|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 25954
|
الإنتساب : Nov 2008
|
المشاركات : 32
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادم البضعه
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 19-12-2008 الساعة : 11:58 PM
الإيـمان غريزة طبيعية
والمعلوم إن الإنسان آمن بالله تعالى منذ أبعد الأزمان ،
وعبده واخلص له وأحسّ بارتباط عميق به ،
وهذا الإيمان يعبر عن نزعة أصلية وغريزة طبيعية في الإنسان للتعلق بخالقه ، ويمثل وجداناً راسخاً يدرك بفطرته علاقة الإنسان بربه ومخلوقاته .
ولكن مع هذا فإن الإيمان كغريزة لا يكفي ولا يضمن تحقيق الارتباط بالمعبود بصورته الصحية الصحيحة ،
لأن صورة وكيفية الارتباط تعتمد وترتبط بدرجة كبيرة ورئيسة مع طريقة إشباع تلك الغريزة الإيمانية ,
ومع كيفية وأسلوب الاستفادة منها ،
فالتصرف السليم والصحيح في إشباعها هو الذي يكفل المصلحة النهائية للإنسان وارتباطه بالخالق المطلق بالكيفية الصحيحة المناسبة .
والثابت إن أي غريزة تنمو وتتعمق إذا كان السلوك موافقا لها ،
فبذور الرحمة والشفقة مثلاً ،
تنمو في نفس الإنسان من خلال التعاطف العملي المستمر مع الفقراء والبائسين والمظلومين ،
أما لو كان السلوك مخالفاً ومضاداً للغريزة فإنه يؤدي إلى ضمورها وخنقها , فبذور الرحمة والشفقة مثلاً ،
تضمر وتموت في الإنسان من خلال التعامل والسلوك السلبي من الظلم وحب الذات .
وعليه فالإيمان بالله والشعور الغريزي العميق بالتطلّع نحو الغيب والإنشداد للمعبود لا بد لها من توجيه وتسديد وتحديد الطريق والسلوك المناسب لإشباع هذا الشعور وتعميقه وترسيخه ،
لأنه بدون التوجيه سيضمر الشعور وينتكس ويمنى بألوان من الانحراف والشبهات مما يؤدي إلى ارتباط غير صحيح ليس له حقيقة فاعلة ومنتجة في حياة الإنسان ولا يكون قادراً على توجيه طاقاته الصالحة الدينية والأخلاقية والعلمية .
|
|
|
|
|