|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 65078
|
الإنتساب : Apr 2011
|
المشاركات : 20
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ramialsaiad
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 05-04-2011 الساعة : 01:50 AM
نحن نعتقد أنّ حديث العشرة المبشرين من الموضوعات المختلقة على عهد بني أميّة، وضعوه على لسان بعض الصحابة- رضي الله عنهم- وممّا يثبت القول ببطلان حديث تبشير العشرة بالجنة ما رواه الشيخان والنسائي عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه-، قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنّه من أهل الجنّة إلاّ لعبد الله بن سلاّم فهذا سعد -رضي الله عنه ـ وهو أحد العشرة المذكورين في حديث التبشير قد شهد بأنه لم يسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبشّر أحداً بالجنة سوى عبد الله بن سلاّم – رضي الله عنه- لكنّا نعلم أن قوله هذا لا يصح على إطلاقه، إذ قد استفاضت النقول بتبشير جماعة من خيار الصحابة – رضي الله عنهم- بالجنة، إلاّ أن القدر المتيقّن من كلامه أنه لم تقع البشارة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لجميع أولئك العشرة لا سيما على النحو المذكور في حديث العشرة- رضي الله عنهم-، وإن قطعنا بوقوعه لبعضهم في موطن آخر كتبشير النبي عليه الصلاة والسلام أمير المؤمنين علياً عليه السلام وأهل بيته الكرام – رضي الله عنهم- بالجنة، وإخباره بأنه ساقي الحوض وصاحبه عليه، وأن الحسن والحسين – رضي الله عنهما- سيدا شباب أهل الجنّة، وغير ذلك، فتبين أن حديث العشرة المبشرين – رضي الله عنهم- والشهادة لهم بالجنة لم يكن يعلم به أحد من المبشرين أنفسهم، وإنما هو ـ كما قلنا ـ من الموضوعات المختلقة، ويدل على هذا أيضاً:1 ـ أن دليل العقل يمنع من القطع بالجنة والأمان من النار لمن تجوز منه مواقعة قبائح الأعمال، ومن ليس بمعصوم من الزلل والضلال، فلا يجوز أن يعلم الله تعالى مكلّفاً كهذا بأن عاقبته الجنة؛ لانّ ذلك يغريه بالقبيح، ولا خلاف أن التسعة لم يكونوا معصومين من الذنوب، وقد واقع بعضهم ـ على مذهب أكثر مخالفينا ـ كبائر ـ وإن ادّعوا أنهم تابوا منها ـ فثبت أن الحديث باطل مختلق. 2 ـ أن ممّا يبيّن بطلان الخبر أنّ أبا بكر – رضي الله عنه- لم يحتج به لنفسه، ولا احتجّ به له في مواطن دفع فيها إلى الاحتجاج به ـ إن كان حقاً ـ لمّا حوصر وطولب بخلع نفسه وهمّوا بقتله، وما منعه من التعلّق به لدفعهم عن نفسه؟ بل تشبّث بأشياء تجري مجرى الفضائل والمناقب، وذكر القطع بالجنة أولى منها وأحرى، فلو كان الأمر على ما ظنّه القوم من صحّة هذا الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، أو روايته في وقت عثمان – رضي الله عنه- لاحتجّ به على حاصريه في يوم الدار في استحلال دمه، وقد ثبت في الشرع حظر دماء أهل الجِنان ـ الإفصاح(73)، تلخيص الشافي(3/241) ثمّ ما الذي ثبّط سعيد بن زيد ـ راوي الحديث ـ والطلحتَين الناكثَين وسائر الأحياء من العشرة – رضي الله عنهم- يومذاك عن نجدة وليّهم بحديث التبشير بالجنّة؟! ولِمَ ظنّ به أُولئك الرهط ـ لو كان ـ على صاحبهم، مع أنّه من أنجع ما يُدرأ به الشرّ وتحسم به مادّة النزاع؟! وعلامَ نبذوا ابن عفّان – رضي الله عنه- بعد مقتله ثلاثة أيّام ملقىً على المزبلة حتّى خرج به ناس يسير من أهله إلى حائط بالمدينة يقال له: (حشّ كوكب) كانت اليهود تدفن فيه موتاهم، فرجم المسلمون سريره ومنعوا الصلاة عليه، إلى غير ذلك ممّا هو مسطور في كتب السِيَر والتواريخ في قصّة قتل عثمان – رضي الله عنه- تاريخ الطبري (5 / 143 ـ 144)، الاستيعاب ـ ترجمة عثمان ـ .بل روى ابن عبد ربّه الأندلسي في (العقد الفريد) ـ 3 / 84 ـ عن العتبي، قال: قال رجل من بني سليم: قدمت المدينة فلقيت سعد بن أبي وقّاص – رضي الله عنهم- فقلت: يا أبا إسحاق، من الذي قتل عثمان- رضي الله عنه-؟ قال: قتله سيف عائشة – رضي الله عنها- وشحذه طلحة وسمّه عليّ- رضي الله عنهما-، قلت: فما حال الزبير- رضي الله عنه-؟ قال: أشار بيده وصمت بلسانه.انتهى .فلو أنّ شيئاً من تبشير عثمان- رضي الله عنه- بالجنّة كان قد ثبت عند الصحابة- رضي الله عنهم- لَما ألّبوا عليه ولا كتبوا إلى الناس يستدعونهم لجهاده، والمنصف المتأمّل لذلك يجزم بأنّ حديث التبشير لم يكن له إذ ذاك عين ولا أثر، وإنّما اختُلق في دولة بني أُميّة. الثالث: قد علم البرّ والفاجر، والمؤمن والكافر، ما وقع من أكثر هؤلاء المبشّرين من المخالفات للإمام عليٍّ عليه السلام وبين طلحة والزبير – رضي الله عنهما- من المباينة في الدين، والتخطئة من بعضهم لبعض، والتضليل والحرب، وسفك الدم على الاستحلال به دون التحريم، وخروج الجميع من الدنيا على ظاهر التديّن بذلك دون الرجوع عنه بما يوجب العلم واليقين، فكيف يكون كلّ من الفريقين على الحقّ والصواب ـ مع ماذكرناه ـ الإفصاح: (73 ـ 74)، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف522)؟! وكيف يحكم للجميع بالأمان من عذاب الجحيم والفوز بجنّات النعيم؟ والحقّ مع عليٍّ يدور معه حيث دار ـ راجع (2/122 ـ 126) من كتاب (فضائل الخمسة من الصحاح الستّة) تجد الحديث بألفاظه المختلفة؟! الرابع: لو كان الحديث صحيحاً ـ كما زعموا ـ لكان الأمان من عذاب الله لأبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم- به حاصلاً، ولَما جزعوا عند احتضارهم من لقاء الله –تعالى- واضطربوا من قدومهم على أعمالهم مع اعتقادهم أنّها مُرضية الله سبحانه، ولا شكّوا بالظفر بثواب الله -عزّ وجلّ-، ولجَرَوا في الطمأنينة لعفو الله -تعالى- لثقتهم بخبر الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- مجرى أمير المؤمنين عليه السلام في التضرّع إلى الله -عزّ وجلّ- في حياته أن يقبضه الله –تعالى- إليه، ويعجِّل له السعادة بما وعده من الشهادة، وعند احتضاره أظهر من سروره بقرب لقائه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واستبشاره بالقدوم على الله -عزّ وجلّ- لمعرفته بمكانه ومحلّه من ثوابه، كيف؟! ومن أطاع الله أحبّ لقاءه ومن عصاه كره لقاءه، قال المفيد -رحمه الله تعالى- في (الإفصاح ص73): والخبر الظاهر أنّ أبا بكر – رضي الله عنه- جعل يدعو بالويل والثبور عند احتضاره، وأنّ عمر – رضي الله عنه- تمنّى أن يكون تراباً عند وفاته، وودَّ لو أنّ أُمّه لم تلده، وأنّه نجا من أعماله كفافاً، لا له ولا عليه، وما ظهر من جزع عثمان بن عفان – رضي الله عنه- عند حصر القوم له، وتيقّنه بهلاكه ـ راجع كتاب (السبعة من السلف من الصحاح الستّة: 16، 43، 114)، دليل على أنّ القوم لم يعرفوا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما تضمّنه الخبر من استحقاقهم الجنّة على كلّ حال، ولا أمِنوا من عذاب الله سبحانه لقبيح ما وقع منهم من الأعمال. انتهى .وممّا قرّرنا ينكشف لك أنّ حديث تبشير العشرة – رضي الله عنهما- بالجنّة زخرف من القول ، ليس له أصل، فلا تغرّنك كثرة طرقه، ولا تهولنّك وفرة أسانيده وشهرته، فلرُبّ مشهور لا أصل له، ومن هنا اتضح أن أبا بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم- ليسوا من المبشرين بالجنة، وعليه لا يرد على معتقدات الشيعة شيء.
ودمتم سالمين.
الفتوى :
أجاب عن السؤال الشيخ/ محمد بن إبراهيم الغامدي(عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد).
الجـواب:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعد:
فالجواب المجمل لهذا السؤال: أنه مبني على عقيدة الشيعة الفاسدة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فهم يبغضون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا نفراً يسيرا منهم، وهم بهذا يكذبون الله عز وجل في قوله في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم".
وقوله عز وجل: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا" [الفتح: 18].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" أخرجه البخاري وغيره، وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة في فضل الصحابة رضوان الله عليهم.
وأما على التفصيل:
فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن العشرة الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة نشهد لهم بالجنة على ما شهد لهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله الحق وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهم وعن سائر أصحاب نبيه أجمعين، ونشهد لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم من غيرهم أيضا.
والشهادة لهؤلاء بالجنة ثابتة في أحاديث صحاح لا يطعن فيها من له أدنى معرفة بحديث النبي صلى اله عليه وسلم، والطعن فيها لا يكون إلا من أهل البدع الذين يكرهون أصحاب النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم، ويريدون أن يصدوا ويشككوا المسلمين في سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتي تعد الأصل الثاني من أصول التشريع بعد كتاب الله عز وجل لاسيما ما في الصحيحين اللذين أجمعت الأمة على تلقيهما بالقبول "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون".
وأما ما ذكروه من الحديث عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنّه من أهل الجنّة إلاّ لعبد الله بن سلاّم – رضي الله عنه- هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم (ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحي يمشي إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام).
فالحديث صحيح وأجيب عنه بأن سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- قال ذلك بعد موت المبشرين لأن عبد الله بن سلام عاش بعدهم ولم يتأخر معه من العشرة غير سعد وسعيد – رضي الله عنهما- ويؤخذ هذا من قوله: ( يمشي على الأرض) ووقع في رواية إسحاق بن الطباع عن مالك عند الدار قطني (ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لحي يمشي إنه من أهل الجنة) الحديث، وفي رواية عاصم بن مهجع عن مالك عنه (يقول لرجل حي) وهذا يؤيد التأويل المذكور، ووقع عند الدار قطني من طريق سعيد بن داود عن مالك بلفظ: (سمعت النبي صلى اله عليه وسلم يقول لا أقول لأحد من الأحياء إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام قال وبلغني أنه قال:وسلمان الفارسي ) قال ابن حجر لكن هذا السياق منكر، فإن كان محفوظا حمل على أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قديما قبل أن يبشر غيره بالجنة. وقد أخرج ابن حبان من طريق مصعب ابن سعد عن أبيه سبب هذا الحديث بلفظ ( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يدخل عليكم رجل من أهل الجنة ، فدخل عبد الله بن سلام) وهذا يؤيد رواية الجماعة ويضعف رواية سعيد بن داود انتهى كلامه فتح الباري7/164
وأجيب أيضا بجواب آخر : وهو أن سعدا رضي الله عنه قال ما سمعته ولم ينف أصل الإخبار بالجنة لغيره وعلى هذا لا يكون قول سعد مخالفا للأخبار التي فيها الشهادة للعشرة بالجنة ،ولو نفاه لكان الإثبات مقدما على النفي كما هو مقرر في قواعد الترجيح / ينظر في هذا شرح النووي على صحيح مسلم16/42
وأما قولهم لم يكن يعلم بحديث العشرة المبشرين بالجنة أحد منهم فليس بصحيح فقد أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بسنده عن سعيد بن المسيب رحمه الله قال اخبرني أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أنه توضأ في بيته ثم خرج فقلت لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكو نن معه يومي هذا قال فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا خرج ووجه هاهنا ، فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس ، فجلست عند الباب- وبابها من جريد – حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فتوضأ فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لأكو نن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت : على رسلك ، ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن ، فقال ائذن له وبشره بالجنة .فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة.فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله ....... الحديث وفيه انه قال لعمر مثل ذلك وقال لعثمان رضي الله عنه مثل ذلك أن بشره بالجنة على بلوى تصيبه الحديث
فهاهم هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم قد علموا بالشهادة لهم بالجنة
وأخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد والحاكم وغيرهم حديث العشرة المبشرين بالجنة من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه وهو أحدهم .
وأما قولهم :أن دليل العقل يمنع من القطع بالجنة والأمان من النار لمن تجوز منه مواقعة قبائح الأعمال ، ومن ليس بمعصوم من الزلل والضلال ، فلا يجوز أن يعلم الله تعالى مكلّفاً كهذا بأن عاقبته الجنة ، لانّ ذلك يغريه بالقبيح ، ولا خلاف أن التسعة لم يكونوا معصومين من الذنوب ، وقد واقع بعضهم -على مذهب أكثر مخالفينا- كبائر-وإن ادّعوا انهم تابوا منها ـ فثبت أن الحديث باطل مختلق .
فالجواب عنه: أن هذا مما لا سبيل للعقل إلى إثباته وإنما يعلم مثل هذا بالنقل الصحيح وقد وجد فلا مجال لإنكاره.، وأين هذه الكبائر التي اقترفوها ؟؟!!
وأما قولهم: إن ممّا يبيّن بطلان الخبر أنّ أبا بكر لم يحتج به لنفسه ، ولا احتجّ به له في مواطن دفع فيها إلى الاحتجاج به ـ إن كان حقاً ـ لمّا حوصر وطولب بخلع نفسه وهمّوا بقتله ، وما منعه من التعلّق به لدفعهم عن نفسه ؟ بل تشبّث بأشياء تجري مجرى الفضائل والمناقب ، وذكر القطع بالجنة أولى منها وأحرى .
لو كان الأمر على ما ظنّه القوم من صحّة هذا الحديث عن النبيّ « صلى الله عليه وآله وسلم » ، أو روايته في وقت عثمان لاحتجّ به على حاصريه في يوم الدار في استحلال دمه ، وقد ثبت في الشرع حظر دماء أهل الجِنان ـ
أقول :الظاهر أن مرادهم عثمان رضي الله عنه وليس أبا بكر كما في السؤال فإن عثمان هو الذي حوصر رضي الله عنه.
والجواب عنه : نقول من أين لكم أن عثمان رضي الله عنه لم يحتج به لنفسه بل احتج لنفسه به وبأمثاله ووعظهم وذكرهم ولم يشفع له ذلك عند أولئك الباغين،وأما قولهم فقد ثبت في الشرع حظر دماء أهل الجنان فنقول :لقد ثبت في الشرع حظر دماء المؤمنين وأموالهم وأعراضهم ولكن أتباع عبد الله ابن سبأ اليهودي وهو الذي سعى في فتنة عثمان وقتله هذا اليهودي الذي أظهر الإسلام أراد أن يفسد دين الإسلام بمكره وخبثه وهو الذي أحدث مذهب الرفض وقصد به إبطال دين الإسلام كما ذكر ذلك الطحاوي رحمه الله هذا وأحفاده لا يقيمون لدماء المسلمين ولا لأموالهم ولا لأعراضهم وزنا .
وأما قولهم: قد علم البرّ والفاجر ، والمؤمن والكافر ، ما وقع من أكثر هؤلاء المبشّرين من المخالفات للإمام عليٍّ «عليه السلام » وبين طلحة والزبير من المباينة في الدين والتخطئة من بعضهم لبعض والتضليل والحرب وسفك الدم على الاستحلال به دون التحريم ، وخروج الجميع من الدنيا على ظاهر التديّن بذلك دون الرجوع عنه بما يوجب العلم واليقين، فكيف يكون كلّ من الفريقين على الحقّ والصواب ـ مع ماذكروه ـ الإفصاح : 73 ـ 74 ، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : 522 ـ ؟! وكيف يحكم للجميع بالأمان من عذاب الجحيم والفوز بجنّات النعيم ، والحقّ مع عليٍّ يدور معه حيث دار ـ راجع 2 / 122 ـ 126 من كتاب « فضائل الخمسة من الصحاح الستّة » تجد الحديث بألفاظه المختلفة ؟!
فالجواب: هذا الكلام يدل على جهل قائله، فالواجب هو اتباع كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولم يقل أحد من علماء المسلمين ممن يوثق بعلمه إن مخالفة علي رضي الله عنه كفر بل ولا قال ذلك علي، ومن المعلوم أن الصحابة رضوان الله عيهم اجتهدوا في مسائل ومنهم من أصاب ومنهم من أخطأ ولم يكفر بعضهم بعضا بذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر".
على أن في هذا الكلام من الكذب والتضليل ما هو ظاهر وحاشا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يستحلوا ماحرم الله من الدماء والأموال والأعراض وإنما كان القتل والاستحلال من غيرهم كما هو مثبت في كتب التاريخ لابن سبأ ومن على شاكلته.
وأما حديث (الحق مع علي يدور حيث دار) ففي مجمع الزوائد 7/235 أن الحديث فيه سعد بن شعيب_ يعني لا يحتج بحديثه، وأخرج الحاكم حديث ( اللهم أدر الحق معه حيث دار ) وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، لكن قال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه 5/633 وقال ابن الجوزي هذا الحديث يعرف بمختار قال البخاري هو منكر الحديث . وقال ابن حبان كان يأتي بالمناكير عن المشاهير 1/256
وفي حديث آخر (علي مع القرآن والقرآن مع علي ......) قال في مجمع الزوائد9/134 فيه صالح بن أبي الأسود وهو ضعيف .
ثم لو صح أيضاً فإن عليا رضي الله عنه وأبناءه صح عنهم أنهم كانوا مع عثمان وكانوا يريدون الدفاع عنه لولا نهيه لهم عن ذلك.
وأما قولهم: ثمّ ما الذي ثبّط سعيد بن زيد ـ راوي الحديث ـ والطلحتَين الناكثَين وسائر الأحياء من العشرة يومذاك عن نجدة وليّهم بحديث التبشير بالجنّة ؟! ولِمَ ضنّ به أُولئك الرهط ـ لو كان ـ على صاحبهم ، مع أنّه من أنجع ما يُدرأ به الشرّ وتحسم به مادّة النزاع ؟!
وعلامَ نبذوا ابن عفّان بعد مقتله ثلاثة أيّام ملقىً على المزبلة حتّى خرج به ناس يسير من أهله إلى حائط بالمدينة يقال له : « حشّ كوكب » كانت اليهود تدفن فيه موتاهم ، فرجم المسلمون سريره ومنعوا الصلاة عليه ، إلى غير ذلك ممّا هو مسطور في كتب السِيَر والتواريخ في قصّة قتل عثمان ـ تاريخ الطبري 5 / 143 ـ 144 ، الاستيعاب ـ ترجمة عثمان ـ .
فالجواب : أن عثمان رضي الله عنه قد بين لهم مكانته في الإسلام وسابقته وما قدمه ، وكان البغاة عليه يعلمون بذلك فلم يكن ذلك مما يخفى "وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد"، فمكانة عثمان رضي الله عنه وسابقته وما قدمه للإسلام والمسلمين هي التي حملت أولئك الحاسدين للخروج عليه وقتله وتبعهم في ذلك من لاعلم عنده من عامة الناس ، وأما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم برءاء من دمه يعلم ذلك كل منصف يعرف دين القوم وخلقهم وما هم عليه من الاتباع لنبيهم وحبهم لعثمان وتقديمهم له ومعرفة فضله رضي الله عنهم أجمعين.
وأما ترك الصحابة الدفاع عن عثمان رضي الله عنه فقد كان امتثالا لأمره فقد منعهم من الدفاع عنه حقنا لدمائهم ففداهم بنفسه رضي الله عنه وأرضاه.
وكان هو رضي الله عنه ممتثلا لأمر نبيه – صلى الله عليه وسلم- في حال الفتنة .
وأما تأخير دفنه فلأن الفئة الباغية الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولاذمة منعوهم من ذلك .
وأما تركهم الصلاة عليه فلأنه مات شهيداً والشهيد لا يصلى عليه ويدفن في ملابسه.
وأما قولهم : بل روى ابن عبد ربّه الأندلسي في « العقد الفريد » ـ 3 / 84 ـ عن العتبي ، قال : قال رجل من بني سليم : قدمت المدينة فلقيت سعد بن أبي وقّاص فقلت : يا أبا إسحاق ، من الذي قتل عثمان ؟ قال : قتله سيف عائشة وشحذه طلحة وسمّه عليّ ، قلت : فما حال الزبير ؟ قال : أشار بيده وصمت بلسانه . انتهى .
فالجواب:
من العجب يتركون الاستدلال بما صح عن النبي صلى الله علية وسلم ويستدلون بمثل هذا والناظر له يعرف من أول وهلة علته وأنه خبر باطل وحاشا أصحاب رسول الله أن يقتلوا عثمان بل قتله ابن سبأ ومن تأثر بفكره.
ولن يستطيعوا أن يأتوا بخبر صحيح يثبت تورط أحد من الصحابة رضي الله عنهم في قتل عثمان .
وأما قولهم : فلو أنّ شيئاً من تبشير عثمان بالجنّة كان قد ثبت عند الصحابة لَما ألّبوا عليه ولا كتبوا إلى الناس يستدعونهم لجهاده، والمنصف المتأمّل لذلك يجزم بأنّ حديث التبشير لم يكن له إذ ذاك عين ولا أثر ، وإنّما اختُلق في دولة بني أُميّة .
فالجواب : أن الحديث ثابت عند الصحابة رضوان الله عليهم ولم يكن أحد منهم ممن ألب على عثمان رضي الله عنه بل أرادوا الدفاع عنه لولا أنه نهاهم وعزم عليهم أن لا يقاتلوا.
وأما قولهم: : لو كان الحديث صحيحاً ـ كما زعموا ـ لكان الأمان من عذاب الله لأبي بكر وعمر وعثمان به حاصلاً ولَما جزعوا عند احتضارهم من لقاء الله تعالى واضطربوا من قدومهم على أعمالهم مع اعتقادهم أنّها مُرضية لله سبحانه، ولا شكّوا بالظفر بثواب الله عزّ وجلّ ، ولجَرَوا في الطمأنينة لعفو الله تعالى ـ لثقتهم بخبر الرسول « صلى الله عليه وآله وسلم » ـ مجرى أمير المؤمنين « عليه السلام » في التضرّع إلى الله عزّ وجلّ في حياته أن يقبضه الله تعالى إليه ويعجِّل له السعادة بما وعده من الشهادة ، وعند احتضاره أظهر من سروره بقرب لقائه برسول الله « صلى الله عليه وآله وسلم » واستبشاره بالقدوم على الله عزّ وجلّ لمعرفته بمكانه ومحلّه من ثوابه ، كيف ؟! ومن أطاع الله أحبّ لقاءه ومن عصاه كره لقاءه .
قال المفيد في « الإفصاح » ـ ص73 ـ : والخبر الظاهر أنّ أبا بكر جعل يدعو بالويل والثبور عند احتضاره ، وأنّ عمر تمنّى أن يكون تراباً عند وفاته ، وودَّ لو أنّ أُمّه لم تلده ، وأنّه نجا من أعماله كفافاً ، لا له ولا عليه ، وما ظهر من جزع عثمان بن عفان عند حصر القوم له ، وتيقّنه بهلاكه ـ راجع كتاب « السبعة من السلف من الصحاح الستّة » : 16 ، 43 ، 114 ـ دليل على أنّ القوم لم يعرفوا من رسول الله « صلى الله عليه وآله وسلم » ما تضمّنه الخبر من استحقاقهم الجنّة على كلّ حال ، ولا أمِنوا من عذاب الله سبحانه لقبيح ماوقع منهم من الأعمال . انتهى .
قالوا :وممّا قرّرنا ينكشف لك أنّ حديث تبشير العشرة بالجنّة زخرف من القول ، ليس له أصل ، فلا تغرّنك كثرة طرقه ، ولا تهولنّك وفرة أسانيده وشهرته ، فلرُبّ مشهور لا أصل له .
قالوا: ومن هنا اتضح ان أبا بكر وعمر وعثمان ليسوا من المبشرين بالجنة، وعليه لا يرد على معتقدات الشيعة شيء .
فالجواب:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك كان يقوم يصلي حتى تفطرت قدماه ولما كلم في ذلك قال أفلا أكون عبدا شكورا )، فمع أن الله عز وجل ضمن له الجنة لم يمنعه ذلك من العمل وقال لا يدخل أحد الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولاأنا إلا أن يتغمد ني الله برحمته.
ثم من أين لكم أنهم دعوا على أنفسهم بالويل والثبور أعطونا خبرا صحيحا نقرؤه ونتأمل فيه:
ثم لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم إنهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .
ونحن لا نستدل إلا بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا وصل إلينا بأسانيد صحيحة قبلناه ومثل ذلك سائر الأخبار لا نقبل منها إلا ما اتصل سنده وثبتت عدالة ناقله وليت القوم يفعلون فعلنا فإنهم يستدلون بأحاديث ضعيفة أو موضوعة ويعيبون علينا استدلالنا بالأحاديث الصحيحة التي لا يسع أحدا من المسلمين مخالفتها .
وقصدهم تضليل المسلمين وصرفهم عن دينهم فإن الطريق التي وصلت بها السنة إلينا هي الطريق التي وصل بها إلينا القرآن الكريم وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وأخيراً :أنصح الأخ السائل بالبعد عن مثل هذه المواقع المشبوهة التي لا تخدم غير أعداء الإسلام والمسلمين ، وأنصحه بقراءة كتاب العواصم من القوا صم للإمام القاضي أبي بكر ابن العربي الفقيه المالكي رحمه الله.
|
|
|
|
|