لا يشك من رأى وزير خارجية آل سعود الأمير سعود الفيصل في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الثلاثاء 18 – 7- 2006 أن الرجل كان سكران.
كان منظره مقرفا وهو يتجشأ ويفقد توازن كلماته.
وهذه ليست المرة الأولى التي يفعل فيها سعود الفيصل فعلته هذه، فقد فعلها قبل ذلك وأشارت إليها حتى الصحف الغربية.
هل يمكن لرجال الهيئة الذين شعارهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يفعلوا مع هذا الأمير ما يفعلونه مع أي شخص من الدهماء لو أنه سكر؟
أم أن آل سعود فوق الشرع كما هم فوق القانون؟
الجواب معروف، وأمراء آل سعود لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة إلا اقترفوها، لكنهم فوق الحساب دائما.
شخص مثل هذا يمثل خارجية بلاد الحرمين وجزيرة العربية التي بعث منها محمد صلى الله عليه وسلم!
شخص مثل هذا يمثّل نظاما ما فتئ يدعي أنه يطبق الشريعة وأنه يلتزم الأحكام والحدود الإسلامية!
لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم يطبّق الحدود على الناس دون تمييز، وفي الروايات أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فكلّمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال
يا أيها الناس إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
وزير خارجية بلاد الحرمين التي عليها أنزل تحريم الخمر، يعاقر أم الخبائث ويخرج على الناس سكران لا يكاد يجمع جملة إلى جملة.
قال الله تعالى: {ياأيُّها الَّذين آمنوا إنَّما الخمرُ والميسرُ والأنصابُ والأزلامُ رجسٌ من عملِ الشَّيطانِ فاجتنبوه لعلَّكم تُفلحون(90) إنَّما يُريدُ الشَّيطانُ أن يُوقِعَ بينَكُم العداوةَ والبغضاءَ في الخمرِ والميسرِ ويَصُدَّكم عن ذكرِ الله وعن الصَّلاةِ فهل أنتم منتهون(91)} المائدة
أخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من شرب الخمرة فاجلدوه، قالها ثلاثاً، فإن شربها الرابعة فاقتلوه». وفي صحيح مسلم أن عثمان رضي الله عنه قال: (جَلَدَ النبي شارب الخمر أربعين جلدة وكذلك فعل أبو بكر). وعن الإمام علي كرَّم الله وجهه قال: (إذا شرب الرجل سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، وعلى المفتري ثمانون جلدة) (رواه الدارقطني). واجتناب الشيء لغة يعني الابتعاد عنه، والاجتناب للخمر لا يعني فقط الامتناع عن شربها؛ وإنما الابتعاد عن كلِّ ما يمتُّ لها بصلة، وعن كلِّ تعامل معها بأيِّ شكل كان، بدليل ما رواه ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «أتاني جبريل فقال: يامحمَّد إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها وساقيها ومسقيها» (أخرجه الحاكم وصححه البيهقي).
فيا لهؤلاء الذين أفسدوا صورة الإسلام الذي يدعون ...وأساءوا إلى بلاد الحرمين التي يحتلون أماكنها المقدسة.
رئيس تحرير موقع الأمة.