|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
الفقه المقارن / إسقاط "حي على خير العمل" من الآذان والإقامة
بتاريخ : 05-09-2017 الساعة : 05:51 PM
إسقاط "حي على خير العمل" من الآذان والإقامة
وذلك أن هذا الفصل كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جزءا من الأذان ومن الاقامة، لكن أولي الأمر على عهد الخليفة الثاني كانوا يحرصون على أن تفهم العامة ان خير العمل انما هو الجهاد في سبيل الله ليندفعوا إليه، وتعكف هممهم عليه، ورأوا أن النداء على الصلاة بغير العمل مقدمة لفرائضها الخمس ينافي ذلك.
بل أوجسرا خيفة من بقا، هذا الفصل في الأذان والاقامة أن يكون سببا في تثبيط العامة عن الجهاد، إذ لو عرف الناس أن الصلاة خير من العمل مع ما فيها من الدعة والسلامة لاقتصروا في ابتناء الثواب عليها، واعرضوا عن خطر الجهاد المفضول بالنسبة اليها.
وكانت همم أولي الأمر يومئذٍ منصرفة إلى نشر الدعوة الإسلامية، وفتح المشارق والمغارب، وفتح الممالك لا يكون إلا بتشويق الجند الى التورط في سبيله بالمهالك، بحيث يشربون في قلوبهم الجهاد، حتى يعتقدون أنه خير عمل يرجونه يوم المعاد.
ولذا ترجح في نظرهم اسقاط هذا الفصل تقديما لتلك المصلحة على التعبد بما جاء به الشرع الأقدس، فقال الخليفة الثاني وهو على المنبر _ فيما نص عليه القوشجي120 في أواخر مبحث الامامة من شرح التجريد،
*
67
وهو من أئمة المتكلمين على مذهب الأشاعرة _: ثلاث كن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أنهى عنهن، وأحرمهن، وأعاقب عليهن: متعة النساء، ومتعة الحج، وحي على خير العمل 121.
وتبعه في اسقاطها عامة من تأخر عنه من المسلمين، حاشا أهل البيت ومن يرى رأيهم، " احي على خير العمل " من شعارهم، كما هو بديهي من مذهبهم، حتى أن شهيد فخ _ الحسين بن علي بن الحسن بن أمير المؤمنين عليه السلام _ لما ظهر بالمدينة أيام الهادي من ملوك العباسيين، أمر المؤذن أن ينادي بها ففعل. نص على ذلك أبو الفرج الأصبهاني حيث ذكر صاحب فخ ومقتله في كتابه مقاتل الطالبيين122.
وذكر العلامة الحلبي في باب بد، الأذان ومشروعيته ص 11، على الجز، الثاني من سيرته أن ابن عمر رضي الله عنه والأمام زين العابدين علي بن
68
الحسين عليه السلام ، كانا يقولان في الأذان – بعد حي على الفلاح – حي على خير العمل.
قلت: وهذا متواتر على أئمة أهل البيت، فراجع حديثهم وفقههم لتكون على بصيرة من رأيهم وروايتهم عليهم السلام .
69
هوامش
120- القوشجي هو علا ، الدين علي بن محمد ذكره طاش كبري زاده في كتابه (الشقائق النعمانية ) وغير واحد من أصحاب المعاجم فذكروا أنه قرأ على علم، سمرقند، وأخذ العلوم الرياضية عن المولى الفاضل القاضي زادة الرومي وعلى الأمير الغ بيك . ثم ذهب الى بلاد كرمان فقرأ على علمائه، ثم عاد الى سمرقند ثم أتى القسطنطينية على عهد السلطان محمد خان فأكرمه وأعطاه مدرسة أيا صوفيا ورتب له في كل يوم مائتي درهم، وعين لكل من أولاده وأتباعه منصب. وله من التصانيف شرح التجريد المشهور بالشرح الجديد في علم الكلام، والرسالة المحمدية في علم الحساب نسبها إلى السلطان محمد خان، والرسالة الفتحية في علم الهيئة سماها بذلك لفتح السلطان محمد خان عراق العجم، وله حاشية على أوائل شرح الكشاف للتفتازاني وقد جمع عشرين متناً في عشرين علما سناه محبوب الحمائل. كان بعض تلامذته يحمله ولا يفارقه. أما شرحه للتجريد تجريد الخواجه نصير الدين الطوسي أعلى الله مقامه – فمن أحسن الشروح علما وهو منتشر بطبعه ،وتوفي القوشجي في القسطنطينية سنة 879 ودفن بجوار أبي أيوب الانصاري رضي الله عنهم.
121- واعتذر بعد أن أرسله عنه ارسال المسلمات بأنه قد اجتهد في ذلك.
122- وكل من ذكر شهيد فخ _ وثورته المبرورة على الظلم والظالمين _نص على ذلك.
|
|
|
|
|