''1''
القرطبي في جامع البيان في تأويل القرآن ج18 - ص520
واذكر يا محمد زكريا حين نادى ربه (رب لا تذرني) وحيدا (فردا) لا ولد لي ولا عقب (وأنت خير الوارثين) يقول: فارزقني وارثا من آل يعقوب يرثني، ثم رد الأمر إلى الله فقال وأنت خير الوارثين، يقول الله جل ثناؤه: فاستجبنا لزكريا دعاءه، ووهبنا له يحيى ولدا ووارثا يرثه، وأصلحنا له زوجه.
''2''
السمرقندي في بحر العلوم ج2 - ص439-440
قوله عز وجل: وَزَكَرِيَّا يعني: واذكر زكريا إِذْ نادى رَبَّهُ، يعني: إذ دعا ربه: رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً ، يعني: وحيداً لا وارث لي. وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ، يعني: أفضل الوارثين.
''3''
الكرماني في غرائب التفسير وعجائب التأويل ج2 - 747
قوله: (وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) . أي أنت خير من يرث العباد من الأهل والأولاد. الغريب: معناه: إن رزقتني ولياً يرثني، وإن لا فأنت خير الوارثين.
''4''
البغوي في معالم التنزيل ج5 - ص352
قوله عز وجل: {وزكريا إذ نادى ربه} دعا ربه، {رب لا تذرني فردا} وحيدا لا ولد لي وارزقني وارثا، {وأنت خير الوارثين} ثناء على الله بأنه الباقي بعد فناء الخلق وأنه أفضل من بقي حيا.
''5''
الزمخشري في الكشاف ج3 ص133
سأل ربه أن يرزقه ولدا يرثه ولا يدعه وحيدا بلا وارث، ثم ردّ أمره إلى الله مستسلما فقال وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ أى إن لم ترزقني من يرثني فلا أبالى، فإنك خير وارث.
''6''
الفخر الرازي في مفاتيح الغيب ج22 - ص182
أما قوله: وأنت خير الوارثين ففيه وجهان: أحدهما: أنه عليه السلام إنما ذكره في جملة دعائه على وجه الثناء على ربه ليكشف عن علمه بأن مآل الأمور إلى الله تعالى. والثاني: كأنه عليه السلام قال: «إن لم ترزقني من يرثني فلا أبالي فإنك خير وارث» .
''7''
النسفي في مدارك التنزيل وحقائق التأويل ج2 - ص418
{وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبّ لاَ تَذَرْنِى فَرْداً} سأل ربه أن يرزقه ولداً يرثه ولا يدعه وحيداً بلا وارث ثم رد أمره إلى الله مستسلماً فقال {وَأَنتَ خَيْرُ الوارثين} أي فان لم ترزقني من يرثني فلا أبالي فإنك خير وارث أي باق
''8''
أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط ج7 ص462
لا تذرني فردا أي وحيدا بلا وارث، سأل ربه أن يرزقه ولدا يرثه ثم رد أمره إلى الله فقال وأنت خير الوارثين أي إن لم ترزقني من يرثني فأنت خير وارث، وإصلاح زوجه بحسن خلقها، وكانت سيئة الخلق قاله عطاء ومحمد بن كعب وعون بن عبد الله.
''9''
ابن عادل في اللباب في علوم الكتاب ج13 - ص587
هاهنا انقطاع زكريا إلى ربه لما مسه الضر بتفرده، وأحب من يؤنسه ويقويه على أمر دينه ودنياه، ويقوم مقامه بعد موته، فدعا الله تعالى دعاء مخلص عارف بقدرة ربه على ذلك، وانتهت به الحال وبزوجه من الكبر وغيره ما يمنع من ذلك بحكم العادة فقال: {رب لا تذرني فردا} وحيدا لا ولد لي، وارزقني وارثا، {وأنت خير الوارثين} ثناء على الله بأنه الباقي بعد فناء الخلق، وأنه أفضل من بقي حيا.
''10''
السيوطي في تفسير الجلالين ج1 - ص429
{و} اذكر {زكريا} ويبدل منه {إذ نادى ربه} بقوله {رب لا تذرني فردا} أي بلا ولد يرثني {وأنت خير الوارثين} الباقي بعد فناء خلقك
''11''
ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل ج2 - ص28
لا تَذَرْنِي فَرْداً أي بلا ولد ولا وارث وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ إن لم ترزقني وارثا فأنت خير الوارثين، فهو استسلام لله
''12''
محمد بن عاشور التونسي في التحرير والتنوير ج17 - ص136-137
وجملة وأنت خير الوارثين ثناء لتمهيد الإجابة، أي أنت الوارث الحق فاقض علي من صفتك العلية شيئا. وقد شاع في الكتاب والسنة ذكر صفة من صفات الله عند سؤاله إعطاء ما هو من جنسها، كما قال أيوب وأنت أرحم الراحمين [الأنبياء: 83] ، ودل ذكر ذلك على أنه سأل الولد لأجل أن يرثه كما في آية [سورة مريم: 6] يرثني ويرث من آل يعقوب. حذفت هاته الجملة لدلالة المحكي هنا عليها. والتقدير: يرثني الإرث الذي لا يداني إرثك عبادك، أي بقاء ما تركوه في الدنيا لتصرف قدرتك، أو يرثني مالي وعلمي وأنت ترث نفسي كلها بالمصير إليك مصيرا أبديا فإرثك خير إرث لأنه أشمل وأبقى وأنت خير الوارثين في تحقق هذا الوصف.
''13''
أبي زهرة في زهرة التفاسير ج9 ص4910
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ) قال (رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) فردا أي منفردا عن قريب أدنى يرثني، ولقد كان في ندائه بالغا أقصى درجات الأدب في جنب الله، فهو لَا يجعل وراثة ذي القرابة القريبة أولى من وراثة الله فقال: (وَأَنتَ خَيْر الْوَارِثِينَ) وأفعل التفضيل ليس على بابه، بل المعنى ووراثتك أعلى درجات الوراثة وأبقاها.