بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلي على محمد وآلِ محمد
الحر بن يزيد الرياحي في كربلاء
هناك الكثير من القصص التي يستفيد منها العاصي ليرجع إلى خط الطهر والصفاء، وثورة كربلاء حفظت لنا توبة قائد مبجل، لينقلب من نار إلى جنة الخلد ..
هنا تركز كلمة الحُر التي اختار التوبة والإنابة وراح إلى منيباً يسأله إن كان له من توبة على فعله في عقيلات بيت الطاهرة من تخويف، يقول الحُر بن يزيد الرياحي : (إني والله أخير نفسي بين الجنة والنار) هذه المقولة من الواجب أن نضعها نصب أعيننا عندما نختار أفعالنا وأعمالنا، ونقتصر في الدرس على التوبة ..
كلنا عاصون وأكثرنا يتمرغ في وحل الذنوب، ألا يسأل الإنسان نفسه كما سألها الحُر ؟؟!! .. ألا يحتاج أن يقف موقفاً بطولياً كالموقف الذي وقفه الحُر ليكون منارة هدى على مدى العصور والدهر ؟؟!! ..
لم يرهبه الموقف عندما عرف الحق بل زاده صلابة وصموداً واندفاعاً تكفيراً لما اقترف من ذنب، هل نحنُ على استعداد أن نطهر أنفسنا بأثر رجعي، أن نعلنها صريحة أمام الملأ نحنُ عائدون لربنا تبارك وتعالى، نحنُ نلجأ إليك يا رب لعلك تقبلنا، نحنُ في فلك ذكرك نريد أن نطوف فوفقنا يا إله العالمين، ها نحنُ خيرنا أنفسنا بين الجنة والنار ولن نختار غير نعيم مقيم وسرور دائم ومرافقة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم ..
ومن يتب هذه التوبة الشريفة فقد صار حُر عصرنا، لن تتوقف الأحرار، ففي كل عصر له حًره وحبيبه وعابسه وعبّاسه وأكبره، فلنكن أنا وأنتم الحُر لهذا العصر مستوعبين درساً من دروس ثورة أبي الأحرار ..