|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
ما يمنع من إرادة نفس النبي (صلي الله عليه واله) مع نفس علي (عليه السلام) في الآية
بتاريخ : 08-05-2019 الساعة : 11:33 PM
السؤال: ما يمنع من إرادة نفس النبي (صلي الله عليه واله) مع نفس علي (عليه السلام) في الآية
توجد شبهة حول آية المباهلة عند المخالفين وهي: أنّ (الأنفس) جمع قلّة مضافاً إلى (نا) الدالّة على الجمع، ومقابلة الجمع بالجمع تقتضي تقسيم الآحاد، كما في قولنا: ((ركب القوم دوابهم)) أي ركب كلّ واحد دابته... أي أنّه يقصد أنّ (أنفس) تعني نفس النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) على حدة، ونفس عليّ(عليه السلام) على حدة... فكيف نرد عليهم؟
الجواب:
الذي يمنع من إرادة نفس النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) مع نفس عليّ(عليه السلام) في قوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم )) (آل عمران:61) مع التسليم بكونه جمع قلّة مضافاً إلى جمع، أمران:
الأوّل: دعاء الإنسان نفسه محال، إذ لا يصح من الإنسان أن يدعو نفسه وإنّما يدعو غيره.
الثاني: المجاز خلاف الأصل، إذ حسب هذه الدعوى يكون عندنا مجازان في هذه الفقرة: المجاز الأوّل استعمال (( أَنفُسَنَا )) بإطلاقه على الاثنين، والثاني في (( نَدعُ )) باستعماله في دعاء الإنسان نفسه وغيره بلفظ واحد. بينما في جعل المراد من (( أَنفُسَنَا )) عليّاً(عليه السلام) وحده مجاز واحد لا غير، وهو يلائم الاستعمال المجازي الواحد في (( أَبنَاءَنَا )) و (( نِسَاءَنَا )) في إطلاقهما على فاطمة والحسنين(عليهم السلام)، وتقليل المجاز في الكلام أولى من تكثيره في لسان البلاغة.
ويؤيد هذا المعنى المستفاد من العقل والبلاغة ما ورد في السنّة الصحيحة عن عبد الرحمن بن عوف، قال: ((افتتح رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) مكّة ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبع ثمّ أوغل غدوة أو روحة، ثم نزلّ، ثم هجر، ثم قال: (أيّها الناس، إنّي لكم فرط، وإنّي أوصيكم بعترتي خيراً موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمنَّ الصلاة ولتؤتون الزكاة أو لأبعثنَّ عليكم رجلاً منّي أو كنفسي فليضربنَّ أعناق مقاتليهم وليسبينَّ ذراريهم), قال - عبد الرحمن بن عوف -: فرأى الناس أنّه يعني أبا بكر أو عمر، فأخذ بيد عليّ فقال: (هذا) ))(1).
(1) أنظر المستدرك على الصحيحين 2: 120 كتاب الجهاد، مصنف ابن أبي شيبة 7: 498, مسند أبي يعلى 2: 166 من مسند عبد الرحمن بن عوف، وغيرهم.
تعليق على الجواب (1)
لدي سؤال بخصوص الحديث الوارد، وهو: هل توجد روايات معتبرة غير هذه الرواية تعبّر عن الإمام علي(عليه السلام) بنفس النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟
ولماذا نرى الخطاب في الرواية المذكورة في الجواب كان موجّهاً للناس مباشرة: (أيّها الناس! إنّي لكم فرط، وإنّي أوصيكم بعترتي خيراً، موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمنّ الصلاة ولتؤتونّ الزكاة أو لأبعثنَّ عليكم...).
ثم أصبح للغائب: (...فليضربنَّ أعناق مقاتليهم، وليسبينَّ ذراريهم)؟ في حين المفترض أن يكون ((فليضربنّ أعناق مقاتليكم، وليسبينّ ذراريكم))؟!
الجواب:
روى الصفّار في (بصائر الدرجات) في رواية عن أبي عبد الله(عليه السلام) أنّه قال : (قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأهل الطائف: لأبعثن إليكم رجلاً كنفسي يفتح الله به ... فلمّا أصبح ودعا عليّاً(عليه السلام) فقال: اذهب بالطائف...)(1).
وروى الصدوق في (أماليه) عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (عليّ منّي كنفسي...)(2).
وروي عن الرضا(عليه السلام) عن آبائه عن عليّ(عليه السلام): أنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال لعليّ في خطبة له: (يا عليّّ من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني؛ لأنّك منّي كنفسي ...)(3).
وروي عن الرضا(عليه السلام) في جوابه للعلماء في مجلس المأمون عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلاً كنفسي)، يعني: عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)(4).
وأمّا الرواية المذكورة في الإجابة السابقة فقد نقلناها من كتب المخالفين، وهم جعلوها بضمير الغائب لإبعاد الأمر عن المخاطبين! وإلاّ فهي في كتبنا، كما في أمالي الطوسي، هكذا: (فليضربنّ أعناق مقاتليكم، وليسبينّ ذراريكم ــ فرأى أناس أنّه يعني: أبا بكر وعمر ــ وأخذ بيد عليّ، فقال: هذا هو)(5).
(1) بصائر الدرجات: 432 الباب (16) .
(2) أمالي الصدوق: 149 حديث(1) المجلس العشرون.
(3) أمالي الصدوق: 155 حديث(4) المجلس العشرون.
(4) أمالي الصدوق: 618 حديث(1) المجلس التاسع والسبعون.
(5) أمالي الطوسي: 504 حديث(11) المجلس الثامن عشر.
|
|
|
|
|