الاستشفاء بالتفاؤل !!.
...............
((((يقول د:كمال إبراهيم مرسى في كتابه "السعادة وتنمية الصحة النفسية":أعلى مراتب التفاؤل توقع الشفاء عند المرض، والنجاح عند الفشل، والنصر عند الهزيمة وتوقع تفريج الكروب، ودفع المصائب والنوازل عند وقوعها. فالتفاؤل في هذه المواقف عملية نفسية إرادية تولد أفكار ومشاعر الرضا والتحمل والأمل والثقة وتبعد أفكار ومشاعر اليأس والإنهزامية والعجز. والمتفائل يفسر الأزمات تفسيراً إيجابياً، ويبعث في نفسه الأمن والطمأنينة، وينشط أجهزة المناعة النفسية والجسدية، وهذا يجعل التفاؤل طريق الصحة والسلامة والوقاية))))
...................
ولعل يتفق علماء النفس على ضرورة أن يعيش الفرد يومه متفائلاً لما في انظرة الايجابية للحياة من قوة ودافع لتمويلها بالاستمرار والعطاء حتى في الظروف الصعبة، ولا يقلق على المستقبل الغامض قلق الكسل والهم والخوف فلكل مشكلة احتمالات كثيرة لحلها وكل مستحيل الف ممكن يدور حولة وعلى الفرد أن يجهز نفسه لأسوأ الاحتمالات ويضعها في الحسبان ثم يحاول تحسين هذا الأسوأ بهدوء وتعقل. ومن ناحية أخرى لا إفراط ولا تفريط،مبدء التوازن في عقل الانسان والموقف المعتدل ...........
وبما ان الانسان فطريا يحمل في جوانحه الاستعدادات المختلفة للخير والشر وللفضيلة والفجور والاحباط والتفأل الياس والنشاط والامل ، ويتأثر بالعوامل الخارجية كالمغريات والمثيرات المتنوعة ، إضافة إلى دور الشيطان في الوسوسة والاغراء ، فهو بحاجة إلى من يهديه ويرشده ويقوم له تصوراته وعواطفه وممارساته العملية ، لتكون موصولة بالعقيدة والشريعة الاسلامية ذلك الهادي هو العقل الكيان الذي يعمل على توجية سلوك الانسان وتحديد موقفة من الحياة والمحيط إيقاظا للقلوب البشرية الغافلة وتحريكا للارادات الضعيفة لتستقيم على أساس المفاهيم والموازين الإلهية...
.والعقل لايتحرك جيدا وبصورة سليمة معافاه اذا لم يكن متفأل مستبشر (بشروولاتنفروويسرو ولاتعسرو))فالمؤمن يرى المنح في طيّـات المحن، ويرى تباشيرالفجر من خلال حُلكة الليل !، ويرى في الصفحة السوداء نُقطة بيضاء، وفي سُمّالحية ترياق!، وفي لدغة العقرب طرداً للسموم!.
وهناك الرجل الذي حطم أعصابه بسلوكه، وتوقع الفشل في كل شيء سيحدث فهو إذا تزوج اعتقد أنه سيفشل في الزواج، وإذا رزق أولاداً توقع أنهم لا ينجحون في مدارسهم، وإذا سار في الطريق توقع أنه ستصدمه سيارة أو ترام، وإذا عهد إليه عمل توقع أنه لن ينجح فيه وهكذا...
فنظرته إلى الدنيا نظرة تشاؤم مستمر، وهذه النظرة كفيلة بأن تنغص عليه، وعلى من حوله معيشتهم.
وهناك العيَّابون والظنَّانون الذين لا يعجبهم العجب، فلا أسرتهم تعجبهم ولا حكومتهم تعجبهم، ولا الجرائد إذا قرؤوها، ولا المجلات إذا تصفحوها، ولا التعليم إذا عرضت عليهم أساليبه، ولا أي نظام في بلدهم يعجبهم، ثم هم يعيبون ولا يقترحون، ويهدمون ولا يبنون، فاسودَّ العالم أمامهم، وسودوه من حولهم.
هذه بعض أمثلة من متاعب الحياة الوهمية التي أوجدها الإنسانُ بنفسه، وخَلَقَها بأوهامه أو أعصابه أو تشاؤمه، ثم رمى نفسه بها، وتعب منها، وأتعب من حوله بها.
والعالم مملوء بهذه المتاعب الوهمية التي ليس لها علاج خارجي، وإنما علاجها ليس إلا في إصلاح النفس ونظرتها إلى الحياة.ويتم هذا الاصلاح من خلال معرفة الله ومعرفة النفس ففي قلب كل أحد طريق لله، وباب توصله إليه، حتى أكثر البشر شقاءً وانحطاطًا و ((عصيانًا))، فإنه
في ساعات المحن والشدائد، حين تضيق بوجهه الدنيا، وتغلق جميع الأبواب، وتسد كل الدروب، يهتز كل وجوده، ثم يلتجيء إلى الله، وهذه الحالة من الميول الفطرية الطبيعية المودعة في كيان الإنسان، ولكن تسترها أحيانًا، حجب المعاصي وركام الذنوب، ولكن في المحن والأزمات تتكشف هذه الحجب والستائر، قليلاً، ويتحرك ذلك الميل الفطري، ويتدفق.
حينها يتحول الحزن الى عامل دافع واستنهاظ وامل بحياة جديدة رغيدة في مقام الاخرة وجنان الخلد فيها حينها يكون الحزن يلتقي مع التفأل والاحباط مع النشاط والحافز كل هذا يتم من خلال الاتصال بالله سبحانة والتعلق فية والتفكير بالحل لا بالمشكلة والحل يتم من خلال العقل المتفأل رُوي أن رجلاً جاء إلى سليمان بن داود عليه السلام وقال: يا نبي الله، إن جيراناً يسرقون إوزي فلا أعرف السارق، فنادى: الصلاة جامعة، ثم خطبهم، وقال في خطبته: إن أحدكم ليسرق إوز جاره ثم يدخل المسجد والريش على رأسه، فمسح الرجل رأسه، فقال سليمان: خذوه فهو صاحبكم...................
قد يرسم الإنسان من أوهامه وتخيلاته صورة معينة أو تصورا عن شيء ثم يمضي وفق ذلكالتصور وبعبارة أخرى قد يعاني من وضع هو المتسبب فيه وهو من وضع لبناته فيتألم لالكون الأمر مؤلما لكن لأنه يتصور عنه ذلك ويحزن لا لكون الأمر محزنا لكن لأنهيتوهمه كذلك...ويقلق لأنه يريد أن يكون الأمر مقلقا!".
سئل امير المؤمنين علي بن أبي طالب علية افضل الصلات واتم التسليم بعد يوم الخندق ، وكان قد نازل عمرو بن ود أكبر محاربي المشركين بسالة وجرأة ، وله في سجل الوقائع خوارق نادرة ، سئل: بم انتصرت على عمرو يوم الخندق ؟ فقال : كانت نفسي حدثتني أني سأغلبه وأنه سيتقهقر أمامي ، فلم أبال به في شيء ............. هنإ أرفع درجات الحكمة البشرية هي معرفة مسايرة الظروف وخلق سكينه وهدوء داخليين على الرغم من العواصف الخارجية..
وهكذا من يبحث عن شيء، سيعثر عليه في النهاية، وما يبذله الإنسان ويتحمله في هذا السبيل، وإن كان مجهدًا، ومضنيًا، ولكنه رحمة في الواقع.
أن الجواب يتجه للمشكلات، والماء يتجه للموضع المنخفض.
.
(أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)
خاطب الله تكلم الية اشكوا له اطلب ماعندة تواصل معه وسوف ترى التغيير الكبير وترى كم لله من لطف خفي
(((وفي الحديث القدسي" أنا عند ظن عبدي بي)))
وهذا يجعل المؤمن متفائلا حتى في الظروف الصعبة لأنه يتوكل على الله ويثق في عدله ويطمئن إلى حكمته فتفاؤله قائم على أساس
"قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
ولايتناقض التفاؤل مع الاجتهاد والمثابرة في مواجهة الأزمات والتحديات الصعبة فالمتفاءل يأخذ بالأسباب ويفهم العلل ويجتهد ويتعب في تحصيلها ويتوقع النجاح والفوز لأنه فوض أمره إلى الله الذي لايضيع أجر من أحسن عمل.....................