إطلاع الأرواح على المخفيات في عالم البرزخ ليس مطلقاً.
بتاريخ : 10-10-2014 الساعة : 02:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الأرواح في عالم البرزخ على قسمين:
القسم الأول: أرواح مطلعة على أغلب المخفيات عنها بما وهبها الله تعالى من قدرات هائلة تمكنها من الإطلاع على ما لم يطلع عليه غيرها من الأرواح البشرية أو الجنيَّة، وهؤلاء من الكاملين بالعلم والعمل ونخص بالذكر الأولياء من شيعة آل محمد سلام الله عليهم..وإطلاعهم ليس مطلقاً بل هو جزئي، والإطلاع المطلق خاص بآل محمد سلام الله عليهم لا يشاركهم به أحدٌ على الإطلاق.
القسم الثاني: أرواح ليس عندها القابلية للإطلاع الكامل بل يطلعها الله تعالى على المخفيات على نحو البشارة وإدخال السرور عليها بمقتضى ما كانت تفعله من الخيرات والعبادات وهو ما أشار إليه الحديثان في حيث إن الله تعالى يطلعها بواسطة الملائكة كما أنه تعالى يسمح لها بزيارة أهلها على نحو التكريم لها بسبب معرفتها بالله تعالى وحججه الطاهرين سلام الله عليهم.. والأخبار في ذلك كثيرة من حيث المعنى فهي متواترة بالمعنى ...وقد أفصح خبر إسحاق عن التفاوت الإيماني بين الأفراد، وهذا بدوره موجب للتفاوت في درجات الإطلاع كما هو المفهوم من الخبر الأول وهو على النحو التالي: عنه ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي الحسن الأول ( عليه السلام ) : يزور المؤمن أهله ؟ فقال : نعم ، فقلت : في كم ؟ قال : على قدر فضائلهم منهم من يزور في كل يوم ومنهم من يزور في كل يومين ومنهم من يزور في كل ثلاثة أيام ، قال : ثم رأيت في مجرى كلامه أنه يقول : أدناهم منزلة يزور كل جمعة قال : قلت : في أي ساعة ؟ قال عند زوال الشمس ومثل ذلك ، قال : قلت : في أي صورة ؟ قال : في صورة العصفور أو أصغر من ذلك فيبعث الله تعالى معه ملكا فيراه ما يسره ويستر عنه ما يكره فيرى ما يسره ويرجع إلى قرة عين .
وهو مؤيد بأخبار أخرى صحيحة سنداً ودلالة كالخبرين التاليين المرويين في الكافي وهما:
الخبر الأول: عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) قال : سألته عن الميت يزور أهله ؟ قال : نعم فقلت : في كم يزور ؟ قال : في الجمعة وفي الشهر وفي السنة على قدر منزلته ، فقلت : في أي صورة يأتيهم ؟ قال : في صورة طائر لطيف يسقط على جدرهم ويشرف عليهم فإن رآهم بخير فرح وإن رآهم بشر وحاجة حزن واغتم .
الخبر الثاني :عن الكليني رحمه الله بإسناده عن إسماعيل بن مهران ، عن درست الواسطي ، عن إسحاق بن عمار عن عبد الرحيم القصير قال : قلت له : المؤمن يزور أهله ؟ فقال : نعم يستأذن ربه فيأذن له فيبعث معه ملكين فيأتيهم في بعض صور الطير يقع في داره ينظر إليهم ويسمع كلامهم .
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن المؤمن ليزور أهله فيرى ما يحب ويستر عنه ما يكره وإن الكافر ليزور أهله فيرى ما يكره ويستر عنه ما يحب قال : ومنهم من يزور كل جمعة ومنهم من يزور على قدر عمله .
فهما واضحان على قدرة الروح على الإطلاع الخارجي بعد الموت بحسب مقدار عملها في الدنيا..فتأمل.