بسم الله الرحمن الرحيم
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) ال عمران
صدق الله العلي العظيم
يتبادر للذهن سؤال مباشر وصريح
ان نوح قد دعا على قومه واستجاب الله دعاءه وهلكوا
فهنا
السؤال الذي يطرح بقوة
من الافضل والاقرب الى الله عز وجل
طبيعي هو رسول الله محمد اقرب من نوح ومن كل نبي
وطبيعي ان دعاء النبي محمد مستجاب عند الله عز وجل
فمن المنطقي ان يخرج رسول الله وحده الى النصارى ليباهلهم ودعوة واحدة من رسول الله لا تبقي ولا تذر نصراني واحد
فهنا بعد هذه المقدمة
لما رسول الله اخذ معه الابناء الحسن والحسين والنساء اخذ فاطمة والنفس اخذ علي
لماذا
لماذا
لماذا
ومن هنا نطرح جزءا من الاجابة على السؤال
فان نوح دعا على قومه بان لا يذر على الارض من الكافرين ديارا
واغرقوا
لكن لننظر الى عقوبة النصارى اذا ابتهل رسول الله
فان العقوبة هي اللعن وهي اشد عقوبة تنزل على الانسان واي مخلوق فاللعن يعني الخروج من رحمة الله عز وجل والدخول ف يغضبه وعذابه الابدي
ومن هنا
نركض الى القران الكريم ورحمت يوسعت كل شي
وغيرها من الايات القرانية الكريمة التي تدلل على رحمة الله
وخصوصا ان القران الكريم وكل السور تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم الا سورة التوبة
وهنا نجد ان الرحمن والرحيم متلاصقين مع كثرة الذكر في القران الكريم
مثل ربكم ذو رحمة واسعة
هنا
فان حصول اللعن للنصارى يتطلب الانتقال من الرحمة الى اللعن
وهي عملية انتقالية
تحتاج لعزم كبير
بمعنى
ان كان لدي شاحنة مملوءة باطنان من الحديد وهي واقفة
صعب ان احركها فاحتاج الى قوة كبيرة للتحريك والانتقال من السكون الى الحركة
لذا فان اللعن يتطلب تغييرات كونية كبيرة
كما حصل في الغرق لقوم نوح فالكون تغير من هدوء الى ممطر وفيضانات واستمرار هطول المطر وخروج المياه من الارض
والامواج وارتفاع الماء الى علو كبير لم تستطع الجبال ان تقاومه
فكيف
باللعن وهو اشد اضعافا مضافة عن الغرق الذي يعد طبيعيا في بعض الاحيان مثل تسونامي
وهنا
نسنتنج ان خروج النبي محمد مع الحسن والحسين وفاطمة وعلي
لاحتياج المباهلة الى هؤلاء الخمسة للتغيرات الكونية التي ستحصل لو حصلت المباهلة وحصل اللعن
وهذا يدعم كلام الشيعة بان اهل البيت هم الحكومة الكونية وانهم اول خلق الله عز وجل
لذا
فان الاية اعلاه
لا تعني فقط ولاية علي بعد النبي محمد
ولا تعني ان فاطمة سيدة نساء العالمين
بل تعني ولاية الحسن والحسين على الكون مع صغرهما
وهذا يدلل على عصمتهما وهم صغار
حميد الغانم