تطرق الشيخ ياسر الحبيب في مجلس أسبوعي إلى موضوع حساس جداً ( وبتصريحه هو أنه حساس ) إلى ما أسماه : رؤية تجديدية في شرائط المرجع الحاكم وذكر حديثاً في ذلك معلقاً عليه ومشيراً إلى شرط الشجاعة ولمح لبعض الأشياء من واقعنا المعاصر رامياً مشاكلنا على المرجعية وأن مرجعيتنا جبانة وزمام الأمور بيد الجبناء كما فهمنا من محاضرته
وهنا نضع مجموعة تساؤلات وملاحظات :
١- هذا الخطاب إذا كان فقهياً تجديدياً كما يُزعم له لماذا يكون في مجلس أسبوعي وفي وسط عوام الناس ! ؟ أليس من باب أولى أن تنقله للفقهاء أو يكون في درسك الحوزوي! ؟
٢- إن كانت رؤية تجديدية فلماذا لا تُطرح في كتاب فقهي تجديدي فقهي !! وبهذا يثبت لنا اجتهاد الشيخ ياسر ( إن قبله الفقهاء والمراجع العدول وسلموا به بطبيعة الحال! ) لا محاضرة عامة حساسة تثير البلبلة كما قالها بنفسه
٣- إن كان الشيخ مرموقاً ومرضياً عند مراجع التقليد كما لمح لذلك في حلقات البث المباشر وأنهم مؤيدون لمنهج البراءة ولم يتكلموا عليه بسوء ابتداءاً بالسيد المرجع الشيرازي ومروراً بمراجع قم المقدسة إلى النجف المقدس ، فهلا أُوصلت لهم رسالة ؟وخصوصاً ان الشيخ شخصية هزت البيان البكري فله تأثير على المراجع ، فما الغاية من طرح هذا الكلام على العوام ؟
٤- وذكر في المحاضرتين أن هذا الموضوع يمس التقليد ، فبعبارة واضحة أقولها نيابة عنه لأتباعه : تقليدكم لغير المرجع ( الأشجع لا الشجاع فقط ) و وغير المرجع ( الأعلم ) باطل ،
٥- زعم غيرة على الدين وربط الخيل في غير مربطه وعلم الناس كلاماً مستدلاً بالروايات وكأن التجديد الفقهي ذكر رواية وتعليق عليها ! أين الاستنباط! أين القواعد ! أين المصطلحات الفقهية في كلامك ! اين الصناعة الاجتهادية؟ لم نجد منها ذرة ! (راجعوا حلقات بين يدي المرجع في موقع السيد صادق الشيرازي مصلا)
٦- ذكر وكرر أنها رؤية تجديدية واستنباط ويستنبط .. مما يدل على اعتقاده بما يروجه أتباعه بأنه " فقيه ، ومجدد و شيخ الفقهاء ! " وهذا ما ذكره ذلك الرجل في كتاب تحرير الإنسان الشيعي وما هو بحاجة لتثبت وتتبع أيضاً وتمييز هل كلامه عاطفي وحماسي لأجل ترويج البراءة أم ماذا! ؟
٧- تسليم الراية : قال سلموا الراية للشجاع منكم بكلمة صريحة واضحة .. حسناً من يريد منهم ؟ فكل مرجع تقليد يطرح مرجعيته وهو يرى نفسه الأعلم والأكفئ ( والأكفئ هنا بمعنى الشجاعة إن صح التعبير هذا إن لم نخض في مفهومك أنت في هذا المنشور )
٨- ذكر كلاماً في نقدٍ شبه مباشر لشخصية وجال في خاطري إما السيد المرجع السيستاني أو غيره ، وتطرقه لمسألة عدم تصريحه بالحق وعدم فتياه بالحق .. بل بعكسها ! وكأن السيد أو غيره من المراجع أفتوى بعكس الحق ، ثم أكد على ذلك قائلاً: أنك ما تريد تسوي بلبلة فتنة."! اسكت ليش تتكلم (مضمون كلام الحبيب) ! مما يوحي إلى أن أحداً منهم أعلن بين العلماء عدم رضاه عن الحبيب والله العالم !
٩- هل من اللازم على مرجع التقليد ان يعرف الناس بالتحديات التي يعالجها ويواجها؟ وما فعله تجاههها؟ وهل من اللازم على الناس معرفة ذلك؟
١٠- هل الراية بيد احد المراحع فعلا؟ لم نرى الا الخامنئي يصرح!
١١- ما المقياس لمعرفة من هو صاحب الراية؟ ومدارك الناس تختلف!
١٢- الامام الراحل يرى سبب تخلف الامة عدم ثقافتها وعدم وجود عامل القراءة وانت تنسب الفشل للمرجعية! عدم وجود عامل القراءة حتى بين اتباع الحبيب وأتسائل هل قرأوا على الأقل مائة كتاب للمجدد ! ولن أتطرق لغيره وهذا كافي ! عدم وجود ثقافة القراءة والمكثفة أيضاً سبب من أسباب تخلف الأمة!
١٣- هل القائد الشجاع يوافق الحبيب فيما يقول؟
١٤- نحن مأمورون باتباع الفقهاء الجامعين للشرائط! فما هو رأي بقية الفقهاء في هذا الكلام؟ أليس من باب اولى ان يتدارس معهم؟ لا ان يحرض الناس هكذا وكأنه يريد تفجير ثورة لانتخاب المرجع الشجاع والكفو!
١٥- مسئلة عدم تاييد اسلوب الصدام والمواجهة بالاسلوب الذي يتبعه ويريد لا يراه المرجع الشيرازي ولا السيد المجدد ويرون البناء افضل من الهدم! واما بهذا الاسلوب لم نره قط!
١٦- هل مقتل شحاتة سببه المرجعية؟ اذا هجمة البرائية في الفيسبوك محركها من؟ هل هو ياسر الحبيب؟
١٧- التحديات في الامة مختلفة واهتمامات المراجع تختلف وكل واحد منهم يكمل الاخر في ذلك فكيف نتهمهم هذا الاتهام! اذا لماذا شورى الفقهاء اليس لتوحيد الجهود بادارتهم جميعا وان في الاجتماع قوة والاستفادة من حكمة وعقول الجميع وبهذا على اصطلاح الحبيب حتى الجبان يتشجع!
١٨- ثم ما عامل تحديد الشجاعة والتحديات مختلفة والمواقف متباينة، أوليس هناك عوامل لتقوية القلب الشجاع كالتطبير وأكل السفرج والحجامة وحتى الرياضة لتقوية النفس والثقة؟! كرياضة القتال مثلاً!؟
١٩- واذكر مثالين على التحديات ليفهم القرّاء وأتباع الحبيب خصوصاً ، واتمنى من الذين حظروني أن ينظروا بعين العقل : كل مرجع يرى للموقف والتحدي حكما او موقفاً مختلفا، فالسيد المرجع الوحيد الخراساني يطرد الصفار فيما السيد المرجع يستقبله ويوصيه باللازم.
المرجع السيد الشيرازي يستقبل الحيدري بعد هجمته على خط البراءة وتدليساته العديدة فيتكلم السيد في محاضرة ( العالم يحرق تأريخه بيديه ) بمحضر من الحيدري!
٢٠- ذكرت في المحاضرة الثانية مطلباً خطيراً ويحسس بواقع حاصل وبل صرحت ان هذا هو الواقع ، وتضرب مثالاً تحسبه ينطبق على أحد المرجعيات أو أكثر من واحد : إذ أنه يسكت عن تبيان الحق بل وتصل المرحلة للإفتاء بعكس الحق ويجد له المعاذير كالتقية مثلاً لعدم اثارة البلبلة والتصادم مع المجتمع والدول والطوائف الاخرى
فهنا نقول : السيد المرجع الحكيم يستقبل وزير الثقافة الإيراني فيوصيه بالثقافة الشعبية خيراً ويؤكد أنها سبب حفاظ الدين وليست من الخرافات! والسيد المرجع السيستاني يرفض استقباله ويخبره كادر المكتب بأن السيد لديه وقت لاستقبال هؤلاء وليس لديه وقت لاستقبالك!! كما أنه يرفض استقبال وفد جمعية الوفاق المسيطرة على الساحة البحرانية مما أثار بلبلة في المجتمع البحراني وجرّأ كثير من المؤمنين على نقدها في المجالس والبيوتات ولو وجدت المادة الإعلامية الجيدة من قبل المؤمنين لانحسر مؤيدوها إذ أبلت المرجعية السيستانية جيداً في هذا.
٢٠- وكمثال في الفتاوى وفضح المنحرفين: أين فتوى المرجع الشيرازي في كمال الحيدري؟!
بينما نجد المرجع الفياض والروحاني شجاعين ويصرحان بل إن السيد المرجع الروحاني يسميه بخفاش الليل مع تحدياته للنظام الإيراني وتصريحاته وقوته في الشعائر الحسينية!
فهل المرجع الشيرازي أجبن من الروحاني والروحاني أكثر شجاعة من الشيرازي ؟!
بالمقابل أين جهود المراجع في الحفاظ على الدم الشيعي ؟
فنجد المرجع النجفي والشيرازي يتكلمان ويوجهان المؤمنين والمرجع النجفي يقارع الحكومة المالكية الدعوجية التي كنت أحد أفراد حزب الدعوة آنذاك! ولن نتطرق لهذه التفاصيل!
ثم اين جهود هؤلاء فقط كلام وتوجيهات! الطعن يشمل الكل إذا!
٢١- اهتمامات المراجع مختلفة فكيف نزعم أن الراية لأحدهم وأنه مقصر وجبان وغير شجاع؟ فأحدهم يهتم بالعمل المؤسساتي وآخر باعداد المجتهدين واخر بمقارعة الطغاة وآخر بالتبليغ وغيرها فكيف نحدد القصور من الكفاءة وتمام العمل ومن الشجاعة من الجبن ؟!
٢٢- ذكر الحبيب في آخر محاضرته الثانية ( ان لدينا مشاكل نفزع للمرجعية: مرجعنا ما هي فتواكم ؟ ما هي نصائحكم في هذه الازمة .. لدينا أزمة في العراق في سوريا في البحرين! انتهى كلام الحبيب.) المؤمنون في البحرين ومن واقع القرب أقول : اتصلنا بالمراجع باختلافهم و وصاياهم مثل الوصايا فنفس وصايا السيد المرجع الشيرازي والمدرسي والروحاني هي وصايا السيستاني والحكيم والفياض ولا اختلاف فيما يقولون ويوصوننا بالصبر والعفو والسماحة والجهاد والسلم والدفاع عن الانفس والحكمة في تناول الامور وعدم خوض المشاكل والفتن التي يريد لنا العدو الانشغال بها وتوحيد الصفوف واحياء ذكر اهل البيت عليهم السلام والتوسل بهم وتدويل القضية قدر الامكان فمع الصبر وطول المدة سيفرج الله بإذن الله.
٢٣- هذا واذكر ما ذكره أحد الأخوة -في مسألة التحديات وكشف الشجاعة
هذا قول لا صحة له حيث لم نرى مرجعاً يتحلى بالضعف أو يتصف بالضعف، فإذا كان هذا الأمر فما هي وظيفته إذاً لحفظ الدين من الإنحراف هل فقط انحصرت في مجابهة آل سعود لبناء البقيع الفرقد وقد تناسى القوم على مر آلاف السنين كيف أن المراجع حافظوا بشجاعتهم على الكثير من الأمور المتعلقة بالمذهب.
إذا كان الشيخ ياسر الحبيب يقول ان هناك مراجع شجعان ومراجع غير شجعان فمن هم هؤلاء الغير شجعان؟! هل يلمح ويقصد الخمنائي مثلا وغيره في هذا الخط فإن كان كذلك فهو يقر بمرجعيتهم.
ماذا فعل الشيخ ياسر الحبيب قبال قضية بناء البقيع الفرقد على مر السنين الماضية ؟!! وماذا سيفعل في السنوات المقبله؟!! نفس كل كام بث مباشر واستقبال اتصالات، ولو افترضنا أنه أصبح مرجعاً أو أنه مرجعاً في الوقت الحالي فماذا سيفعل ؟!
حوزة النجف أكبر دليل على شجاعة المراجع، كذلك المراجع العدول في قم المقدسة يمتلكون الشجاعة في احتواء الكثير من المشاكل التي تواجههم وكيفية التعاطي معها.
كل مرجع يتبع نهجاً معيناً في التعاطي مع ما يواجهه هو وما يواجه الناس وما يواجهه مذهب أهل البيت عليهم السلام.
هل نستطيع أن نقول أن المرجع السيد صادق الشيرازي والسيستاني والمدرسي مثلاً أنهم جبناء كانوا في قضية مسألة التشكيك في الأمور المتعلقة بفاطمة الزهراء عليها السلام وغيرها من الأمور المهمة بأنهم لم يتحدثوا بالعلن أمام الناس أو بالتصريحات والبيانات بأسماء المشكيك في عقائد الناس وأن السيد الروحاني والخراساني والتبريزي والفياض والنجفي أشجع منهم في هذه المسألة.
هل نستطيع أن نقول أن الخراساني والروحاني والسيد صادق الشيرازي أشجع من المراجع الآخرون في مسألة الشعائر الحسينية؟!
ماهي شجاعة الشيخ ياسر الحبيب أذاً، لم نرى أي فعل عما توعد حكومة الكويت وتوعد آل الصباح؟!! عندما كان يهددهم عبر قناة فدك ويقول باعتقال المجرم الوهابي الشافي وأن يكون مكانه السجن وووو وإلا وقال لا أريد أن أكمل وأنتم تعرفون ماذا؟!
ماذا لو كان الشيخ ياسر الحبيب في النجف الأشرف أو في قم المقدسة كيف سيتعاطي مع الكثير من الأمور الجارية وكيف سيواجه هذا الكم الهائل من المشاكل التي تتفاقم بألوان مختلفة.
٢٤- وبقي في بالي تساؤل ما بال حساب القناة الجريئة التابعة لصاحب رؤية التجديد الفقهية في شرائط المرجع الحاكم تحذف الصورة التالية من حساب الانستقرام؟!
قال الجليل جل وعلا: (كالذي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) صدق الله العلي العظيم
(بسم الله الرحمن الرحيم، للهم صل على محمد وآل محمد واهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)
تأملات في بدعة ياسر الحبيب "شجاعة المراجع
العرض العادي
