المثل يقول اذا لم تستحي فافعل ماشئت
هذا مقال لكاتب صحفي بجريدة السياسة الكويتية
يصف اهل العراق بغربان الشمال ويطلب من مسئولي بلده اشعال
الفتن بالعراق لاشغالهم بانفسهم
نسى او تناسا هذا النكرة ان العراق لا يتمثل بحقبة او حاكم او حالة ضعف
او قوة يمر بها هذا البلد العريق وهذا الشعب الصابر الذي تعرض لابشع انواع
الظلم على مر التاريخ ثم يأتي مثل هذا الوغد ليطالب حكومته باشعال الفتنة بالعراق
لاشغالهم بانفسهم حسبنا الله ونعم الوكيل
وكأن المسئوليين بذلك البلد لم يقوموا بالقدر الكافي من اذكا نار الفتنة
ليخرج الصحفي صالح الغنام مطالبا بها
-------
غربان الشمال!
خارج النص
في موضوع العراق بالذات, ما أن نكتب مقالة أو جملة أو كلمة أو حرفا ندين فيه تصرفا عدائيا ابتدرنا به جيران الشمال, إلا وخرجت علينا أصوات من يتصنعون الحكمة والمثالية والحصافة وبعد النظر, قائلين بوقار مصطنع وبصوت خفيض: "يا جماعة لا يجوز الرد على العراقيين واستفزازهم, فبلادنا أصغر من بلادهم, وعدد شعبنا أقل منهم, لذلك عليكم بالتذلل والمسكنة, وتلقي صفعات العراقيين وإساءاتهم وتهديداتهم بهدوء وابتسامة وبروح طيبة, فرجاء, لا تتهوروا بالرد عليهم, واتركوهم يسيئون للكويت ويسبونها ويهددون أمنها واستقرارها, كيفما بدا لهم, فالإساءة, تلف وتلف وترجع إلى قائلها"!
طبعا, هذا هو المدخل المعتاد لمتصنعي الحكمة والمثالية من جماعتنا, ثم وبعد أن ينتهوا من هذه الديباجة, يشيرون إلى أهمية العراق, وبأنه ينبغي علينا تحسين علاقتنا به, بإقامة مشاريع مشتركة بين البلدين, تذيب الخلافات وتعزز من الروابط وأواصر التعاون... بالله عليكم, أليس هذا هو كلامهم المكرر في كل مرة يختلق فيها العراق قصة جديدة مع الكويت? طيب, هل أتى أي من هؤلاء المتصنعين للحكمة والمثالية, بدليل واحد يؤكد إمكانية, أو حتى - احتمال - إمكانية الوثوق بالعراقيين? أتحداهم وأتحداهم, ثم أتحداهم أن يأتوا بنصف دليل يؤكد هرطقتهم هذه!
نحن لسنا "طلابة شر", ونحن نعرف قدراتنا وإمكانياتنا ونعي حجمنا جيدا, وفي المقابل, نعلم بأن مشكلتنا مع العراق أزلية, وستبقى كذلك, إلى أن يرث الله الأرض وما عليها, فكل أشكال وألوان أنظمة الحكم التي تعاقبت على العراق, لم توفر تهديدا للكويت ولم تخف مطمعا فيها. لذلك يستحيل, أن تقضي المشاريع المشتركة على أطماع العراقيين, أو حتى تحد من الغدر الذي تشربوه وتربوا عليه. ثم إنهم, وحتى اللحظة, ينكرون معروف الكويت وجميلها عليهم, وهي التي منحتهم الحرية وسخرت أراضيها ومقدراتها لتحريرهم من الظلم والطغيان والذل والهوان, فهل إقامة مشروع تجاري مشترك سيغير ما بنفوسهم, وسيكون أثره أكبر من أثر تحريرنا لبلادهم? "انتو من صجكم وإلا تتغشمرون"?
لترقيع ما سبق, أقول بأننا لا ننكر وجود قلة من العراقيين الشرفاء, يسؤونا أن نزعجهم برد الإساءة بمثلها لجماعتهم, لكن هذا لا يمنع من التذكير بتاريخ العراق الحافل بالتملص من التزاماته وعدم احترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية, وتذكرون قصة تحايل حكومة العراق على أحكام قضائية دولية صدرت ضد شركة الطيران العراقية, فعمدت إلى تغيير اسم وكيان الشركة كي تتهرب من دفع التعويضات, فمن المجنون الذي سيضمن أمواله بمشاركة دولة تمارس الحكومة فيها النصب عيني عينك... خلاصة الكلام, العراق لا يمكن الوثوق به, ولا حل معه, إلا بإبقاء الخلافات الداخلية دائرة فيه, حتى ينشغل أهله بأنفسهم, وينصرفوا عنا. وكدليل على نوايا غربان الشمال, قالت قبل أيام, النائبة العراقية سوزان السعد, في تهديد مبطن للكويت ما يلي: "مادامت قدرات العراق العسكرية ليست جاهزة, فلا بأس من مفاوضة الكويتيين بشأن ميناء مبارك"... تخيلوا, هذا الكلام صادر من امرأة, "لعاد رياجيل العراق شيقولون"?