هل زار أهل البيت عليهم السلام قبر الإمام الحسين عليه السلام؟
بتاريخ : 06-09-2018 الساعة : 08:31 AM
بسمه تعالى،،
ردا على من يقول (اين زار أهل البيت قبل الحسين؟)
زيارة الإمام السجاد عليه السلام للقبر الشريف وردت في عدة مناسبات، منها هذه المناسبة؛
العلامة الكليني قدس سره : علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة قال: إن أول ما عرفت علي بن الحسين (عليه السلام) أني رأيت رجلا دخل من*باب*الفيل*فصلى*أربع ركعات*فتبعته حتى أتى بئر الزكاة وهي عند دار صالح ابن علي وإذا بناقتين معقولتين ومعهما غلام أسود، فقلت له: من هذا؟ فقال: هذا علي بن الحسين (عليهما السلام) فدنوت إليه فسلمت عليه وقلت له: ما أقدمك بلادا قتل فيها أبوك وجدك؟ فقال: زرت أبي وصليت في هذا المسجد ثم قال: ها هو ذا وجهي صلى الله عليه(١)
***أقول: ضعفها العلامة المجلسي رحمه الله، لكن استفاد منها العلماء، أمثال العلامة المامقاني رضي الله عنه، قال عند حديثه عن مسجد الكوفة : "و يستحب قصده و لو من بعيد، و قد قصده السجاد عليه السّلام من المدينة"(٢)
و قال السيد محمد رضا الحسيني الجلالي: "وكان يصير من البادية بمقامه الى العراق زائرا لأبيه وجدّه عليهماالسلام*، ولا يشعر بذلك من فعله"(٣)
و قال الشيخ علي الأحمدي الميانجي: "فقد تعلّق أبو حمزة بالإمام عليه السلام من أوّل لمحة حظي بها لشخصه وقبل أن يعرفه ، فكم من داخل دخل مسجد الكوفة وصلّى فيه؟ لكنّه علم أنّ الرجل ليس كالرجال،."(٤)
وروي بطريقين آخرين مختصر:
اولها:
ابن قولويه طاب ثراه : حدّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عمرانَ ، عن أحمدَ بن الحسن ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليِّ بن الحديد ، عن محمّد بن سِنان، عن عَمرِو بن خالد ، عن أبي حمزة الثّماليِّ « أنّ عليَّ بن الحسين*عليهم االسلام*أتى*مسجد*الكوفة*عمداً*منالمدينة فصلّى*فيه*رَكعتين*، ثمَّ جاء حتّى ركب راحلته وأخذ الطّريق ».(٥)
قال المجلسي : "قوله:*عمدا*أي: كان ذلك أيضا مقصوده عليه السلام، و إلا فالظاهر أنه كان المقصد الأصلي زيارة آبائه الطاهرين"(٦)
الطريق الثاني:
الفيض الكاشاني طابت تربته: محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن محمد بن الحصين و علي بن حديد عن محمد بن سنان عن*عمرو*بن*خالد*عن الثمالي*الحديث إلا أنه قال فصلى فيه*أربع*ركعات.(٧)
طريق ثالث اكثير تفصيلا:
عبد الكريم بن طاووس رحمه الله : ذكر الحسن بن الحسين بن طحال المقدادي (رضي الله عنه) : ان زين العابدين (عليه السلام)، ورد الى الكوفة ودخل مسجدها وبه أبو حمزة الثمالي، وكان من زهاد الكوفة ومشايخها، فصلى ركعتين، قال أبو حمزة: فما سمعت أطيب من لهجته، فدنوت منه لاسمع ما يقول، فسمعته يقول: (الهي إن كان قد عصيتك، فأني قد أطعتك في أحب الاشيأ اليك، الاقرار بوحدانيتك منا منك علي، لامنا مني عليك) والدعأ معروف ثم نهض، قال أبو حمزة: فتبعته الى مناخ الكوفة، فوجدت عبدا اسود معه نحيف وناقة، فقلت: يا أسود من الرجل ؟ فقال: أو تخفى عليك شمائله، هو علي بن الحسين. قال أبو حمزة: فأكببت على قدميه أقبلهما فرفع رأسي بيده وقال: لا يا أبا حمزة ! انما يكون السجود لله عز وجل. فقل: يا ابن رسول الله، ما أقدمك الينا ؟ قال: ما رأيت ولو علم الناس ما فيه من الفضل لاتوه ولو حبوا، هل لك ان تزور معي قبر جدي علي بن أبي طالب ؟ قلت: اجل، فسرت في ظل ناقته يحدثني حتى اتينا الغريين، وهي بقعة بيضأ تلمع نورا، فنزل عن ناقته، ومرغ خديه عليها، وقال يا أبا حمزة: هذا قبر جدي علي بن أبي طالب (عليه السلام)*، ثم زاره بزيارة أولها: السلام على اسم الله الرضي، ونور وجهه المضي، ثم ودعه ومضى الى المدينة، ورجعت*انا الى الكوفة*(٨)
وكذلك طريق رابع مفصلا :
المشهدي رحمه الله : وبالاسناد مرفوعا إلى أبي حمزة*الثمالي*رحمة الله عليه قال : بينا انا قاعد يوما في المسجد عند السابعة ، إذا برجل مما يلي أبواب كندة قد دخل ، فنظرت إلى أحسن الناس وجها ، وأطيبهم ريحا ، وأنظفهم ثوبا ، معمم بلا طيلسان ولا ازار ، عليه قميص ودراعة وعمامة ، وفي رجليه نعلان عربيان ، فخلع نعليه ، ثم قام عند السابعة ورفع مسبحتيه حتى بلغتا شحمتي اذنيه ، ثم أرسلهما بالتكبير ، فلم يبق في بدني شعرة الا قامت*.... الى ان قال ....: ثم رفع رأسه ، فتأملته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين*عليهماالسلام*، فانكببت علي يديه أقبلهما ، فنزع يده مني وأومأ إلي بالسكوت ، فقلت : يا مولاي انا من قد عرفته في ولائكم فما الذي أقدمك إلى هاهنا ، فقال : هو لما رأيت(٩)
يتبع بالمناسبة الثانية
______________________
(١) الكافي ج٨ ص٢٥٥ حديث رقم ٣٦٣
(٢) مرآة الكمال ج١ ص١٦٥
(٣) جهاد الإمام السجاد عليه السلام ص٦١
(٤) شرح دعاء أبي حمزة الثمالي ص١٠
(٥) كامل الزيارات - الباب الثامن ص٢٣
(٦) ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار ج٩ ص٨١
(٧) الوافي حديث رقم ١٤٤٨٦
(٩) المزار الكبير للمشهدي ص١٦٨