بعد أن استقرَّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة بدأ يخطط عسكرياً لضرب رأس المال الذي كانت قريش تعتمد عليه اعتماداً مباشراً في تجارتها .
ولتحقيق هذا الهدف خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه ثلاثمِائة وثلاثة عشر رجلاً من أصحابه ، للسيطرة على القافلة التجارية التي كان يقودها أبو سفيان .
فعلم أبو سفيان بخطة المسلمين ، فغيَّر طريقه ، وأرسل إلى مكة يطلب النجدة من قريش .
فأقبلت بأحقادها وكبريائها بألف مقاتل ، وقرروا الهجوم على جيش النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه ، بالقرب من بئر ماء يدعى ( ماء بدر ) ، وهو يبعد ( 160 ) كيلو متراً عن المدينة المنورة .
فدفع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الراية إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولواء المهاجرين إلى مصعب بن عمير ، ولواء الخزرج إلى الحباب بن المنذر ، ولواء الأوس إلى سعد بن معاذ ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( اللَّهُمَّ إنْ تُهلِك هذه العِصابة لا تُعبد في الأرض ) .
فبرز الإمام علي ( عليه السلام ) إلى الوليد بن شيبة ، فضربه على يمينه فقطعها ، فأخذ الوليد يمينه بيساره ، فضرب بها هامة علي ( عليه السلام ) .
ويقول ( عليه السلام ) : ( ظنَنتُ أنَّ السماءَ وقَعَتْ على الأرض ) ، ثم ضربه الإمام ( عليه السلام ) ضربة أخرى فقتله .
وبرز له حنظلة بن أبي سفيان ، فضربه الإمام ( عليه السلام ) ، فسالت عيناه ولزم الأرض ، وأقبل العاص بن سعيد فلقيه الإمام علي ( عليه السلام ) فقتله .
وسأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن لَهُ عِلم بِنَوفل بنَ خُوَيلد ) .
فأجابَ الإمام علي ( عليه السلام ) : ( أنَا قَتلتُه ) .
فكبَّر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : ( الحَمدُ للهِ الذي أجَابَ دعوتي فِيه ) .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة والياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخيره برحمتك يا أرحم الراحمين