عليه) حيث يقصدون أهالي النجف الرافضين لمقتدى وأفعال مقتدى لمعرفتهم الأكيدة بماهية هذا الشخص وغير ذلك من الهتافات الإستفزازية، كما حدثت محاوله لاغتيال أبناء بعض العلماء وتعرض بعض وكلاء المراجع للضرب والجرح من قبلهم، وقد حدثت حادثة في شارع زين العابدين (ع)، حيث كانت جماعة من أتباع مقتدى الصدر مارة من هناك بإتجاة وسط المدينة، وكالعادة كانت هتافاتهم وعبثهم وإعتدائهم على المحال التجارية، فقامت مجموعة صغيرة من أهالي الشارع بالتصدي لهم وتلقينهم درسا لن ينسوه أبدا، كما وان كثرت تردد المدعو أحمد الكبيسي على مقتدى الصدر، قد أثار الشارع النجفي كثيرا مما حدى بهم لإصدار هذا المنشور والذي انقله نصا في أدناه. المنشور
بسم الله الرحمن الرحيم
الى ابناء النجف الغيارى ... الى ابناء مدينة الثورة
الى كل شيعة العراق الشرفاء
تواترت الأخبار والروايات التي تنص وتخبر عن احداث آخر الزمان التي تستبق ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وتنبئ بظهور الأعور الدجال أيضا قبل ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه، وها نحن اليوم نرى بأم أعيننا هذه الفتن التي زرعها أعداء الدين وأعداء المذهب الشيعي كي ينتقموا من أبناء الطائفة الشيعية التي برزت في الآونة الأخيرة والتي جاء تحرير العراق من أجلها بالدرجة الأولى. وما مجيء المدعو أحمد الكبيسي (أشد أعداء الشيعة والذي ينصب العداء العلني لأهل البيت عليهم السلام) الى النجف الأشرف والتقائه بضالته (مقتدى الصدر) عدة مرات وظهور الفتن بعد ذلك إلا دليلا واضحا على مدى التآمر الذي حاكه هذا الناصبي للشيعة وبث روح الفرقة بينهم.
وقد إلتفت حول هذا الأخير عناصر مشبوهة من أزلام النظام البائد وضباط أمنه وأعضاء حزبه الذين لفوا الخرق البيضاء والسوداء حول رؤوسهم كي يوهموا البسطاء إنهم رجال دين، وما هم إلا شياطين.
إننا في الوقت الذي ندعو به أبناء مدينتنا الشرفاء مدينة أمير المؤمنين علي (ع) كي يكشفوا زيف هؤلاء وكي يبعدونهم عن مدينتنا المقدسة نقول لهؤلاء المتآمرين على مدينتنا مدينة المرجعية الصحيحة لا المزيفة أننا لسنا بحاجة الى جيشكم الذي سميتموه بجيش الإمام المهدي (عج) زورا وبهتانا وتجنيا على الإمام (عج) وهو منه براء، فالإمام ليس بحاجة الى جيش أفراده سراق و لصوص و شذاذ الآفاق وقيادته بيد الأعور الدجال.
كنا نظن أنك ستؤلف جيشا لقتال الفئة الباغية التي قتلت أبيك لا تقرب قتله أبيك وتقاتل من خلصنا من صدام وزمرته، إنك تعيد أمجاد جيش القدس فهنيئا لصدام بك.
إن ابناء علي (ع) بالمرصاد لكم ويستنكرون كل خطب هذا (الصبي) ويعارضون كل ما فيها من تحريض على الإفك والعدوان.
إننا أبناء النجف الأشرف الغيارى ننصح وننذر بأن يكف هذا الدجال الصغير عن إصدار الخطب المشبوهة التي تكتب له في الفلوجة والرمادي وأن يكف ويجمِد كل نشاط له، وإلا فنحن لسنا بحاجة الى صدام آخر، وعلى هذا (الصبي) أن يغادر النجف إلى أي منطقة تأويه وتعالج عقده النفسية.
والله المستعان على القوم الظالمين
كتائب 9 نيسان
النجف الأشرف 26/7/2003
وقد كسرت شوكتهم بعد ما جرى في شارع زين العابدين (ع) وبعد هذا المنشور وتحذيرات أخرى، وقد حاول أتباع مقتدى الإعتداء على أحد العلماء من المشايخ، متهمينه بأنه وراء هذه المنشورات، ولكن ردا قويا وحازما جاء من عشيرة هذا الشيخ الجليل سلم الى مقتدى الصدر فحواه، ان العشيرة الفلانية والتي ينتمي إليها الشيخ الفلاني تحذر مقتدى الصدر بأن إذا حصل أي شيء للشيخ حتى ولو كان حادثا عرضيا فإنهم سوف يبيدوا الصدر وأتباعه في كل مكان، وقد عرف مقتدى الصدر وأتباعه ان تحذيرا مثل هذا، يصدر عن عشيرة مثل هذه العشيرة بأنه تحذير جدي ولا تحمد عقباه فكفوا بعض الشيء.
وقد حركت دعوى قضائية في محكمة النجف ضد مقتدى الصدر والقتله من أتباعه، وبدأ التحقيق في القضية من قبل أحد قضاة التحقيق في المحكمة. فقد قام القاضي بتقصي الحقائق حول ملابسات الجريمة وبدأ بالإستماع الى بعض المجنى عليهم في الجريمة والذين كتب الله سبحانه وتعالى لهم السلامة، حتى يبقوا شهودا أحياء على همجية ووحشية ما قام به هذا الأرعن الصغير والقتله الأوباش من أنصاره أنصار النظام البائد وعبيد الوهابية والتكفيريين والذين تحولوا الى عبادة من يدفع لهم أكثر، لأن هذا ما تعودوا عليه هم و زعيمهم منذ أيام النظام الصدامي، حيث قام صدام بقتل والده السيد محمد محمد صادق الصدر، وقد استلم دية والده واستمر بلعب نفس الدور الذي كان يرسمه له صدام حتى بعد سقوط نظامه بكل دقة.
شهود هذه القضية أحياء يرزقون وسوف يسطع نور الحقيقة يوما فيعمي أبصار الظلمة، وينصر المظلوم على الظالم.
في الحلقة القادمة، سوف أتعرض الى بعض الحقائق التي أظهرها التحقيق وبعض الأحداث التي تلت ذلك.