بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الان الى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعيش في هذه الايام ذكرى استشهاد امام المذهب امامنا الامام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام وقد توال الظلم والجور على اهل البيت عليهم السلام منذ ان مات رسول الله صل الله عليه والله فقد هجم القوم على دار ابنته الزهراء عليه السلام واحرقوا الدار وهجموا على الزهراء روحي فداها وهذه هي السنة التي استنها القوم وهي الظلم والجور والقتل لاهل البيت عليهم السلام وشيعتهم فكل امام قد تم ظلمه وقتله او سمه وهذا امامنا الرضا عليه السلام كما في الرواية قال: ما منا الا مسموم او مقتول.
ونحن الان في رحاب الامام الصادق عليه السلام وسنلقي الضوء على جريمة بشعة حصلت لهذا الامام ارواحنا له الفداء وما اشبه هذه الحادثة بحداثة احراث دار امه الزهراء عليها السلام ولا نتعجب ممن تربى على بغض والنصب لاهل البيت عليهم السلام فأي قلب يحملونه واي حقد مبغض مكنون في قلوبهم فقد احرق القوم دار الامام الصادق عليه السلام ولم يكتفوا بحرق الدار بل احرقوا الدار وكان في داخلها الامام الصادق عليه السلام واهل بيته ولا اعرف ما الذنب الذي فعله الامام الصادق عليه السلام ليحرقوا داره وهو في داخلها؟؟ فعلا ما اشبه هذه الجريمة بسابقها وسنسرد الان الرواية التي ذكرت هذه الجريمة البشعة.
روى العلامة الكليني رضوان الله عليه في كتابه الكافي الشريف في الجزء الاول ص 474:
عن المفضل بن عمر قال وجه أبو جعفر المنصور إلى الحسن بن زيد وهو واليه على الحرمين أن أحرق على جعفر بن محمد داره، فألقى النار في دار أبي عبد الله الله فأخذت النار في الباب والدهليز، فخرج أبو عبد الله عليه السلام يتخطى النار ويمشي فيها ويقول: أنا ابن أعراق الثرى أنا ابن إبراهيم خليل الله عليه السلام.
وقال الشيخ عبدالوهاب الكاشي في كتابه مأساة الحسين بين السائل والمجيب في ص136:
لمّا أمر المنصور الدوانيقي عامله على المدينة أنْ يحرق على أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) داره ، فجاءوا بالحطب الجزل ووضعوه على باب دار الصادق (عليه السّلام) وأضرموا فيه النار ، فلمّا أخذت النار ما في الدهليز تصايحنَ العلويات داخل الدار وارتفعت أصواتهم ، فخرج الإمام الصادق (عليه السّلام) وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان وجعل يخمد النار ويطفئ الحريق حتّى قضى عليها ، فلمّا كان الغد دخل عليه بعض شيعته يسلّونه فوجدوه حزيناً باكياً ، فقالوا : ممّن هذا التأثر والبكاء , أمِنْ جرأة القوم عليكم أهل البيت وليس منهم بأوّل مرة ؟
فقال الإمام (عليه السّلام) : (( لا ، ولكن لمّا أخذت النار ما في الدهليز , نظرت إلى نسائي وبناتي يتراكضن في صحن الدار من حجرة إلى حجرة ، ومن مكان إلى مكان هذا وأنا معهن في الدار ، فتذكّرت روع عيال جدّي الحسين (عليه السّلام) يوم عاشوراء لمّا هجم القوم عليهنَّ ، ومناديهم ينادي : أحرقوا بيوت الظالمين )) .
بيان:
يقول المازندراني في شرح اصول الكافي ج7ص247:
قوله ( أنا ابن أعراق الثرى أنا ابن إبراهيم خليل الله) جمع عرق وهو الأصل والثرى الأرض يعني أنا ابن أصول الأرض أو أصول أهلها على حذف المضاف، والمراد بالأصول الأنبياء، منهم خاتم الأنبياء وإبراهيم وإسماعيل صلوات الله عليهم. فقد شبه الأرض وأهلها بالأشجار والأنبياء بالأصول في أن بقاءها وثباتها بهم كما أن بقاء الأشجار وثباتها بالأصول. ثم خص إبراهيم (عليه السلام) بالذكر لأن وقوعه في النار وعدم تأثيرها فيه مشهور وفي القرآن الكريم مذكور.
هذه هي الجريمة البشعة التي حصلت للامام الصادق عليه السلام ويجب ان نتذكرها بين الحين والاخر فهي احدى مئات الجرائم التي حصلت لاهل البيت عليهم السلام فلعنة الله على من حاربك ابغضكم ونصب لك العداء بأبي انتم وامي طبتم وطابت الارض التي فيها دفنتم وصل الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله الطاهرين