المدينة التاريخية ومواقفها الوطنية
ماذا تعرف عن أسماء النجف وأسوارها
كيف تغنى الشعراء بالنجف الأشرف
مدفن الأنبياء وأمير المؤمنين علي (ع)
النجف… اسم عربي معناه (المنجوف) كالعدد بمعنى المعدود… فالنجف اسم عربي ومدينة عربية وصاحبها عربي وعلماؤها عرب وشعراؤها عرب ومجالسها عربية… والعرب هم حملة العلم في الأمة الإسلامية… النجف التي خرجت منذ مئات السنين الكثير من الأسر العلمية العربية ممن ينتمون إلى قبائل عربية مشهورة وهي التي أنجبت الآلاف من المفكرين العرب من العلماء الأعلام من فطاحل العلم ورجال الفكر والسياسة… والنجف كانت قبل الشيخ الطوسي (قدس) مقراً للعلماء والفقهاء وحلقات الدرس والعلم..
موقعها…
النجف… المدينة التأريخية الخالدة تقع على جبل أشم يتجلى ارتفاعه للقادم إليها من جهة الغرب… أما من الجهات الأخرى فموقع النجف يأخذ بالارتفاع تدريجياً دون أن تحس به…
تقع النجف الأشرف في صحراء تبعد عن الفرات من الشرق بنحو 10 كيلو مترات. ومن الشمال صحراء تمتد إلى مدينة كربلاء حوالي 70 كيلو متراً ومن الغرب صحراء تتصل ببادية الشام ونجد…
النجف في تشرفها بقبر سيد الأوصياء وإمام المتقين الإمام علي بن أبي طالب (ع) حازت المقام المحمود بعد الحرمين الشريفين فالمسلمون يزورونها من كل فج ومن كل بقعة ويتقربون إلى الله تعالى بزيارتها… فهي مقصد النفوس الطاهرة ويفتخر بزيارتها أعاظم الشخصيات والملوك ورؤساء الجمهوريات والأمراء مع تقديم الهدايا والتحف الثمينة لروضتها الطاهرة. وتفقد المادة قيمتها الغالية أمام عظمتها المهيبة ففيها الذهب والفضة والجواهر والتحف النادرة قد ذابت أمام قدسية البقعة الطاهرة وروحانية الحرم الحيدري الشريف حيث قبته وأبوابه صيغت من الذهب الخالص وذلك ليس بكثير على باب مدينة علم الرسول الذي قال في حقه (ص): (أنا مدينة العلم وعلي بابها) وهو القائل (ع): (علمني رسول الله (ص) ألف باب من العلم ينفتح لي من كل باب ألف باب)
وقال المتنبي:
وتركت مدحي للوصي تعمدا
إذ كان نوراً مستطيلاً شاملاً
وإذا استطال النور قام بنفسه
وصفات ضوء الشمس تذهب باطلاً
أسماؤها تاريخياً:
1. النجف: سميت بالنجف لموقعها التأريخي… والنجف اسم عربي ومعناه النجوف ويقال (نجفة) وهو المكان المرتفع ويقال (ني جف) حيث كان هناك بحر يسمى (ني جف) فسمي (نيجف) ثم صارت (نجف).
2. الغري: من أسماء النجف المشهورة ومعناه الحسن لكل شيء. وقال ياقوت إنما سمي بالغري أو الغريين لحسنهما في ذلك الزمان.
3. وادي السلام: من أكبر مقابر العالم وأنها مدفن العلماء والملوك والوزراء والأمراء والمسلمين عامة. فهو وادٍ وسيع الأرجاء مترامي الأطراف فيه ألوف القبور رقدت فيها الوجوه وسكنت ملايين من بني الإنسان… وادٍ يبعث الروع والوجل في الأفئدة من تلك القبور… وما أصدق الشاعر بقوله: سر ان استطعت في الهواء رويداً
لا اختيالا على رفات العباد فأرض النجف ما أطهرها من تربة وما أحناها فتحت ثرى هذا الوادي رقدت الأجساد في سباتها العميق بعد أن أتعبتها الأيام. وفي هذا المعنى قال الشاعر:
ضجعة الموت رقدة يستريح
الجسم فيها والعيش مثل السهاد
فهي تحتضن الأجساد وتحنو عليها بين طياتها الذهبية وتربتها النقية.
4. بانيقيا: من أسماء النجف وهذه الأرض يقال لها بانيقيا… الأرض التي اشتراها إبراهيم الخليل (ع) ونزل فيها.
5. لسان البر: من أسماء النجف واللسان هو ظهر الكوفة وهو الحافة أي (الطارات) التي تقع على بحر النجف من جهة الغرب.
6. ظهر الكوفة: الظهر هو ما ارتفع عن مستوى الأرض فالمقصود بظهر الكوفة هو النجف ويروى أن أمير المؤمنين (ع) نظر إلى ظهر الكوفة فقال (ما أحسن منظرك وأطيب قعرك اللهم اجعل قبري فيها) وقيل إنه (ع) إذا أراد الخلوة بنفسه أتى إلى ظهر الكوفة أي إلى النجف.
7. بحر النجف: اسم من أسماء النجف وهو بحر النجف وكان يسمى (ني).
8. المشهد: المشهد هو المكان الذي يجتمع فيه الخلق لمشاهدة محفل عظيم وقد اقترنت العتبات المقدسة بهذا الاسم بالنظر لاحتشاد الزوار في أيام الزيارات الدينية. وهذا الشاعر يقول:
هذه بقعة قدس
هي للمهدي مشهد
هي للخائف كهف
وهي للطائف معبد
9. الثوية: تقع بظهر الكوفة قريباً من الغري إلى جوار مسجد الحنانة أو جنابه وأصبحت الثوية في الإسلام مقبرة لأهل الكوفة.
وهناك اسم لها هو (خد العذراء) ولكنه لم يشتهر إلا قليلاً.
مدفن الأنبياء:
الأنبياء آدم ونوح وهود وصالح (ع): ورد في كتب التهذيب وقصص الأنبياء وزيارة الإمام السجاد (ع) أن هؤلاء الأنبياء مدفونون في النجف الأشرف… حيث أن آدم ونوحاً (ع) مدفونان في نفس المكان الذي يرقد فيه الإمام علي (ع) فبعد استشهاده (ع) وجد قبر جاهز محفور من لدن آدم (ع) والدليل زيارة الإمام السجاد (ع) لجده علي (ع) بقوله: (السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح وعلى جاريك هود وصالح) فالنبيان آدم ونوح (ع) بجوار الإمام علي بن أبي طالب (ع) في قبره أما هود وصالح (ع) فقبراهما في وادي السلام…
أسوار النجف… وأسباب بنائها:
إن بناءها حول مدينة النجف الأشرف يوم ذاك كان لصد حملات الأعداء ولحمايتها من السلب والنهب إذ قام أبناؤها ببناء هذه الأسوار الستة للحفاظ عليها وما فيها من سكان وثروات… وبدأت الحراسة من بعض الأسر العربية من خارج النجف وداخله وقد تم بناء هذه الأسوار تباعاً إلى آخر سور الذي قلع في سنة 1938م.
السور الأول: بناه محمد بن زيد بن محمد بن إسماعيل المسمى بالداعي الصغير وهو الذي عمر قبة أمير المؤمنين وحصنها بسور حولها لرد هجمات الأعداء.
السور الثاني: إن أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان جعل عليها حصناً منيعاً وابتنى على القبر قبة وسترها بفاخر الستور…
السور الثالث: قام ببنائه عضد الدولة وعمر القبة وسورها بسور منيع عالٍ…
السور الرابع: هذا السور بناه أبو محمد الحسن بن سهلان بتأريخ 400ه ويبعد عن الصحن الحيدري الشريف200م. السور الخامس: هذا السور بناه رجل هندي وكان له بابان باب المشهد وباب النهر ويبعد عن السور الرابع بـ150 خطوة…
السور السادس: كان سوراً ضخماً ومرتفعاً وحفر خلفه خندق بتاريخ 1217ه قام ببنائه رجل هندي وجعل له بابين: باب مقابل الكوفة والآخر إلى الغرب بالقرب من منطقة تسمى (الدرعية) وأخيراً سمي بباب (الثلمة) ولم يبق من السور الآن شيء بعد أن كان يجمع أربع محلات تضم (العمارة والمشراق والحويش والبراق) وقد دمره نظام صدام مع هذه المحلات…
مواقف النجف الوطنية:
النجف الأشرف الأرض التي روتها دماء الآباء والأجداد أقلت على ربوعها نفوساً شريفة أصبحت فداءً لها وخلدها التأريخ فالحفاظ على المدينة واجب مقدس وطني إنساني وتأريخي… وإذا رجعنا إلى تأريخ أمجادنا حيث الانتفاضات والنضال المستمر الذي خاضه أبناء هذه المدينة وقدموا خلاله الشهداء من أجل عزتها وإبائها تتجلى أمامنا الثورة الوطنية في عام 1920 (ثورة العشرين) وأحداث الثلاثينيات وحركة مايس 1941 وأخيراً الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ضد الحكم الصدامي وهي انتفاضة مباركة صادقة إذ خرجت النجف عن بكرة أبيها وهي تقول كلا للطغيان والاستبداد والظلم والدكتاتورية ونعم للحرية وقد أخذت النجف حصتها من تشريد العوائل واقتيد الكثير من شبابها الغيارى إلى المقابر الجماعية وهي دليل إدانة ضد النظام الصدامي...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فجهم الشريف
أباالحسن لو كان حُبك مدخلي جهنــم لكان الفوز عندي جحيمها
.فكيف يخاف النار من بات موقنا ً بأن أميرالمؤمنين قسيمها
الف شكر لك اخي بانيقيا عن النبذه الرائعه التي وضعتها بين يدينا
عن ارض الغري الطاهره
زدت شوقنا وهيجت حنيننا الى مدينة العلم والعلماء
فسلام على النجف وساكنيها