ونمرا عراقيا صابرا محتسبـــــا
شهاده اعتز بها اخي الموالي طيار و انا ممتن لك و ارجوا ان تقبل هديتي لكم وهي قصه يتواجد فيها اسمكم
خوف و حيره انتابتني ثم اصرار اثناء خروجي من منزلي الى الصحن الكاظمي الشريف الخوف من اعداء الله و اعداء الشيعه و اعداء العراقيين التكفيريين السلفيه
و الحيره بالبعد بين منزلي والصحن الكاظمي و انقطاع المواصلات فقط سيرا على الاقدام
اما الاصرار الذي كان في داخلي و الذي كان يتكلم عن التأريخ و ما حدث من مآسي للأئمه و بالتحديد موسى الكاظم عليه السلام
جعلتني اسير بلا شعور واللطم و ابكي بالشارع مثل الثكالا متناسي الخوف و الحيره
واذا بأصدقاء لي وهم ثلاث طيار و حسين وعباس ينادون وهم حاملي الاعلام و الرايات الحسينيه ويقولون حيدر انتظرنا حتى نأتي معك
ازدت سعاده و اصرارا و فرحت كوني مع ثلاث من الموالين و الذي ينذرون انفسهم لحب ال بيت رسول الله
و بينما نحن بطريق السير تبادلنا الكلام و الحديث عن اشياء كثيره تتعلق بما حدث للامام الكاظم عليه السلام
و لكن !!
انتابني حدس بوقوع كارثه وكنت متيقن ان هنالك تفجيرات و احزمه ناسفه وقلت لهم اذا لم اعود للمنزل ارجوا ان تبلغوا اهلي و زوجتي وان تجعلوا ابني الذي هو في الطريق من انصار الحسين
قالوا لي الاصدقاء حسين و طيار و عباس لا تتكلم عن هذه الامور فاننا راجعون بأذن الله
واذا بنا في وسط كم هائل يتراوح المليونين زائر في الكاظميه و يتدافعون حتى يصلوا الى الضريح لتقديم التعازي
فقال لي عباس انظر يا حيدر هؤلاء الناس جميعهم تركوا ما تفكر به اتممنا الزياره و اتجهنا صوب الجسر الذي كان وفود محبي الكاظم انا ذاك
في وقته مشهد لم تتمعنه العين و لا يدخل العقل من كثرة الناس و الزوار تناسيت اهلي و تناسيت طفلي و تناسيت جميع من حولي فقط فكرت بحب الكاظم عليه السلام
لهؤلاء الشيعه الموالين الى آل بيت رسول الله وبينما نحن على الجسر و نشاهد النعش الرمزي للامام الكاظم الذي ينطلق من قلب الجسر نحو الضريح وأذا بأصوات ترتفع هناك
حزام ناسف
هناك تفجيرات هناك موت هناك خوف هناك ذعر هناك تدافع هناك كتلكونكريتيه تمنع الزوار من الهروب تذكرت جميع اهلي و تذكرت طفلي وتذكرت انني مع طيار و حسين و عباس
امور كثيره تذكرتها جعلتني مذهول و فاقد الوعي لفتره لا اعرف كم تكون من حدت التدافع و الوقوع على الكتل الكونكريتيه
وبعد فتره صحوت على البكاء و الصياح و واذا برشقة ماء على وجهي
اصحتني من غيبوبتي لا اعرف ما حدث فقط شاهدت وجه طيار امام وجهي
اما عباس و حسين فلا اجدهما سألت طيار اين عباس و حسين قال لي عباس و حسين في نهر دجله ينقذون زوارالكاظم من الغرق
ارتجاف ثم اصرار ثم صيحة بوجه طيار
انت تحمل اسم طيار ولا تنقذ من يريد الغرق و الموت و تجلس امامي اتركني قال لي طيار
انك تحمل اسم حيدر وهو من اسماء علي فكيف لي ان اترك حيدر وهو مغمى عليه
برود و تفكير قليل نهضت من الارض التي رفعتني الى السماء و رميت بنفسي انا وطيار نحو دجله حتى ننقذ الزوار
متذكرين ان طيار و حسين و عباس و حيدر لهم اسماء لها كرامه عند الله تعالى و بينما نحن ننقذ الزوار
واذا بأمراءة في وسط دجله فقفز حسين حتى ينقذها بعد تعب من كثرة ما نقذ من الزوار ولكن !!
هذه المره راح حسين و المراءة في وسط دجله من غير طلع هثم قفز عباس حتى يعثر على الاثنان ولكن !!
من غير رجعه ايضا ادركنا انا وطيار ان حسين و عباس غرقا في دجله
الذي كرهتها كره لا يطاق بعدما كنت اعشق دجلة الخير و المحبه انتابني البكاء و الالم و الشعور بعدم الوفاء كرهت نفسي و كرهت من حولي وصرت كيف افكر بالموت قبل ان اشاهد اهل حسين وعباس
صرت ابحث انا وطيار في وسط دجله على الجثتين ولكن دون جدوى
سهرنا يوما كاملا حتى الصباح نبحث انا وطيار ومن اصابه الكارثه على جثث الزوار وكلما تخرج جثه نتسارع حتى نلتقطها
ولكن حسين وعباس لم يخرجوا ولا حتى المراءة
الى ان ظهر بياض في وسط دجله شاهده كل من كان موجود انتابني الفضول فأسرعت الى النهر واذا بطيار معي و بينما نحن نتجارا السبح
حتى نصل الى البياض كان البياضي يبتعد نسبح و يبتعد
الى ان وجدنا جثة حسين وعباس معا و اليدين متماسكتين لا اعرف هل افرح ام احزن او اسبح تجاه البياض
الذي اخذ تفكيري ادركت ان هذا البياض هو الذي اراد ان يخبرني انا وطيار ان حسين و عباس في هذا المكان
رحت اسبح صوب البياض متناسي نفسي و متناسي طيار و عباس و حسين الى ان وصلت الى هذا البياض
شعرت بالدفء بعدما كنت اريد الموت من شدة برد دجله شعرت بالطعام و الاكل بعدما اراد الجوع ان يقتلني شعرت بالراحه النفسيه بعدما كنت الوم نفسي
واذا بصوت خافق يصدر بأذني و يقول هؤلاء زوار جدي الكاظم عليه السلام ارجع فهم في جنات عدن
الله كم كان الصوت جميلا انساني كل الحزن و البكاء واذا بي في المستشفى لا اعرف كيف وصلت اليها ومن الذي اخرجني
هذه قصه كتبتها بين الحقيقه والحقيقه و الحقيقه والخيال في فاجعة جسر الامام الكاظم عليه السلام بقلم العراقي في يوم 1-9-2005
مهداة لك اخي طيار