مقالة بعنوان: القدرة على حفظ المعلومات في خلية دماغية واحدة
بقلم: عبد الخالق اسلام
منقول من مدونة :http://asirdabe.blogspot.com/السرداب للمعرفة.. وخفاياها
أعلن علماء في جامعة تكساس في الولايات المتحدة ان الخلية الدماغية الواحدة لها القدرة على حفظ المعلومات القصيرة الاجل التي يحتاجها الانسان للقيام باعماله اليومية.
فقد اظهرت التجارب التي اجريت على خلايا دماغ الفئران انها قادرة على حفظ المعلومات المخزنة فيها لمدة دقيقة.
وتشبه المهام التي يقوم بها دماغ الانسان في تخزين المعلومات ما يقوم به جهاز الكومبيوتر حيث تشبه الذاكرة العشوائية (RAM ) في الكومبيوتر ذاكرة الانسان القصيرة الاجل والتي يحتاجها للقيام باعماله اليومية والقرص الصلب في الكومبيوتر يشبه الذاكرة طويلة الاجل.
ويحتاج الانسان الى القدرة على حفظ كميات كبيرة من المعلومات بطريقة سريعة ومضمونة في ذاكرته للقيام باعماله اليومية اما كميات المعلومات التي يحتاج الى حفظها على المدى الطويل فهي محدودة.
وقد امضى العلماء عدة عقود وهم يحاولون معرفة اجزاء الدماغ المسؤولة عن حفظ المعلومات التي يحتاجها الانسان للقيام باعماله اليومية وكيفية قيام الخلايا الدماغية بمهمة الحفظ.
وكانت النظرية القديمة تقول ان المعلومات تحفظ داخل سلسلة من الخلايا التي تشكل حلقة مستقلة يحيط بها مجال كهرمغناطيسي يقوم باصدار نبضات كهربائية للفترة المطلوبة.
لكن الابحاث الاخيرة تركزت على فرضية امكانية قيام حتى الخلية الدماغية الواحدة بحفظ معلومات.
وقد وجد الباحثون في جامعة تكساس ان احد اجزاء الخلية الدماغية يقوم بتفعيل نظام تلقي الاشارات في الخلية الذي يقوم بمهام حفظ المعلومات عند تلقى نبضات كهربائية.
واشار الباحثون الى ان الخطوة التالية ستركز على معرفة المزيد حول النظام الداخلي في الخلية بحيث يتم التوصل الى ادوية تهدف الى تحسين قدرة الذاكرة.
وصرح كبير الباحثين الدكتور دون كوبر الذي اشرف على البحث بانه اذا نجحنا في معرفة الاجزاء الداخلية للخلية والتحكم بها يمكننا حينها تطوير ادوية تقوم بتحسين قدرات الذاكرة وبالتالي تمكين الانسان من القيام باعماله اليومية دون مشاكل.
كما اشار الى ان هذه النتائج قد تساعد في تطوير ادوية لمعالجة المدمنين على المخدرات بحيث يتم اعطاؤهم ادوية تساعد دماغهم على تجاهل الاشارات التي تحثه على تعاطي المخدرات الصادرة عن اجزاء من الدماغ.
وصرح البروفيسور ايان فورسيز من جامعة ليسيستر البريطانية ان نتائج البحث تلقي الضوء على قدرات الدماغ على حفظ المعلومات على المدى القصير الضرورية للقيام بالاعمال اليومية وحفظ المعلومات على المدى الطويل، وبالتالي فهم كيفية مساعدة الاشخاص الذين يعانون من مشاكل تتعلق بالذاكرة مثل مرض الزهايمر (خرف الشيخوخة) اذ من ليست لديه ذاكرة قصيرة الاجل لا يمتلك اي ذاكرة على الاطلاق.
فالذاكرة هي نعمة عظيمة من نعم الخالق جل جلاله، لولاها لم يتمكن الإنسان من تنفيذ أي عمل، وهذا تكريم من الله تعالى القائل: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70]. وهذه النعمة تحدث عنها القرآن في قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78].
والذاكرة ضرورية للتعلم لأن عملية التعلم تحتاج لتخزين المعلومات، وهذا ما نجده في الخلية العصبية، مع العلم أن الدماغ يحوي أكثر من تريليون خلية (1000000000000) وهذا العدد الضخم من الخلايا يعمل بدون أي خلل أو خطأ... إنه الله الذي أحسن كل شيء: (ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [السجدة: 6-9].