إنّهم أفضَلُ الخَلق
خَصّ الله جلّ وعلا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) بأن جعل أرواحهم أعلى الأرواح ، وفرض على الخَلْق ولايتَهم . . عن المفضّل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (الصادق) (عليه السلام): « إنّ الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفَي عام ، فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمّد وعليٍّ وفاطمةَ والحسن والحسين والأئمّة بعدهم صلوات الله عليهم ، فعرضها على السماوات والأرض والجبال فغَشِيَها نورهم ، فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال: هؤلاءِ أحبّائي وأوليائي وحُججي على خلقي وأئمّةُ بريّتي ، ما خلقتُ خلقاً هو أحبّ إليّ منهم ، لهم ولمَن تولاّهم خلقتُ جنّتي ، ولمَن خالفهم وعاداهم خلقت ناري . فمَن ادّعى منزلتهم منّي ومحلّهم مِن عظمتي عذّبته عذاباً لا أُعذّبه أحداً من العالمين ، وجعلته والمشركين في أسفل درك من ناري . ومَن أقرّ بولايتهم ولم يدّعِ منزلتهم منّي ومكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جنّاتي ، وكان لهم فيها ما يشاؤون عندي ، وأبَحتُهم كرامتي وأحللتهم
جواري ، وشفّعتهم في المذنبين من عبادي وإمائي ، فولايتهم أمانةٌ عند خلقي »(1) .
وعن سلمان الفارسيّ رضوان الله تعالى عليه أنّ العبّاس بن عبد المطّلب قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لماذا فُضّل عليٌّ علينا أهلَ البيت والمعدنُ واحد ؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم):
« إنّ الله خلقني وخلق عليّاً ، ولا سماءَ ولا أرض ، ولا جنّة ولا نار ، ولا لوح ولا قلم ، فلمّا أراد بَدْء خلقنا تكلّم بكلمة فكانت نوراً ، ثمّ تكلّم بأخرى فكانت روحاً ، ومزج بينهما فاعتدلا ، فخلقني وعليّاً ، ثمّ فتق من نوري نور العرش ، فأنا أجلُّ من العرش ، وفتق من نور عليٍّ نور السماوات ، فعليٌّ أجلّ من السماوات ، وفتق من نور الحسن نور الشمس ، فالحسن أجلّ من الشمس ، وفتق من نور الحسين نور القمر ، فالحسين أجلّ من القمر . وكانت الملائكة تقول في تسبيحها: سُبّوحٌ قُدّوس من أنوار ما أكرمها على الله !
فلمّا أراد سبحانه أن يبلوَ الملائكة أرسل عليهم ظُلمة ، فكانوا لا يرَون أوّلهم مِن آخِرهم ، فضجُّوا بالدعاء قائلين: إلهَنا وسيّدنا ، منذ خلقتَنا ما رأينا مثل هذا ! فنسألك بحقّ هذه الأنوار إلاّ ما كشفت عنّا هذه الظلمة . فخلق الله نور (فاطمة) كالقنديل وعلّقه بالعرش ، فزَهَرت السماوات السبع والأرضون السبع ، فمِن أجل هذا سُمّيت بـ «الزهراء» . وأوحى الله سبحانه وتعالى إلى الملائكة أنّي جاعل ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمُحبّي هذه
المرأة وبعلها وبنيها »(1) .
اللّهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد .
وعن أبينا آدم (عليه السلام) أنّه قال لابنه هبة الله: يا بُنيّ ، وقفتُ بين يديِ الله جلّ جلاله ، فنظرت إلى سطر على وجه العرش مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم: محمّد وآل محمّد خير مَن برأ الله(2) .
وما يقرب من هذه المضامين جاء في روايات العامّة ، كما في الرياض النضرة للمحبّ الطبريّ ج 2 ص 164 وغيره . وقد رُوي عن أبي هريرة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
« لمّا خلق الله آدمَ ونفخ فيه من روحه ، التفَتَ آدم يَمنةَ العرش فإذا خمسة أشباح ، فقال: ياربّ ، هل خلقتَ قبلي من البشر أحداً ؟ قال: لا ، قال: فمَن هؤلاءِ الذين أرى أسماءهم ؟ فقال: هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنّة ولا النار ، ولا العرش ولا الكرسيّ ، ولا السماء ولا الأرض ، ولا الملائكة ولا الجنّ ولا الإنس . هؤلاء خمسة شَقَقتُ لهم اسماً من أسمائي: فأنا المحمود وهذا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأنا الأعلى وهذا عليّ (عليه السلام) ، وأن الفاطر وهذه فاطمة (عليها السلام) ، وأنا ذو الإحسان وهذا الحسن (عليه السلام) ، وأنا المحسن وهذا الحسين (عليه السلام) . آليتُ على نفسي أنّه لا يأتيني أحد وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من محبّة أحدهم إلاّ أدخلته جنّتي ، وآليت بعزّتي أنّه لا يأتيني أحد وفي قلبه
مثقال حبّة من خردل من بُغض أحدهم إلاّ أدخلته ناري . يا آدم ! هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أُنجي من أُنجي ، وبهم أُهلك من أُهلك »(1) .
وفي رواية أخرى: عن الإمام الرضا (عليه السلام) ، قال: « إنّ آدم (عليه السلام) لمّا أكرمه الله تعالى بإسجاده ملائكتَه له ، وبإدخاله الجنّة ، ناداه: ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق عرشي . فنظر فوجد مكتوباً: لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة . فقال آدم (عليه السلام): يا ربّ ، مَن هؤلاء ؟ ! قال عزّوجلّ: هؤلاء ذرّيّتك ، لولاهم ما خلقتك »(2) .
إذن . . فهُم صلوات الله عليهم أفضل الخلق ، ومن هنا نقول بأنّهم أفضل الشفعاء عند الله عزّ شأنه ، فنقرأ في زيارتهم (الزيارة الجامعة الكبيرة): اللّهمّ إنّي لو وجدتُ شفعاءَ أقربَ إليك من محمّد وأهل بيته الأخيار ، الأئمّة الأبرار ، لَجعلتُهم شفعائي ، فبحقِّهمُ الذي أوجبتَ لهم عليك ، أسألك أن تُدخلني في جملة العارفين بهم وبحقّهم ، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنّك أرحمُ الراحمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين وسلّم تسليماً كثيراً ، وحسبنا الله ونعم الوكيل(3) .
اللهم صلي على محمد وال محمد
جعلنا الله واياكم من المحبين العاملين
لا حرمنا الله من زيارتهم في الدنيا ولا شفاعتهم بلاخرة يا رب
مشكورة اختي للطرح
لا عدمنا جديدكِ يا رب
اللهم صلي على محمد وال محمد
جعلنا الله واياكم من المحبين العاملين
لا حرمنا الله من زيارتهم في الدنيا ولا شفاعتهم بلاخرة يا رب
مشكورة اختي للطرح
لا عدمنا جديدكِ يا رب
ثبتنا الله وإياك على ولاية ومحبة محمد وال محمد
الشكر موصولا لك اخوي للمرور الرائع حيث تزدهي صفحتي به