بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم ...
(القرآن طعم الحياة )
لكل شيء زاد وطعم يجعل للحياة نكهة خاصة يتذوق فيها حلاوة ومعنى معبرا عن هدفها السامي ,فعندما أوجد الله تعالى لنا كل شيء في هذه الحياة على أي أساس هو نسير عليه غير خطى القرآن الكريم لكل ما فيه من معاني وتجليات تتضح لنا عندما نتدبر القرآن ونتذوقه تذوقا ونتلذذ به ونتشرب منه بكل حلاوة ولذة كأنه عسل مصفى لذة للشاربين , فالقرآن موجود معنا وفي كل بيت وهل هو موجود في قلوبنا ؟ ونحمله في طيات روحنا لنرحل إلى ذاك العالم الذي يقربنا ويربطنا بأواصر ربانية –قال ( ): ( لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون ) – من غير حجب وحواجز تمنعنا وتصدنا عن الوصول إلى الطريق الذي يرمينا على سبيل النجاة بفهم القرآن وتدبر القرآن لأننا بفهمه وتدبره نعرف الله , ونقول بأننا قرآنيين وأن القرآن هو للمسلمين .., ولكن أين هو القرآن ؟؟فهو مهجور ومركون في تلك الرفوف وقد تراكم عليها الغبار وتراكم وتراكم ..., قال () : (ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل : مسجد خراب لا يصلي فيه , وعالم بين جهال , ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه ).
إلى متى ؟؟
فالقرآن يبكي ولكن لا أحد يسمع صوته وآنينه يشتغلون بشيء أخر ولكن لا ..للقرآن.
كأنه سم قاتل بتناوله,وشيء يحطم أسماعهم ويهُدد نفوسهم , ويجعلها تنهار بذكر شيء اسمه القرآن ,صارت قلوبنا مقبرة لا حياة فيها ,أين القرآن ؟لنُحيي قلوبنا حتى لا يبيت القلب موحشا مظلما لأنه لم ينُر قلبه حتى بآية يتبصر فيها ..,-قال تعال : (( هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون )) (20) سورة الجاثية –ويتدبرها ويتأملها ويتلوها ,فالقرآن طعم الحياة وزادها ,لكل شيء زاد وطعم لتشحن وترفع من تلك الروح إلى الرقي الإنساني فالجسد يتزود بالغذاء والطعام والروح من ذاك الدعاء والصلاة والفكر والعقل والفؤاد من تلك الكلمات النورانية التي في القرآن وتراها تتوهج في كل حرف من تلك الحروف وترى ظلالها أكثر وأكثر على شخص وروح الإنسان , قال رسول الله سلم : (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ).فعندما نتأمل مثلا في آية من سورة الناس عندما يقول الله فيها تبارك وتعالى ذكره : (( الذي يوسوس في صدور الناس )) سورة الناس ..
هنا كلمحة بسيطة ..هل تكون الوسوسة بمقدار معين ؟
وهل تكون وسوسة خارجية ؟..
ننتقل إلى إجابة مختصرة جدا ألا وهي : (تكون الوسوسة في قلوب الناس وعبر عنها القرآن بصدور عوض قلوب ).
وكلما تبحث في تلك الآيات ستجد طعم وحياة القرآن وبأنه حياة للحياة وبدونه موت للحياة رغم الوجود على متنها , وكلما بحثتم في هذا البحر العميق الذي كلما ركبتم آية من آياته لترتقوا وتصعدوا للنجاة سترون أن هناك لابد من التخلص من كل الحواجز والعوائق ..
قال تعالى : ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) 24 سورة محمد (سلم ).
التي تمنعنا من الوصول إلى قلب القرآن الحقيقي وتذوق لذة معانيه الجميلة السامية والقرآن حي بقيمه ومبادئه فهو الرسالة التي تحمل قيم السماء فتأتي الذرية من أهل البيت (عليهم السلام ) لتعمل به ويكون منهجها لنقتدي بهم ونأخذ بالقرآن صافيا بنهله الدفاق .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الميامين وجعلنا وإياكم من السالكين درب القرآن والآخذين حتى يكون شفيعا لنا يوم القيامه .