( وتقلبك في الساجدين ) :- هل تدل الآية على توحيد آباء الأنبياء وخصوصا النبي الخاتم ؟
بتاريخ : 19-08-2014 الساعة : 06:50 PM
( وتقلبك في الساجدين ) :- هل إن إباء الأنبياء وعلى الخصوص خاتم الرسل وخير الخلق ، هم موحدون ؟
المقدمة / 1
إن للقران تفسيرٌ ظاهر وباطن فنتمسك بظهور القرآن الكريم ما لم توجد هناك مخصصات من النقل والعقل لصرف الظهور عن معناه الظاهري . وأما التفسير الباطن هو وجه من وجوه القرآن الكريم الذي قامت الاحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام بإبراز معناه وتبان ما هو المراد من المعنى الباطني للقرآن الكريم .
المقدمة / 2
إن المعنى الظاهري لهذه الآية المباركة هو :-
أي: ويرى تصرفك في المصلين بالركوع والسجود، والقيام والقعود،
و الذي يبصرك حين تقوم من مجلسك، أو فراشك إلى الصلاة وحدك، وفي الجماعة. وقيل: معناه يراك حين تقوم في صلاتك، عن ابن عباس. وقيل: حين تقوم بالليل، لأنه لا يطلع عليه أحد غيره.
المقدمة / 3 محل البحث
المعنى الباطني للآية المباركة :-
محل الشاهد على تمامية الأية المباركة على إن أباء النبي كانوا موحدين ظهر بعد ظهر
الذي يراك حين تقوم : ( حين تقوم في النبوة ) حين تقوم للإنذار، وأداء الرسالة.
وتقلبك في الساجدين قال: ( في أصلاب النبيين ) نبي بعد نبي هذا ما جاء عن أهل البيت سلام الله عليهم
- عن الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى : (الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين)
يراك حين تقوم بأمره، وتقلبك في أصلاب الأنبياء نبي بعد نبي - بحار الانوار ج 16
فهذه دلالة واضحة غير قابلة للشك والتأويل على إن أباء النبي الاكرم منزهين عن الشرك الذي هو أرذل صفة يتصف بها الإنسان لان في كل زمان لله دين قيم وتوحيد واحد وله شرعةً ومنهاجاً فهم اولى من غيرهم بأن يلتزموا منهاج الله وشرعته الحنيفة ولاشك في ذلك ولا ربيب وإلا لو لم تكن كذلك لجاز أن ينسب الي النبي الخاتم صفات النقص والعياذ بالله لانه اكمل واطهر وخير خلق الله . وإن اطهر الخلق لايتصور إلا حينما يصل الي مرتبة الطهر الأعلى وهو بكمال وتمام طهارة آباء النبي من الشرك والدنس الأرذل .
وقد جاء في تفسير علي بن ابراهيم عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير وتقلبك في الساجدين ما يشير إلى هذا المعنى، قال (عليه السلام) : في أصلاب النبيين صلوات الله عليهم - تفسير نور الثقلين ج4 .
وعن ابن عباس في رواية عطا وعكرمة،
وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله صلوات الله عليهما، قالا: في أصلاب النبيين نبي بعد نبي، حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم ( مجمع البيان ج7 )
أما جواب السيد الخوئي ( قدس سره ) عندما سأل عن الأية المباركة كان جوابه :-
{{ من عموم الساجدين في الآية المباركة يستفاد أن آباء الرسول (ص) كانوا كلهم موحدين، والله العالم }}
صراط النجاة ج2
واما ما ورد عن المخالفين
- عنه (صلى الله عليه وآله): خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح - كنز العمال .
- عنه (صلى الله عليه وآله): نقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية - شرح نهج البلاغة للمعتزلي .
النتيجة :- إن من عقدية أهل البيت عليهم السلام إن النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم وكافة الأنبياء . إنّ آبائهم كانوا موحدين لله غير مشركين معاذ الله . من ظهر نبي طاهر الي صلب نبي طاهر وهذا من المّسلمات لان هذه صفة قوامٌ وكمال ولاشك ان خاتم الانبياء يتصف بجميع صفات الكمال والرفعة ويتنزه عن صفاة النقص . واما من قال وشك في توحيد آباء الانبياء فهم جملة ممن أتخذوا الدين ظاهرا وأبطنوا الشرك في باطنهم فهم قالوا كما قال المنافقين حين تصدى النبي للنبوة ودعى الي التوحيد ( إنه ساحرٌ مجنون لايعلم ما يقول .... ) والعياذ بالله من المنافقين النواصب .
والحمد لله على نعمة الهداية والولاية لمن نَّصبهم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله خلفاء في ارضه على خلقه